> تلتهب النفوس شوقاً وترادف القلوب الحنين الى مكان تشعر فيه بأنها في عالم آخر.. عالم البهجة والسرور والجمال والنور.. عالم اسمه مدينة «عدن»، بهجة الاشراق والحب والاشواق، حاضنة البحر والجبل معاً، فهي البحر بهدوئه وزمجرته، والجبل بشموخه وصموده .. عدن اميرة الجزيرة وحاسرة الرأس فوق شواطئ صيرة، تأتي اليها أسراب الزوار والسياح من مختلف البلدان ليتمتعوا بسحر جمالها ولطف جوها ونقاء هوائها، فتستقبلهم بثوب من حرير وأساور من ذهب، ومع اشراقة كل صباح تبدو وكأنها واحة تتفتق في الاكمام عندما تشرق الشمس لتعانق البحر والجبل، والسحب تعانق قمم جبالها الشامخة وترسل زخات من الندى مع نسيم صبحها العليل.

وكل يوم تبدو بوجه جديد موشى بالبهجة والامل .. وها هي عدن ببحرها اللجّيّ الذي يعكس أشعة الشمس كأنها الابريز المسجور بشواطئها الجميلة ورمالها الذهبية ومياهها الرقراقة.

أم المدن هي عدن، مدينة التراث والفن والدفء والمحبة والحنان، فالزائر لعدن ينعم بالحرية والامان والراحة والاطمئنان ويعيش في عالم الحب والحنان، يأتي اليها المكروب فتنفض عنه حزنه، وترسم على وجهه علامات البهجة والارتياح، وتفيض مشاعره بشعور لا يوصف عندما يمشي على رمالها الناعمة وكأنه يرقد فوق انامل رقيقة .. إنها رقة عدن المشرقة وما تكاد تختفي قناديل الشمس حتى تضيء قناديلها الليلية التي تبعث الراحة والأمن الى نفوس المارة وهواة النزهة المسائية في شوارع لا تعرف الانكماش .. نعم هي عدن جوهرة اليمن وثغرها الباسم التي تهفو القلوب اليها وتلتهب النفوس شوقاً لزيارتها. وأزعم أن ما في اللغة من مفردات وما في الكتب من عبارات لا تستطيع أن ترسم أبعاد دهشة الزائر لهذه المدينة العريقة، الضاربة جذورها في عمق التاريخ.