في اتحاد الأدباء بساحل حضرموت.. الشاعر رزق الله و(القادري مزقول) بين الرفض والقبول

> «الأيام» وليد محمود التميمي:

> فعالية أخرى متميزة شهدها اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين بساحل حضرموت عند احيائه ذكرى شاعر رحل عن دنيانا منذ نيف وعشرين عاما ..فالشاعر سالم عبدالله رزق الله الذي شاءت الأقدار أن يودعنا مبكرا ولم يتجاوز بعد الثلاثين عاما ..كتب قصائد أعطت مؤشرا بقدومه إلى عالم الشعر بقوة وثبات .. فذاع صيته بعد أن كتب قصيدته المشهورة (القادري مزقول) وعددا من القصائد الأخرى وله مساجلات في ساحات الشعر المختلفة ..علاقات الشاعر الإنسانية وفنه الخالد كانا محوري سرد وقراءة تأملية تناولها الوالد محفوظ بنش والناقد الفني صالح حسين الفردي :

رزق الله وأسلوبه الجديد في الشعر

الأمسية التي أدارها كعادته باقتدار د. عبدالقادر باعيسى السكرتير الثقافي للاتحاد استهلها الوالد محفوظ بنش بسرد علاقاته الحميمة مع صديق طفولته ورفيقه الشاعر سالم عبدالله رزق الله ولما يتجاوز بعد 12 ربيعا .. هذا الى جانب إبرازه أخلاقيات شاعرنا المبدع ومنهجه الفطري الذي اتكأ عليه منذ نشأته فالشاعر ولد وترعرع في أسرة فقيرة بحي الشهيد بالمكلا وحيد أبويه، عمل بعد إنهائه الثانوية بقسم الصحة المدرسية ..تمكن رغم صغر سنه من شق طريقه في مجال الشعر مستفيدا من نصائح من سبقوه في هذا المجال متجاوزا العثرات التي عادت ما يقع فيها عشاق هذا الفن الرقيق ..منقبا عن أفضل القواعد والطرق لتعلم فن الشعر وإتقان الغوص في بحاره ..فرحلته في عالم الشعر الشعبي والغنائي كشفت النقاب عن شخصية تتميز بالاعتداد بالنفس والثقة بإمكانياتها..برهنت مع مرور الوقت أننا أمام موهبة شاعر فذ لو لم يغيبه الموت لكان شكل رافدا جديدا في ساحة الشعر الشعبي والغنائي بحضرموت.. وقصيدة القادري كانت آخر أعمال شاعرنا الراحل وقد تأثر بها شعراء كبار فغيرت بظهورها في أساليب إلقاء الشعر .

(القادري مزقول) تأملات نقدية

ثم قدم الناقد الفني صالح حسين الفردي دراسة أدبية بعنوان «تأملات نقدية في رمز القادري مزقول ..بين الرافض والقبول» مستعرضا الدلالة الرمزية (القادري) وهي تسمية أطلقت على سفينة ألقيت على شاطئ البحر بمدينة المكلا بعد أن كانت تمخر عباب البحر زمنا طويلا.. مشيرا لدلالات هذا الرمز في قصائد الشعراء (رزق الله، المحضار، باحشوان) ففي رمزية القادري أثبت رزق الله انه كان محبا (للقادري) فحرص على تأكيد ذلك في نصه الذي جاء مطلعه :

معذور ربان السفينة

عوار الساعية كله من الهيراب

وايضا الخيس والشنده قديمة

وجب تتفاقدونه من عطب وخراب

حرام القادري مزقول

مش معقول لا لا تهملونه

وابحثوا له عن سبب معقول

محاولاً الاقتراب من عوالم النص الشعري وتناصه مع نصين، الأول للشاعر الراحل المحضار في قصيدته التي مطلعها :

عدى زمان القادري والصرك

عدى زمان الليف والكمبار

وتنبهوا يا قابضين الدرك

شوذا مراكب طارحات كبار

والنص الآخر للشاعر الراحل محفوظ صالح باحشوان ومطلعه :

الله يعينك على زمان القادري

الله يعينك من تبيع او تشتري

الليف والكمبار هزك للسماء

وتمسك بحبلك انقطع به وارتمى

ومن خلال القراءة التحليلية ..سنجد رؤية كل شاعر منهم رفضا أو قبولا مبينا ما حمله نصه من اشارات رمزية دالة ، ولاشك أن فضل السبق في انتاج هذا الرمز الدال (القادري) يعود للشاعر رزق الله .

وباستقراء الرؤية الشعرية للنصوص الثلاثة لهذا الزمن القادري الرمزي نجد أن الشاعر الراحل سالم رزق الله التقطه، وتبارى الشاعران الآخران في تحميله مواقفهما ورؤاهما التي حاولا ارسالها الى متذوقي الشعر ومحبيه فجالت فينا ومازالت نعيد انتاجها ولكن بعد أن تشظت وغدت ذرات رمزية قل من يحملها على الوجهة التي يريد فلقد رحل الثالوث القادري وبقي صدى كلماتهم آتيا من بعيد يخلخل الكوامن ويعيد إنتاج الاسئلة فحين تعود للتردد عبارة «حرام القادري مزقول» تلحقها الاخرى «عدى زمان القادري» فتتدخل الثالثة معلنة الحضور «الله يعينك على زمان القادري».

وإجمالا فإن القادري مهما حاولنا تفسيره واحالته الى معنى دون آخر فكأنما نطلق عليه ما أراد له شعراؤنا أن يكون من انفتاح يتسع مدى بعيدا ويؤكد أن الزمان صانع لمبدعيه ونوابغه الذين يخلقون الرمز ويدعوننا نحاول الامساك به ولكن هيهات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى