مرحى للقرارات الرئاسية الحاسمة

> د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
بدون القفز على حبال الواقع اليمني وتعقيداته، تظل مفاتيح صنع القرارات الحاسمة بيد صاحب القرار السياسي، وهو ماندعوه أحيانا بـ «الارادة السياسية»، وإذا كانت الحاجة لمثل هذه القرارات ملحة بل تكاد تكون في كثير من الأحيان حاجة وطنية، إلا أن ذلك يظل مربوطا بعوامل وظروف اجتماعية وسياسية بالغة التعقيد تتطلب كثيرا من المهارة وسعة صدر مع حزم وقوة ينبغي إفراغهما في وعاء المعالجات الإدارية متى ما تتطلب الحاجة الوطنية إليهما دون إبطاء، لأنه في حال التقاعس عن الأداء الحازم تنقلب المعطيات وتبوء الجهود الجماعية لبناء الوطن إلى فشل. وحتى في الحالة الديمقراطية يمنيا فإن عوامل الترسيخ والتأصيل لمبادئها العادلة لن تكون بمتناول الأجيال بعيدا عن مظلة واقية ورعاية مباشرة من صانع القرار السياسي، حيث تدخل «كاريزما» الحاكم في طليعة دائرة الجذب الإيجابي لترسيخ الاتجاهات العامة للدولة العصرية المتفق عليها دستوريا وبالرغبة الجماعية للمواطنين، لتجتاز حواجز ومطبات وربما حقول ألغام قوى الجذب السلبي إلى الخلف ممثلة بتحالفات المصالح الطفيلية والأنانية للمفسدين والمتنفذين والبيروقراطيين وحراس الأزمات الدائمة في الوطن اليمني. إنه باختصار اختزال لمشهد التجاذب بين قوى التحديث في المجتمع من منظومات سياسية وهيئات أهلية واتحادات ونقابات ومنظمات والفئات البالية التي تجعل الوطن بمثابة الغنيمة بعيدا عن الولاء له. وعلى صعوبة أن تسقط كل تلك التناقضات على واقع اجتماعي لم تحدد ملامحه كاملة بمزايا الحراك عليه بمسلمات الدولة كمنظومة قانونية متكاملة ترث مسلمات وفرضيات الانشداد إلى الجذور القبلية والعشائرية، فإن فهم هذه الواقع والتعامل معه بمزايا التغيير الإيجابي برؤية وحكمة وفهم يتطلب مقدرات خاصة نتمثلها في تجربة فخامة الأخ الرئيس وتعامله على مدى ربع قرن من الزمان مع أكثر القضايا اليمنية تعقيدا قبل الوحدة وبعدها، وهو ما يجعل الرجل في الكفة الراجحة جماهيريا- ودون منازع- في الاستحقاق الرئاسي القادم باتفاق القوى السياسية والاجتماعية المؤثرة وجموع المواطنين.

وحين تأتي - وعلى بعد لحظات من اختتام أعمال الدورة السابعة للمؤتمر الشعبي العام ، وفي اتجاه السير نحو الاستحقاق الانتخابي الرئاسي- قرارات جريئة وشجاعة على نحو ما شهدناه من إقالة للمسئولين المتقاعسين في محافظتي شبوة ومأرب على خلفية اختطاف السياح الأجانب، والقبض على الجناة المتهمين بقتل الشهيد المنتصر بن فريد، وإخلاء معسكري طارق وبدر لصالح مدينة عدن ..والبقية تأتي، كل ذلك يصب في اتجاه إصلاحات جذرية حقيقية طال انتظارها ولن تؤتي ثمارها إلا بجهد مضاعف ورعاية مباشرة من فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ومن خلفه ملايين اليمنين الداعمين لخط السير باتجاه الدولة العصرية الديمقراطية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى