وتلك الأيــام..محطات العمر

> عبدالقوي الأشول:

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
تتجاوزنا سنوات العمر، تمضي بقوة حاملة في طياتها قدراً من نجاحاتنا وإخفاقاتنا.. بمعنى آخر أن العمر غير معني بأمرنا سواء كنا حققنا أحلامنا وتطلعاتنا من عدمها.

محطات قد لا تستوقفنا ولا نجهد أنفسنا في استقراء ما مضى من العمر، وإن أتت اللحظة مقتحمة علينا خلوتنا نحاول قدر الإمكان أن نمرق منها حتى لا نقع في شرك تأنيب الضمير أو الشعور بقدر من الإخفاقات التي تجعلنا نحس معها بحالة من الانهزام الداخلي، رغم كون مثل هذا الاعتراف قلما نقر به.. فكثيراً ما يجهد الإنسان ذاته بحثاً عن أعذار قد لا تكون مقنعة أو منطقية في معظم الأحيان.. إنها الصفة البشرية المحضة.. التي تدفعنا للمكابرة والاستماتة في الدفاع عن الذات.

إلا أن يقيناً يفرض حقيقة مرة ربما على ذواتنا مفادها أن الحياة قصيرة.

أمر استوقفنا ومن قبلنا إلى درجة أن العديد من أبرز الشعراء جسدها بعدد من القصائد التي تبكي الحياة وقصرها، كما هو الأمر عند الشاعر عمر الخيام، فعندما تستوقفنا محطات العمر أو هي الأزمنة التي مضت وانقضت ربما نشعر بقدر من الحزن لحظة لا نخفي معها عدم إمكانية اعتبار مثل هذه الفواصل مناسبات احتفالية.

إلا أن يقيناً بأن حالة التنوع في مشاعرنا الانسانية التي هي في الاصل متداخلة متباينة متقاربة بصورة خيالية تجعل الاحتفاء بقدوم عام وانقضاء آخر ربما ترتبط بطبيعة الحياة الاجتماعية.

إلا أن قدراً من المشاعر الإنسانية هي التي نجد أنفسنا معها شديدي الصلة ببعضنا.. خصوصاً في عصر القرية الكونية التكنولوجية، التي هي نتاج ثورة العصر.. أمر يفرض علينا التواصل والمساهمة بفعالية في محيطنا الاجتماعي والإدلاء في تلك القضايا الحياتية التي يرى فيها سكان المعمورة شأنا يهم كل بني البشر كما هو الحال في القضايا البيئية والحقوق وغيرها من القضايا التي ترتبط بكرامات بني البشر.. التي كرمتها كافة الديانات وحباها الخالق بما سخر لها من خيرات، فربما أفرط البعض بالتقليل من أهمية الحياة وتجاهل عمداً قوانينها الربانية التي تحكم تصرفاتنا وترتفع بذواتنا إلى مصافاتها الإنسانية بكل ما فيها من دفء المشاعر وتهذيب النفس التي تأبى الضيم والظلم.

سلوك حضاري هو محور قبولنا بالآخر وقبول الآخر بنا إلا أن كل ما سلف لا يمنع تلك الحالات الفردية التي هي نتاج عوامل كثيرة ربما بها قدر من اليأس والمشاعر الساخطة التي لا تتوافق مع محيطها الاجتماعي. ألم يقل شاعر الحكمة أبو الطيب المتنبي:

لا تلق دهرك إلا غير مكترث

مادام يصحب فيه روحك البدن!

نكوص لا يمكن القياس عليه وإلا بدت حياتنا جدباء تفتقر لهذا الدفء والسمات التي تجمع بني البشر بمختلف دياناتهم وألوانهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى