عبدالحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق في مقابلة مع قناة (العربية):الشرع علق على اغتيال الحريري قائلا: انفجار أودى بحياة عدد من الأشقاء اللبنانيين دليل فشل سياسة سوريا في لبنان أنها لم تتبن سوى شخصين لرئاسة الجمهورية

> «الأيام» متابعات :

>
عبدالحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق في مقابلة مع قناة (العربية):
عبدالحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق في مقابلة مع قناة (العربية):
أجرت قناة (العربية) مساء الجمعة الماضية مقابلة خاصة مع نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام.. وفي ما يلي الجزء الثاني والأخير من نص المقابلة.

< حسين فياض قنيبر: كيف تلقيتم في سوريا نبأ اغتيال رفيق الحريري؟ ماذا كان وقع النبأ على القصر الجمهوري على الرئيس الأسد على الدائرة المحيطة به على المسؤولين عموماً؟

- عبد الحليم خدام: كان عندنا اجتماع في القيادة القطرية، بعد الاجتماع كنا جالسين في غرفة أعضاء القيادة وصدر الخبر، في الواقع أنا شخصياً صعقت، وجميع الموجودين كان رأيهم أن هذه كارثة على لبنان ومؤذية لسوريا، لكن إذا أردنا أن نأخذ الصورة نأخذها من تصريح فاروق الشرع، فاروق الشرع كان موجود عنده موراتينوس، سأله الصحفيين هناك انفجار في لبنان أودى بحياة الرئيس رفيق الحريري شو رأيك؟ قال لهم وقع انفجار كبير في لبنان وأودى بحياة عدد من الأشقاء اللبنانيين، بعمره ما سمع باسم رفيق الحريري، صار رفيق الحريري مجهول الهوية ومجهول الاسم، بينما موراتينوس تحدث دقائق عن الرئيس الحريري وعن مواصفات الرئيس الحريري، طبعاً هذا يدل يعني هذا التصريح اللي هو ردة فعل يعكس الشعور الباطني تجاه الرئيس الحريري.

< حسين فياض قنيبر: عبد الحليم خدام ما كان رأيك شخصياً بالتمديد للرئيس إميل لحود، وأنت من الذين شجعوا سابقاً التمديد للرئيس إلياس الهراوي؟

- عبد الحليم خدام: في الواقع عندما طُرح اسم الرئيس لحود أو العماد لحود لانتخابه رئيساً للبنان كانت لي وجهة نظر معارضة، سألني الرئيس حافظ الأسد لماذا؟ قلت له: لبنان لا يتحمل حكم عسكري.

< حسين فياض قنيبر: كنت تتوقع أن خلافاً سيحصل بين لحود والحريري.

- عبد الحليم خدام: نعم، فلذلك عارضت التمديد أو كنت أعارض التمديد.. عارضت الاختيار الأول كما عارضت التمديد، في الواقع بالنسبة للتمديد للرئيس لحود اجتمعت بالرئيس بشار الأسد في 18 آب 2004 لأودعه قبل مغادرتي بإجازتي خارج البلاد، سألته هل هناك تمديد للرئيس لحود؟ أجابني إطلاقاً.

< حسين فياض قنيبر: كان ذلك قبل التمديد ببضعة أسابيع.

- عبد الحليم خدام: بـ 18 آب بالتحديد صار، قلت له انتبه ما يجّرك أحد للتمديد، لا انت ولا سوريا فيهم يحملوا التمديد ولا لبنان، التمديد ستكون له نتائج خطيرة على سوريا وعلى لبنان، قال لي: أبداً الموضوع غير وارد، بعد أيام اتصل بي الرئيس الحريري وقال لي: جماعتكم غيّروا، استُدعيت لدمشق لمدة ربع ساعة والرئيس بشار الأسد بده التمديد، كان حديثاً قصيراً، في الواقع ما دخلنا بالحديث شو صار، سألني: ما هو رأيك؟ أجبته: مدد واستقيل، ما فيك تحمل رفضك للتمديد.

< حسين فياض قنيبر: بأي معنى لا يستطيع أن يحتمل سياسياً أو ربما..

- عبد الحليم خدام: الضغوط الكبرى التي سيتعرض لها.

< حسين فياض قنيبر: سياسياً أو أمنياً قصدت أيضاً؟

- عبد الحليم خدام: من كل النواحي، سألته عن موقف وليد جنبلاط لأنه كان كما سمعت بالإعلام في زيارته لي، قال لي: قدم لي نفس النصيحة، بعد عودتي من الإجازة استقبلني الرئيس بشار الأسد في السادس من أيلول، بدأ الحديث عن استقباله لداريل عيسى ولمارتن أنديك وعن الوفد الأميركي الذي سيأتي بعد أيام، منتهياً حول هذا الموضوع بالقول: الأميركان ما بيهمهم لبنان بيهمهم العراق، سألني هل كنت تتابع الأخبار؟ أجبته: نعم، قال: شو رأيك؟ قلت له: سوريا كانت في دائرة الخطر، فوضعتها أنت في مركز دائرة الخطر.

< حسين فياض قنيبر: كان ذلك بعد ثلاثة أيام من صدور القرار 1559..

- عبد الحليم خدام: نعم، وضعتها في مركز دائرة الخطر ماذا فعلت؟ وحتى اللبنانيين ضدنا، وحتى العرب ضدنا وحتى أوروبا وأميركا ضدنا، طيب هل يُعقل إن سوريا بعد 30 سنة في لبنان ليس لها شخص تتبناه كرئيس جمهورية ما عدا إميل لحود وسليمان فرنجية، هذا دليل فشل السياسة السورية في لبنان، إذا لم يكن لسوريا إلا هذان الشخصان.

< حسين فياض قنيبر: هو يكرر دائماً أن 1559 كان معداً له قبل التمديد ولا علاقة..

- عبد الحليم خدام: سآتي على ذلك، قال: ما العمل؟ قلت له: لا تستطيع أن تجابه القرار 1559 إلا بحوار جدّي مع الجانب المسيحي، مع البطرك مع قرنة شهوان وسميت عدد من أسماء، واسترداد وليد جنبلاط..

< حسين فياض قنيبر: سيد عبد الحليم خدام لماذا لم يحصل الحوار مع هذا الجانب المسيحي في الوقت الذي كنت أنت في دائرة القرار، يعني كان سمير جعجع في السجن، كان ميشال عون وأمين جميل في المنفى الجميّل عاد لاحقاً، البطريرك صفير وجه عدة نداءات لتطبيق اتفاق الطائف لم تُسمع هذه النداءات، لماذا في فترة وجودك في دائرة القرار لم تُسمع اعتراضات الجانب المسيحي؟

- عبد الحليم خدام: أولاً هذا غير صحيح، طيب عمر كرامي شكّل أول وزارة أو تاني وزارة برئاسة الرئيس إلياس الهراوي، عمر كرامي، توني سمير فرنجية متهم بقتل المرحوم الرئيس رشيد كرامي، من أقنع عمر كرامي في أن يقبل بسمير..

< حسين فياض قنيبر: سليمان..

- عبد الحليم خدام: من أقنع عمر كرامي بأن يقبل بسمير جعجع وزيراً في وزارته؟ أولاً الحكومة شكلها الرئيس عمر كرامي كان فيها سمير جعجع وزيراً..

< حسين فياض قنيبر: قبل مجيء الحريري إلى السلطة.

- عبد الحليم خدام: نعم، عام 1991..

< حسين فياض قنيبر: ويومها رفض جعجع وانتدب روجيه ديب.

< عبد الحليم خدام: وانتداب روجيه ديب هذا لم يأت من فراغ، أولاً كان نتيجة حوار مع القوات اللبنانية، وكان نتيجة حوار مع القوى المسيحية الأخرى، حتى العماد عون وهو محاصر طرحنا على الرئيس الهراوي أن يقترح عليه أن يكون وزيراً للدفاع في الحكومة التي يزمع تشكيلها، نحن بالعكس اتصلنا بجميع الأطراف، أذكر آنذاك اتصلت بالرئيس عمر كرامي جاءني إلى دمشق مساءً، سألته: ما رأيك أن تتحمل مسؤولية رئاسة الوزارة؟ الرجل احمّر يعني تفاجأ، قال: طبعاً موافق وكذا، قلت له: لكن بدنا نأخذ بالاعتبار الحكومة التي ستؤلفها حكومة اتحاد وطني، وسيكون فيها أشخاص أنت تكرههم، قال: من؟ قلت له: سمير جعجع، هنا عبّأ وجهه قال: ماذا سأقول للرئيس كرامي إذا التقيته أمام الله؟

< عبد الحليم خدام: للرئيس رشيد كرامي الذي اغتيل.

- حسين فياض قنيبر: نعم للرئيس رشيد كرامي الذي قتله سمير جعجع، ماذا أقول له أمام الله إذا سألني كيف تأتي بقاتلي وزيراً معك؟ قلت له: بتجاوبه للرئيس رشيد الكرامي قبلت به حتى أوقف القتل في لبنان، يعني كان متوتراً وأميل للرفض، قلت له: لا تعطيني قرار، انزل لبيروت ناقش أصدقاءك، حلفاءك، فكّر في الموضوع وخبرني، نزل بعد وصوله بيروت بشي ساعتين اتصل فيني وقال لي: ماشي الحال، وقت تشكلت الوزارة واسم سمير جعجع وإيلي حبيقة موجودين فيها، إذاً سوريا عملت جهد كبير، لكن الحوار أو التعامل ما بيكون من طرف واحد، سمير حطّ روجيه ديب بدأت الخلافات بينه وبين الأطراف اللبنانية الموجودة في الحكومة، بالنهاية خرج روجيه ديب لكن لم يخرج بطلب من سوريا إطلاقاً، نحن كنا حريصين أن يكون الجميع كل.. واعترض بعض السياسيين في لبنان على صيغة الحكومة، قلنا لهم: يجب أن يأتوا قادة الحرب، كيف تستطيعون إنهاء الميليشيات ونزع أسلحتها وقادة الحرب الذين يعتبرون أنفسهم وضعوا دم و.. و.. إلى آخره خارج السلطة؟ يجب أن يأتوا إلى السلطة حتى يكون ذلك مدخلاً لإنهاء الميليشيات ونزع أسلحتها، وهذا الذي حدث.

< حسين فياض قنيبر: يعني سجن سمير جعجع ألم يكن عقاباً له على إسقاطه الاتفاق الثلاثي الذي عرف بأنه اتفاق خدام؟

- عبد الحليم خدام: شوف لأقول لك، موضوع الاتفاق الثلاثي أمر آخر..

إسقاط العماد عون كان طلباً لبنانياً

< حسين فياض قنيبر: يعني لم تكن لكم علاقة بسجن سمير جعجع، وباجتياح مواقع العماد عون كان ذلك قراراً لبنانياً؟

- عبد الحليم خدام: قرار العماد عون قرار لبناني 100%، الرئيس الهراوي كان كل يوم يبعث خليل الهراوي وأنطوان جديد للضغط والمطالبة بتدخل القوات السورية لإنهاء وضع العماد عون، قلنا له: بدنا قرار من مجلس الوزراء، جمع مجلس الوزراء وعمل القرار، في الواقع نحنا كنا مترددين، عم نحاول يعني الحلول السلمية، لكن وصل لمرحلة الرئيس الهراوي قال أنا بدي استقيل، أنا يعني أنتم موجودين في لبنان حتى تساعدوا السلطة بلبنان، وكان قرار التدخل الذي حدث ومع ذلك بعد التدخل حاولنا أن يكون العماد عون وزيراً في الوزارة ووزيراً للدفاع، يعني ما تركنا فرصة بالعكس الاتصالات كانت مستمرة مع كل الأطراف، مسألة سجن سمير أنا حقيقة لا علم لي بها، لم أطلع عليها كل معلوماتي أنه اتهم بموضوع الكنيسة ثم فُتح ملف المرحوم الرئيس كرامي، يعني لم يكن لديّ يعني هذا الأمر لم يُناقش في المستوى السياسي في سوريا.

< حسين فياض قنيبر: سؤال جديد لن أسايرك به كثيراً.. عبد الحليم خدام أنت متهم بتجميد تطبيق اتفاق الطائف الذي تقول أنك كنت أحد صانعيه، لماذا لم يُطبق هذا الاتفاق على مدى كل السنوات التي كنت فيها ممسكاً بالملف اللبناني، يعني حتى لا ننسب كل الأخطاء إلى نظام الرئيس بشار الأسد، أنت كنت مسؤولاً كما يقال عن تجميد تطبيق الطائف.

-عبد الحليم خدام: أولاً اتفاق الطائف لم يجمد ولكن لم يطبق كما يجب أن يطبق، ويعود بشكل أساسي الأمر إلى الإدارة اللبنانية، اتفاق الطائف وضع صيغة لإدارة الحكم في لبنان، هذه الصيغة طُبّقت بشكل جزئي، اتفاق الطائف نصّ على تنظيم العلاقات السورية اللبنانية، تم توقيع معاهدة الأخوة بين سوريا ولبنان التي نظمت هذه العلاقات، هل طُبّقت؟ هناك تقصير من الجانبين السوري واللبناني، هل كان هناك تجاوزات؟

نعم كان هناك تجاوزات، نحن قمنا بها والجانب اللبناني أيضاً قام بها، يعني اتفاق الطائف في الشق اللبناني طُبّق ولكن بشكل مجتزأ، الحديث عن حكومة وحدة وطنية اتفاق الطائف تحدث عن حكومة وحدة وطنية، وتشكّلت هذه الحكومة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الرئيس عمر كرامي عام 1991 وكان فيها كل الأطراف، كل الأطراف قاطبة، بعد ذلك جرت انتخابات، صار خطأ في الانتخابات بقانون الانتخابات صارت أخطاء صحيح، لكن جرت الانتخابات وجاء مجلس نيابي فيه أقلية وفيه أكثرية، أخذ تشكيل الحكومات منحى التوجهات السياسية للكتل الموجودة في المجلس النيابي، وبطبيعة الحال معظم الكتل كانت صديقة أو قريبة من سوريا، من هنا أتت الصورة أن سوريا لعبت باتفاق الطائف، كان يصير تدخلات بتشكيل الحكومات، نعم كنا نتدخل لكن متى؟ عندما يُكلف رئيس حكومة تشكيل حكومة، ويختلف مع رئيس الجمهورية يلجآن لنا للمساعدة في الاتفاق.

< حسين فياض قنيبر: ولكن في الشق السوري عبد الحليم خدام لماذا لم يحصل أي انسحاب سوري جزئي من لبنان قبل العام 99 أي بعد عشر سنوات من توقيع الطائف؟

- عبد الحليم خدام: في تلك المرحلة لم يجرِ الانسحاب السوري لسببين، الواقع سبب لبناني وسبب سوري، السبب اللبناني هو أن الحكومة اللبنانية كانت تخشى والجيش لم يكتمل بناءه تخشى من الخلل الأمني لاسيما كما نعرف في لبنان بؤر عديدة للتوتر، السبب السوري أن إسرائيل كانت موجودة في الجنوب، لكن أنا معك كان يجب على سوريا بعد انسحاب القوات الإسرائيلية أن تطبق اتفاق الطائف، وأن تأتي إلى المنطقة التي حُددت بهذا الاتفاق، هذا الأمر آنذاك أنا الواقع كنت خارج إطار القرار السياسي، خارج إطار بصورة خاصة موضوع لبنان لأني تركت الملف منذ عام 1998..

< حسين فياض قنيبر: عبد الحليم خدام شكراً على هذه المقابلة الخاصة، شكراً على كل إجابتك، مشاهدينا الكرام شكراً على متابعتكم وإلى اللقاء.

- عبد الحليم خدام: شكراً لفريق العربية على إتاحة هذه الفرصة للحديث عما يهم السوريين والعرب في هذه المرحلة متمنياً لكم التوفيق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى