> وعيد الأضحى المبارك يطل علينا بنوره وبهائه يتوجه الناس إلى قضاء إجازة العيد في قراهم بين أهليهم وأسرهم ومحبيهم، وتعتبر مناسبة دينية عظيمة تزداد فيها أواصر المحبة والقربى بين الناس وتزول الشحناء والبغضاء فيما بينهم وهى طاعة يتقرب بها المسلمون إلى ربهم راجين عفوه ومغفرته .

ولذلك نجد أن الإقبال يزداد على وسائل النقل المختلفة التي تصل إلى المدن والقرى حيثما كانت، فمن المسافرين من يصل سالماً معافى إلى أهله ومنهم من يعيقه حادث مرور أرعن يرتكبه سائق متهور أو غير مبال بحياة الناس وأرواحهم، فتراه يقود السيارة بصورة جنونية تنم عن غرور وكبرياء ممن يقود المركبة فيحدث ما لا تحمد عقباه .

وبدلاً من أن يفرح الناس يكتنفهم الحزن وتخيم عليهم المآسي بسبب رحيل أو إصابة قريب لهم لأن سائقا أرعن كان سببا فيما حصل .

ونحن نستعد لاستقبال أيام عيد الأضحى المبارك، وتفصلنا عنه ساعات قليلة، أحببنا أن نرسل هذه الرسالة إلى كل سائق يقود سيارته وهو يتجه إلى زيارة أسرته في قرية أو مدينة أو أي مكان في الأرض أن يتقي الله في نفسه وفي الآخرين الذين يركبون إلى جواره في المركبة، فهم أرواح قدرهم صحيح بيد خالقها، والقدر ما قدره الله، ولكن أمام ذلك هناك أسباب تكون مقربة للآجال ومحدثة المآسي والمصائب ومنها عدم الالتزام بقواعد السير الطبيعية من قبل بعض السائقين الذين يظنون أن الفهلوة والذكاء والسرعة هي المنجاة لهم من حوادث السير المرعبة التي تحدث في الطرق الطويلة، وهذا تصور خاطئ واعتقاد شيطاني من قبل بعض السائقين الذين لا يحترمون قواعد وآداب الطرق الرئيسية والخطوط الطويلة وخاصة ممن يقودون سيارات الأجرة الذين يزداد تلهفهم في الأيام التي تسبق العيد لأن ينقلوا أكبر عدد من الركاب تحت مبرر أن العيد يحتاج مصاريف وتناسوا أنه من المحتمل أن تكون المصاريف التي يبحثون عنها مصاريف علاجات في حالة لا قدر الله ووقع حادث وأصيب فيه البعض .. ونحن نسأل الله تعالى أن يعود الكل إلى أهله سالماً معافى بمن فيهم سائقو المركبات نفسها .

ومن خلال السطور التالية نرسل رسالتنا هذه إلى إخواننا من سائقي المركبات الأجرة والخصوصي وغيرها، ونقول لهم وأنتم تنقلون الناس إلى حيث يريدون تذكروا أنهم بشر وأنفس أمانة عندكم لزمن محدد ولذلك فأنتم مسئولون عنها أمام الله لو تسببتم في إلحاق الأذى والضرر بهم بسبب سرعة زائدة وتهور في تجاوز الطريق بدون وجه حق . وتذكروا أن من بين يركبون معكم من هم في لهفة وشوق لرؤيتهم من أمهات وزوجات وأطفال وإخوان وأقارب وغيرهم فلا تجعلوهم يرونهم وهم في صورة لم يكونوا يحبونها وحتى لا تكونوا سبب تعاسة كثير من الأسر، فلتكن قيادتكم للسيارات من منطلق خدمة الناس بالمعروف ومن منطلق تسهيل خدمة الآخرين لا تعقيدها ولتكن سرعتكم حسب ما هو محدد لكم في قواعد المرور لا تتجاوزوها فتتجاوزوا الحدود إلى حيث لا ترغبون أنتم ولا يرغبون هم والسبب سرعة غير مطلوبة .

كم هي الحوادث التي تحدث في الأيام التي تسبق العيد وكم هي الأسر التي تعيش في حزن كبير وجراح عظيمة بفقدان عزيز لها أو ابن من أفرادها راح بسبب سائق طائش أو متهور أو غير مبال بأرواح الناس ، وكم من أم فقدت ابنها أو زوجها أو قريباً لها في حادث مؤسف كان وراءه سرعة غير قانونية في طريق عودته لقضاء فترة العيد مع أهله .

أيها السائق أنت إنسان ومن تحملهم معك هم بشر مثلك فحافظ عليهم واعمل ما عليك واحرص على أرواحهم كما تحرص أنت على روحك وكما تحب أن تعود إلى أهلك وأولادك الذين ينتظرونك ليفرحوا بالعيد معك، فلا تحرمهم منك بسبب سرعة زائدة تكون السبب في حرمانك منهم وحرمانهم منك .

اتصل بي شخص عزيز علي تعرض لحادث مرور أثناء عودته من عدن مع سائق سيارة (بيجو أجرة) غفر الله له ورحمه لأنه كان ممن توفوا في الحادث الذي وقع في أول أيام العام الجديد ، الرجل كان سببا في الحادث حسب ما وصف أخي في العقيدة بعد أن نجا من الحادث مع بعض الركاب وكانت إصاباتهم متفاوتة وبعد أن توفي البعض الآخر ممن كانوا معهم ، وحملني أمانة إرسال الرسالة إلى جميع السائقين بأن يتقوا الله في المواطنين الذين يركبون معهم ولتكن سرعتهم معقولة ولتكن حياة من يحملونهم بين أعينهم وهم يقودون سياراتهم يسترزقون منها فلا داعي للسرعة الزائدة فالقدر نعم هو ما قدره الله لنا جميعاً ولكن الله أعطى كل واحد منا بصراً وبصيرة فلا نرم بأنفسنا في الهلاك ومن ثم نقول مقدر ومكتوب وقد كنا نقدر على دفع الشر بقوة الله والتزامنا قواعد المرور .

أسأل الله للجميع الستر والعافية وأسأله تعالى أن يحفظ الجميع وأن يديم عليهم نعمة الصحة والعافية.. وعيد مبارك للجميع .