قصيدة (قل ما تشاء) لمحمد الشرفي حلم لم يكتمل

> «الأيام» علي محمد يحيى:

>
رسم بقلم كاتب المقال يجمع السيدة ام كلثوم والشاعر الشرفي
رسم بقلم كاتب المقال يجمع السيدة ام كلثوم والشاعر الشرفي
هذا مطلع القصيدة الغنائية لشاعر اليمن الكبير وأديبها الأستاذ محمد الشرفي التي كان بها سيكتمل حلم كل اليمنيين والعرب إن هي غنتها سيدة الغناء العربي، كوكب الشرق أم كلثوم، بعد أن كان ذلك الحلم قاب قوسين أو أدنى من أن نسمعه بصوتها وبألحان الموسيقار العربي الكبير الأستاذ رياض السنباطي. وحكاية هذا الحلم كما رواه لي شاعرنا الكبير، أنه أثناء إقامته في جمهورية مصر العربية في صيف عام 72 كان عرض كلمات هذه القصيدة على الموسيقار السنباطي مقترحاً عليه تلحينها، ولتغنيها السيدة أم كلثوم.

قل ما تشاء ** فأنت حبي الباقي

والروح أنت **ومسرح الأشواق

قل ما تشاء

أبدى الموسيقار السنباطي في ذلك اللقاء بعد قراءة سريعة للقصيدة إعجابه الشديد بها ووعد شاعرنا وهو صديقه بتلحينها، على أن يعرضها أول الأمر على الشاعر العربي الكبير الاستاذ أحمد رامي باعتباره أقرب المقربين لأم كلثوم.. وهي التي تستشيره في كل صغيرة وكبيرة في ما تغني. وبعد فترة وجيزة جاء الرد على لسان السنباطي أن أحمد رامي أبدى إعجابه هو الآخر بالقصيدة ووافق عليها وأنه عرضها على السيدة أم كلثوم التي رحبت بعرض شاعر اليمن الكبير، مبدية موافقتها على غناء القصيدة وبألحان السنباطي، الذي شرع في صياغة لحنها.

في تلك الأثناء جاء تكليف للأستاذ الشرفي ضمن حركة تنقلات الدبلوماسيين بالانتقال من مصر إلى سفارتنا في الجزائر مستشاراً بها، وما أن بدأ يستقر بمهام عمله الجديد حتى أبلغ من صديقه السنباطي أن أم كلثوم قد نقلت على وجه السرعة جواً إلى العاصمة البريطانية - لندن - للعلاج. فوا أسفاه.. لم يدم علاجها طويلاً إذا أن القدر قد أزف ومعه كتاب أجلها إلى دار البقاء.. فلم تعد إلى مصر إلا على نعشها محمولاً مكللاً بالورود ودموع كل العرب. ولأن آخر مشروعات أم كلثوم كان غناء (قل ما تشاء) فقد كانت مجلة «آخر ساعة» المصرية هي أول من استأثر من بين كل المجلات والصحف بنشر قصة غناء أم كلثوم لقصيدة الشرفي والتي ما أن نشرت الخبر، حتى علم به كل اليمنيين وكل العرب، آسفين بأن الحلم لم يكتمل.

وظل التساؤل يتردد عن مصير هذه القصيدة حتى يومنا هذا.

قُلْ مَا تَشَاء

فأًَنتَ حُبِّي البَاقي

والرُّوحُ أَنتَ

ومَسْرحُ الأَشواقٍ

قُلْ ما تَشاءُ

فأنت دفءُ عَوَطفي

وصلاةُ قلبي المؤمنِ الخفَّاقٍ

ما قيْمَتي

إن لم أَكنْ لَكَ سَيِّدِي

أَنا لَم أَكُنْ شيئاً

عَلَى الإطلاق

فيك ارتَمَى أَملِي الحَبيْبُ

فأنتَ لي

رَوحٌ

وأنتَ العينُ في الأَحدَاقٍ

لَوْلاَكَ

ما اهتزَّ الهَوَى فِيْ أَضلُعِي

زهراً

وَغنًّتْ بالُمنَى أوْرَاقِي

عَيْناَيَ

يَرعشُهَا الجَمَالُ

ألم يَكنْ

هذَا جَمَالُ حَنَانِكَ الرَّقْرَاق

شَفَتَايَ

معْصَمِيَ الصَّدِيُّ

أَمَا تَرىَ

فيها تألّق حُبِك الخَلاّق..؟

كم جاءَ لِي مِنْ عَاشِقِ

فرفضتُهُ

وَبقيْت كلَّّ أحبَّّتي العُشَّّاقِ

ما حَاجَتِي بالآخرين

وفيك ما

أبغيْهِ مَنْ عَطفِ وَمِنْ إشفَاقِ

حَسْبي بأَنك صاحِبي

فِيْ حِين لاَ

لي صاحبٌ

أَولا الرِّفاقُ رِفَاقِي

جئنا معاً هذي الحياةَ

كأنَّّمَا

كُنَّّا عَلَى وَعدِ وَعهْدِ تَلاَقي

أَيَّانَ سِرْتَ

أَنا هُنَاكَ مع الَهَوَى

آفاقُ حُبّكَ كُلُّها آفَاقي

إن يَنْطًفِئْ شوقٌ بِجَنبكَ

إِنني

سأَظل جذوةَ حُبِّكَ الُمشتاقِ

إِن كَان حَظِّيٍ

أن أُحبَّكَ مرة

حَسْبي بِه رزقاً مِنَ الأرزاق

أنا من كَتَبْتُ بأضلُعي

عَهدَ الَهَوىَ

فَدَمِي الوَفَاءُ

وأَدمُعِي مِيثَاقي

قَدَرٌ عَلَيْنَا

أَنْ نَكونَ لحبِّنا

قَدَرَ السماءِ وحُكْمِها السَّباقٍ

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى