مع الأيــام..زيارة خاصة.. أم (مهمة خاصة)

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
وصلتني رسالة قصيرة من أحد الأصدقاء على هاتفي (الجوال) لتلفت انتباهي إلى ضرورة الانتقال إلى مشاهدة قناة «الجزيرة» لمشاهدة برنامج (زيارة خاصة)، الذي استضاف السيد سالم صالح محمد، ولأن قناة «العربية» كانت تنقل في الوقت ذاته خبراً في غاية الأهمية عن (انشقاق خدام)، فقد آثرت أن أستمع إلى كل الكلام الخطير غير المستغرب الذي نثره عبدالحليم كذرات ملح حارقة في أعين الكثيرين، وكورود عاطرة على وجنات البعض الآخر.

غير أن جريدة «الأيام»، قد أتاحت لي مشكروة الاطلاع المتأني على الحلقة الأولى من لقاء السيد سالم صالح (أبو صلاح)، فذهبت بين أحرفها ومقاطعها وعباراتها متفحصاً ومحللاً، وكان أكثر ما لفت انتباهي تركيز (الزائر) على أحداث 13 يناير المأساوية، التي قصمت ظهر الجنوب وقضت على كل مقومات الدولة في ذلك اليوم تحديداً، وشعرت كأنما (أُريد) من هذه الزيارة الخاصة، المضي بالسيد (أبو صلاح) إلى مناطق ملغومة، ومن ثم جره إلى التحدث عما حدث في تلك (المجزرة) وإبداء رأيه فيها، بما يشبه نكأ جراح الماضي القديم وإسالة دمائه من جديد، وهو ما بدا لي شخصياً - وربما أكون مخطئاً - كان الهدف الأساسي من تلك الزيارة الخاصة التي بدت وكأنها (مهمة خاصة) آتت جميع أكلها التي كان يرجى منها.. وحقق من قام بطبخها جميع أهدافه (الضيقة - العقيمة) بواسطة الأخ سالم (مع الأسف الشديد).

ولعل الحقل الأكثر خطورة، الذي وطأته قدما السيد سالم(كما أُريد له)، كان في ذلك السؤال (المفخخ) سياسياً بحسابات اللحظة الراهنة، الذي تساءل فيه مقدم البرنامج (ببراءة شديدة) إن كان الرئيس علي ناصر محمد هو الذي يتحمل مسؤولية ما حدث في يوم 13 يناير المشؤوم؟.. فكان الجواب المستغرب من (أبو صلاح) حرفياً.. بكل تأكيد، وهو يتحملها أمام الله وأمام نفسه .. الخ الإجابة.

ربما لا يعلم البعض أنني شخصياً لا أعرف الأخ علي ناصر محمد، ولم ألتق به في يوم من الأيام، ولم يسبق أن تواصلت معه بأي شكل من الأشكال، ولم أكن بالطبع شريكاً لا في يناير ولا فيما بعدها من أحداث دامية هنا أو هناك، ولكنني أدركت أن الهدف الرئيس من كل تلك الزيارة، كان الإساءة إلى السيد علي ناصر تحديداً، فهل كان السيد سالم صالح يعلم بذلك؟.. وهل علم أنه بما قال، قد أساء إلى نفسه، تماماً كما أساء إلى نفسه ذاك الذي أقسم ذات يوم (بقطع يده) أنه لم يشارك في حمل السلاح في الحرب التي جرت في العام 94م، من دون أن يطلب منه أحد أن يدلي بما تبرع به مجاناً!

أيها السادة .. يا من ملأتم حياتنا وأوطاننا تدميراً وتنكيلاً وتعذيباً وقتلاً وقهراً.. يا من أفسدتم بصراعاتكم (القديمة) حياة الملايين من أبناء هذا الوطن المنكوب، ننصحكم، ونتوسل إليكم أن تكفوا عنا صراعاتكم (المتجددة)، وأن تعتبروا مما مضى وكان، ولنا أمل طفيف، أن تعملوا على تصحيح أخطائكم وخطاياكم تلك التي ارتُكبت في ماضينا القريب، وإن كان مثل هذا الأمر يتطلب الكثير من الشجاعة، وعزة النفس، وتقديم مصالح الوطن على فتات الموائد، لعل وعسى أن تطوى صفحاتكم (السوداء) وتصححوا أخطاءكم الجسيمة التي قضت على آمال وأحلام الملايين من غير مبرر، وإن كنتم غير قادرين، أو ربما غير مقتنعين بذلك.. فاعلموا جيداً، أن ما تقومون به - بإرادتكم أو من غيرها - لم يعد يؤثر في من عقد الأمر والعزيمة على رص الصفوف ومجابهة التحديات.. تحديات الوجود والمستقبل والحياة الكريمة.. وهم كثر بفضل الله وحمده.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى