وما يخرج هذا النور إلا من سراجك

> أديب قاسم علي:

>
عصام سعيد سالم
عصام سعيد سالم
آه ..ما أظلمها وما أضوأها! هكذا استعجب العرب بعد كرب من أثر الصدمة التي تمتحن القلب,فما أظلمها في صدري: «عصام؟!» وفي الصدر منك ثناءٌ لا يموت .. في النفس أودعتَ عندي جواهرَ.. لا تنطفئ وقد حمدتُها لك وشكرتها عند ربي كثيراً.

هذا فضلٌ منك حينما أخرجتني من تحت شفرة السيف في زمن بلا زمن! (وإن شئت قلت عمراً بلا عمر ..ذاك زمن الحرب) وما عدت - بعد ذاك - أقدر أن أعطيك شيئا إلا إن سألتني عمري.

وفضلٌ منك آخر سطّرته بمداد قلبك :«أديب، ومن غيره للأطفال أديب؟» وإن صادفت كلماتُك هواءً ..فكان (جميلاً) منك مازال ينبض في دمي!

وفضلٌ منك فوق ما لك من فضل سابق أن حملَت إليّ رسالتك من دمشق : «أن الناقد الكبير د. الخطيب قد أعجب بمقالك (لطفي أمان والصور في الشعر العربي) المنشور في أحد أعداد صحيفة (كفاح الشعب) عام 1987م.. وقلتَ أن قد تساءل: أعندكم في اليمن من يكتب بهذا الأسلوب وعلى هذا المستوى الدقيق؟ ثم أعندكم في اليمن شاعر بقوة هذا الشعر المعرّب .. ترجمات لطفي أمان؟..».

كانت هذه علامة أعطت لطفي عظمته، وفتحت أمامي نوافذ جديدة للأدب، لأطلّ بعيداً وأنفذ إلى ساحة العرب ..وفصْلُ القول: ما كان ليخرج هذا النور إلا من سراجك. (وقلة من هم في هذه المشكاة) غيرُك لا يصنع هذا، بل يخفي الجواهر !.. ولا يتفضّل بها لغيره، ( وقديماً كان في الناس الحسد).

ترى أين منك «أديب لا يحب أديباً» في اليمن؟ وكلٌّ يرجف لنفسه وربما يرجف عليها ..هي - قيل- عاهة أهل اليمن ..فما أنت - وقد لقيت فيك كلَّ رجلٍ -غير جوهرة من أكرم الجواهر وأشد لمعاً من جواهر تاج العروش ..

آه ..عصام!! .. فما أضوأها! ..وفيها وعنها إليك قول ابن النبيه (القرن السابع الهجري):

والموت نقّادٌ على كفّه
جواهرٌ يختار منها الجياد

وقد كنتُ قلت في كلام لي قديم :

قد كان نجماً في الظلام المعتم

ومع الصباح آبَ بين الأنجم

راح وما اكتمل حرفاً في الفم

فخبا الضياء وجفّ لحن القلم

على أني قد قلتُ ما قلت (فيمن له كل هذا الفضل) راجياً أن يكون، إن شاء الله، مما يُلتمس به الثواب..يرحمك الله عصام وألهم أهلك الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى