ليلة بين عامين

> «الأيام» عدنان محمد البتول / عدن

> تمر الليالي والايام وتتابع السنون ويقضي الله ما شاء فيها من افراح وأحزان، ففي منتصف الليلة الفريدة بدقائقها وثوانيها .. ليلة تربط بين عامين في فترة دقائق معدودات معلنة للكون صبحا جديدا.. ليلة لم تكن كليالي أيام مضت بتّ فيها أبحر بقاربي الصغير في عالم الافق الواسع.. اتذكر آلام واحزان الأمة والشعب التي عاناها وما زال يعانيها. تذكرت الكل يودع العام المنصرم، والكثيرون يحتفلون بهذه المناسبة، ماذا عسانا نأمل ولا ندري ما يكنّه لنا هذا العام الجديد، فمع البهجة والسرور التي تغمر القلوب مع مطلع عام جديد واستقبال عيد الاضحى المبارك، لكن للاسف الشديد مهما بدت الابتسامة على الشفاه وغمرت السعادة القلوب والصدور فإنها لم تكن بالمعنى الكامل والقلب الذي يفيض سعادة وحبا، وذلك لما تعانيه الأمة العربية والاسلامية من التحديات الصعبة والظروف الحرجة والاوضاع المتردية، فهناك الشعوب المنكوبة المغلوب على أمرها تتجرع ليل نهار كأس مر وعلقم به كل انواع الظلم والقهر والاستبداد والقتل والسجن والتشريد، ويذكرنا هذا القول: «اذا آنستنا الافراح آلمتنا الذكريات».

فها هي افراح عامنا الجديد قد هلت، وبسرور وزغاريد أيام العيد قد اقبلت، ولكن ذكريات آلام القدس الجريحة، وبغداد تلك الطفلة البريئة المطعونة بخنجر مسموم تصرخ وتنادي واإسلاماه، اصواتها تنادينا تستنجد بنا قد آلمتنا وأزالت أفراحنا وسرورنا.. فكيف يتأتى لنا الفرح والسرور والتلذذ بأشهى المأكولات والرفاهيات وأصوات إخواننا تنادينا وهم تحت نيران الاعداء يستظلون، وفي العراء يقطنون، ومن بطش العدو مشردون، جعلوا من خشونة الارض فراشا، ومن حرارة الشمس لباسا واقيا؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى