العقاد لـ «المجلة» قبل وفاته:الغرب يسعد بمهاجمة كل ما هو إسلامي ويصفق لكل من يهاجم الإسلام وهذا أتعبني كثيراً في فيلم "الرسالة" لأنني ركبت الاتجاه المعاكس

> «الأيام» متابعات:

>
مصطفى العقاد
مصطفى العقاد
مصطفى العقاد اسم في عالم السينما العالمية لا يقبل القسمة على أي أرقام.. شخصية سينمائية معروفة عالمياً وعربياً، أفلامه التي يقدمها حتى وإن كانت تحمل صفات العربية أو الإسلامية أو التاريخية إلا أنه يؤمن بعرضها في ثوب "عالمي" والدليل عمر المختار والرسالة، وفي الطريق صلاح الدين الايوبي هذا العمل الكبير الذي يخطط لإنتاجه وإخراجه منذ عدة سنوات لكن ميزانيته الكبيرة 20 مليون دولار أجلته لفترة إن كان الوقت اقترب لدوران الكاميرا، كما اعترف العقاد في حواره مع "المجلة" بالقاهرة.. فها هو اختار النجم العالمي شون كونري لتقديم شخصية "صلاح الدين الأيوبي" والفرنسية إيزابيل أدجاني في دور زوجة رينوه ومن مصر الفنان حسين فهمي لتقديم إحدى شخصيتين إما فيردريك أو فيليب أغسطس ملك فرنسا، بالإضافة إلى نجوم من المغرب وإيطاليا.. لا يخشى العقاد من المقارنة أو بالأصح لايقبل كما أكد المقارنة مع المخرج المصري يوسف شاهين وفيلمه الذي قدمه «الناصر صلاح الدين» لأنه يصنع فيلما عالمياً لا يزيف الحقائق ويعرض في كل أنحاء العالم، يعترف أن فيلمه الجديد أيضاً قد يواجه دعاية مضادة من اللوبي اليهودي العالمي لكنه يدرس كل شيء بعناية وهو معروف لدى كل الشركات الإنتاجية وستسير الأمور، هاجم السينما العربية بموضوعية ووصفها بأنها لا ترغب في تجاوز الخطوط الحمراء، قضايا كثيرة وضعتها "المجلة" أمام المخرج السوري العربي العالمي مصطفى العقاد في حوار خاص جداً بها وكانت المفاجآت عبر إجابات العقاد القوية والصريحة!

فيلم «صلاح الدين الأيوبي»
ولأن البداية لا بد أن تأتي من النهاية حسب أجندة العقاد واهتمامه الحالي فكان المحور عند فيلم "صلاح الدين الأيوبي" الذي يعد له العدة المخرج حالياً ولماذا هذا العمل بالذات وهل قصد به الحال العربي المتردي وما أشبه اليوم بالبارحة التشابه بين الواقع الحالي للعرب وزمن صلاح الدين.

أفاض العقاد وقال: اتفق معك جداً في ذلك وهذا مربط الحصان فوضع المنطقة العربية في الفترة الحالية أشبه بوضع المنطقة العربية أيام صلاح الدين الأيوبي ونحن الآن في أمس الحاجة إلى قائد بهذا الحجم والإسلامية المهدرة وما تواجهه من أخطار، كما أن الدور العربي خرج من دائرة التاريخ برحيل زعماء أمثال الراحل عبدالناصر الذي كان يدافع عن الأمة العربية وواجه في سبيل ذلك حالة من التآمر الدولي لوأد الحلم العربي.

فالدور العربي أصبح مهمشاً لاختفاء دور القائد وحالياً الأمة العربية والإسلامية شبه ممزقة أو ممزقة وانقسمت فيما بينها ولذلك نريد قائداً بحجم صلاح الدين الأيوبي يجمع أشلاءها ويضمد جراحها.

فما يحدث في العراق وفلسطين والتآمر على الإسلام أشبه بحال المسلمين أيام صلاح الدين الأيوبي، فالأخطار تواجه الأمة من كل جانب وتلاحقها والعرب نائمون في سبات عميق كأن الأمر كله لا يعنيهم ولا يملكون سوى كلمات نشجب ونرفض ونؤكد وذلك لا يمكن وصفه سوى بالعبث بمقدرات أمة عربية بأكملها وفي فيلمي الجديد سوف أسرد حقائق تاريخية لا يختلف عليها أحد فالتاريخ العربي والإسلامي مليء بالنماذج المشرفة والمناضلة منهم "عمر المختار" الذي دفع حياته ثمناً هو ورفاقه من أجل استقلال بلاده ليبيا.

اللوبي اليهودي
وبرعم الثقة في النفس والنجاح المبني على أسس لكن مصطفى العقاد لا يستبعد احتمال وقوف أيادي اللوبي اليهودي أمام إنجاز "صلاح الدين الإيوبي".. ويزيد: هذا معروف لدي ودرسته بعناية شديدة ولا يمكن أن يمر مرور الكرام وأضع كافة الاحتمالات لكن في نفس الوقت أنا لي خبرتي الطويلة وأستند إلى أن الفيلم ليس سياسياً بحتاً إنما هو عمل تاريخي والحقائق التاريخية لا يختلف عليها أحد والتاريخ ملك لأصحابه لأنه جزء منهم وهم امتداد له وإذا عارض طرف حقيقة تاريخية فسوف تظهر نياته وينكشف أمره، وليس هناك أوصياء على أعمالي لا في هيوليوود أو أي مكان في الدنيا.

إلا أن تأجيل انطلاق التصوير يحمل شائعات وكلاماً كثيراً عن ضغوط لمنع ظهور الفيلم بدأت مبكراً وهذا كلام في السياسة يجر كلاماً آخر عن الاقتصاد والميزانية الكبيرة للفيلم أيضاً متهمة، يرد العقاد بثبات: الكلام عن وجود ضغوط غير صحيح كما قلت فليس هناك أوصياء على أعمالي في أي مكان، أما عنصر الميزانية فهو الصحيح والمعطل للبدء في التصوير وأعترف أنني واجهت مشكلات صعبة جداً في هذا الصدد لأن ميزانية الفيلم كبيرة 20 مليون دولار وأنا أريد التمويل عربياً ورجال الأعمال العرب ليست لديهم أي خبرة بصناعة السينما ويعرفون في البناء والمصانع والأراضي.

ومن الممكن أن يكون بعضهم مسيساً ومنهم من تكون لديه الرغبة في نجمة معينة فينتج لها فيلماً، عوامل عديدة نتيجتها أن يكون من النادر أن تجد المنتج المخلص للسينما أو الذي يتحمس للعمل وهذا يحدث رغم أن العمل مريح مادياً جداً، وتجربتي في "عمر المختار" و"الرسالة" تؤكد ذلك جيداً حيث حققا أرباحاً كثيرة إضافة إلى أن فيلم "صلاح الدين" سوف يطوف العالم كله لأن قضية القدس قضية أديان تمس جميع دول العالم في السنوات المقبلة.

وبالتالي سوف يكون للفيلم مردود مالي كبير، وحالياً نحن في الطريق لتنفيذ العمل بتمويل عربي لكن ليس بصدد ذكر شيء عن الجهات التي ستمول الآن وللعلم أنا استبعد نهائياً التمويل الغربي لأنه لابد أن يفرض وجهة نظره وهم الآن في هوليوود يعدون فيلماً بعنوان "الصليبيون" وهو لا علاقة له بصلاح الدين وفيه يقوم البطل شوارزينجر بتحطيم المسلمين.

وأنا بالطبع لا أؤمن بعدل الغرب فهم لن ينصفونا ولكننا فقط نحاول، إضافة إلى أنني لست المناضل الذي يهب نفسه للقضايا العربية، لكنني في نفس الوقت كعربي مسلم عاش بيئته ولي جذوري القوية وعندما انتقلت إلى البيئة الأخرى للعلم والعمل في أميركا منذ 47 عاماً تقريباً وجدت نقصاناً في صورتنا وبما أن هذا هو مجالي وجدت أنني يجب أن أقدم هذه الأعمال لغاية شخصية لكنني في نفس الوقت أقدم أفلام الرعب والأكشن لأنني لم أهب حياتي للقضية العربية، فأنا رجل يعشق السينما ودرستها لكي أكون مخرجاً وعشت وتزوجت وأنجبت في أميركا ووجدت بداخلي الحاجة إلى صنع مثل هذه الأفلام وأنا دائماً أضع نفسي تحت التصرف إذا كان التمويل موجوداً، وبالنسبة لفيلم صلاح الدين أجد فيه رسالة يجب أن أقدمها وكان من الصعب أن أنتجه بنفسي لأن ميزانيته كبيرة جداًُ وبالمصري حوالي 120 مليون جنيه وأنا أعيش في الغربة وعلى تأمين حياتي وعدم المجازفة وليست لدي إمكانات الإنتاج بنفسي، فأنا أريد أن أحيا في عزة وكرامة ولكن أن أمول أنا فهذا غير موجود لكن من الممكن أن أشارك في التمويل وبنسبة قليلة جداً.

محلية يوسف شاهين
وفي كون أن فيلم "صلاح الدين" للعقاد سيجد أرضية للسؤال حول وجود تناقض لتقديم العمل في السينما بعد أن سبق وأن قدمه المصري يوسف شاهين مما قد يخلق صداماً بين الطرفين حتى ولو على المستوى الفكري. يرد خاصة أنه أي العقاد انتقد بقوة من قبل فيلم "المصير" وقال أنه يهاجم التيار الإسلامي بتمويل الغرب لأنه منع فيلمه "المهاجر" يرد مصطفى العقاد بثقة: كنت لا أريد الرد على أحد بهذا الخصوص ولكن فيلم "الناصر صلاح الدين" ليوسف شاهين هو فيلم لا علاقة له بأخلاقيات المسلمين، كله معارك، ولا تشعر أن قضية القدس قد تمت معالجتها، هو فيلم محلي ينطق بالعربية مصنوع لكي يراه الناس هنا، وأنا فيلمي القادم سيكون عالمياً يشاهده كل الناس على ربوع الأرض، وبالعودة لانتقادي لفيلم يوسف شاهين "المصير" أضيف أنني شعرت بالخزي والعار وأنا أشاهد المسلمين بالأندلس يحرقون الكتب وأنا هنا أقول رأيي كمتفرج وليس كمخرج فربما تكون هذه الواقعة قد حدثت بالفعل ولكن السؤال: لماذا لم يختر يوسف شاهين سوى حرق؟! والرد عندي أنه ربما يكون أراد أن ينتقم من الإسلاميين الذين منعوا عرض فيلمه "المهاجر" ولكن هل يكون هذا في الخارج وبتمويل فرنسي! إنني لم استغرب أن يقفوا ليصفقوا له خمس دقائق منفصلة ولكن هل صفقوا لتحفته السينمائية أم لموقفه الذي جاء على هواهم!! فالغرب يسعد بمهاجمة كل ماهو إسلامي ويصفق لكل من يهاجم الإسلام وهذا أتعبني كثيراً في فيلم "الرسالة" لأنني ركبت الاتحاه المعاكس.

وفي فيلم "صلاح الدين" الذي أقدمه أقدم صلاح الدين ليس بمعاركه كما فعل شاهين وإنما بشخصيته وشهامته وسماحته، شخصية تعكس السلوكيات والأخلاق الإسلامية وتعكس صورة صحيحة للإسلام وللمسلمين فالسينما أراها منذ زمن أنها سلاح أقوى من الطائرات والدبابات وقلت ومازلت أكرر إنه بثمن طائرة حربية واحدة يمكن أن تحقق معجزات إعلامية، فالحروب لم تعد دبابة وطائرة وإنما حربنا إعلامية والإعلام هو السلاح الأقوى وللأسف فإن البلايين من أموال العرب يتم إنفاقها على الطائرات والدبابات وليتها قتلت عدوا واحداً ودائماً أتمنى لو كل دولة عربية تبرعت بثمن طائرة لتدعيم الصحافة أو وكالات الأنباء العربية أو لإنتاج أفلام توجه إلى الغرب ذلك سوف يكون أكثر فائدة بكثير من الطائرات والأسلحة التي لم يستخدموها في شيء حتى الوقت الحالي وسوف ينال منها الصدأ!!

غير موجودة وهزيلة
السينما العربية لا بد وأنها تحظى باهتمام العقاد وهو موجود على مقعد بارز في هوليود الغرب ويعرف سر تراجعها عن الصبغة العالمية. هل النجوم دون المستوى أو التمويل؟ وجاء الرد على لسان المخرج العربي: السينما العربية والمصرية بشكل عام هي سينما عادية تعكس وضعنا، فلا هي سينما متأخرة وسلبية كما يراها البعض ولا هي متطورة تضاهي السينما العالمية.. هي سينما محلية بها طاقات فنية عالية لكنها فقط تنتظر الإمكانيات والتكنولوجيا، ومن جانبي برهنت على هذا من خلال فيلم "الرسالة" حيث جمعت فيه ممثلين عرب وعالميين وعندما أعطيناهم الإمكانيات الفنية قدموا لنا مستوى عالميا في كل شيء إن لم يكن أفضل. فالعالمية مجرد تقنيات ولغة الإبداع الفني لا تختلف عن الموجود عندنا وبالتالي فمشكلة السينما المصرية والعربية اقتصادية تنحصر في البيع والتسويق، كما أن هناك تطورات كثيرة تزاحم السينما مثل التلفزيون والفضائيات وكل ذلك يحرق دخل المنتج ولا يعود الفيلم عليه بالربح وتصبح المشكلة كيف ينتج فيلماً جديدا؟! ولا بد أن نعترف أن الإنتاج السينمائي أصبح مكلفاً جداً ولا يستطيع أن يتصدى له منتج سينمائي بشكل منفرد، كما أن صناعة الفيلم العالمي تحتاج إلى رؤية فنية عالية وأموال طائلة وطرح قوي وهذا لا يرضى عنه الكثير لأنه كما تعلم أن السينما العربية لا ترغب في تجاوز الخطوط الحمراء وأنا للأسف لا أشاهد كثيراً من الأفلام العربية التي تنتج حديثاً وما زلت أتابع هذه السينما عبر الفضائيات إلا أن مستوى الأفلام القديمة يظل يبهرني دائماًَ مثل أفلام أنور وجدي وآسيا وداغر ورمسيس نجيب فهذه الأفلام تذهلني بمستواها الراقي جداً.

أفلام الشباب
وفي كون أن الخلاف لا يفسد للود والحوار قضية فقد قلت للمخرج مصطفى العقاد أنه أكد أن مشكلة السينما المصرية والعربية اقتصادية بحتة لكن هذا يعكس واقعاً أن فيلما واحداً مصرياً جعل المشاهدين يخرجون من جيوبهم ما يزيد عن 28 مليون جنيه وجاء الرد من العقاد: لا اختلف معك في أن هناك بعض الحالات النادرة لكن أنا أتحدث بشكل عام فلا شك أن المنتج الذي حقق هذه الأرباح سوف يبدأ في إنتاج أفلام أخرى بمستوى أفضل، فالمنتج لابد أن يربح، وهدف المنتجين هو الجمهور في المقام الأول والأخير، فإذا -على سبيل المثال- صنعت فيلماً وحصد كل جوائز الدنيا من دون أن يشاهده الجمهور فهذه الجوائز لا قيمة لها واعتقد أنها أفلام فاشلة، ولابد من النزول لمستوى الجماهير لأنه هو الحكم، فالسينما ليست علماً مثل الطب والهندسة فهذه لها قوانين تحكم نجاحها، أما في الفن فلا يستطيع أحد أن يقول لك هذا صح وهذا خطأ وكل ما هنالك هو أن يقولوا لك أي الجمهور هذا أعجبني وهذا لم يعجبني، فنحن تحت رحمة الجمهور وعدم تواصلنا مع الجمهور يعني أننا فنانون ومخرجون فاشلون، فربما تصنع تحفة فنية ولكن إذا لم يشاهدها أحد فضعها على المنضدة أو الرف وشاهدها أنت!.. ولقد سمعت عن أفلام السينما المصرية لجيل الشباب "الكوميدية" لكن لم أرها ويقال أن الجمهور أقبل عليها لكن هذا لا يعني نجاح أفلامهم الأخرى، وأن تنجح الأفلام التي تقلدها لأنه لابد أن يكون النجاح حقيقياً لكي يرغم مشاهد التلفزيون على الذهاب للسينما لذلك فهذه الحالات النادرة قد تحدث ولكن ليس من السهل تكرارها فلا نستطيع أن ننكر أن هناك أفلاماً صنعت ومرت فوق رؤوس الجمهور ولم يشاهدها أحد!!

الحديث عن أزمة السينما العربية يجره حديث آخر عن أن السينما الأميركية أيضاً لها أزمة وأنت خير العارفين بأمورها. يقول العقاد: أزمة السينما الأميركية موجودة بالفعل ومفادها أن الجمهور لم يعد يغريه الذهاب إلى دور العرض بسبب توافر الشاشات العملاقة لديهم بالمنزل وهي تعطي صورة وصوتاً على أعلى مستوى، كما أنه يشاهد الفيلم في بيته بعد حوالي شهر واحد من عرضه في السينما ولذلك أصبح الشباب فقط هو جمهور السينما هناك وهم يعتبرون الذهاب إليها متعة شخصية ولهذا فموضوعات السينما الأميركية كلها خلال الفترة الأخيرة أو معظمها موجهة للشباب. أما الموضوعات الكلاسيكية فتقدم في التلفزيون لجمهور المنازل ويبقى أن المسألة في النهاية حسب رأيي تتوقف على كيفية طرح الموضوع حيث يظل الجمهور دائماً هو الهدف والجمهور الأميركي نوعان: يتمنى أن يرى نفسه عبر الشاشة ويود أن يرى موضوعات تحاكية ولذلك فلا بد أن تحدد من البداية من هو جمهورك؟ وماذا تريد أن تقول له؟ فهذان سؤالان مهمان لابد أن يطرحهما أي فنان قبل أن يبدأ في تنفيذ أي فيلم.

الرسالة والمنع
"الرسالة" فيلم صنع بأيد وفكر عربيين وتحت مظلة الأزهر الشريف لكن السمة الغالبة له منذ البداية منع العرض في مصر. يتحسر مصطفى العقاد على ذلك ويقول: حتى الآن ورغم مرور كل هذه السنوات على ظهور فيلم "الرسالة" الموافق عليه الأزهر الشريف لا أعرف لماذا يمنعه الأزهر من العرض خاصة وأن الفيلم طاف العالم كله إلا مصر وقبل تصويره جلست عاماً كاملاً مع مشايخ الأزهر الأجلاء الدكتور عبدالرحمن البيصار والدكتور عبدالمنعم النمر والدكتور أحمد شلبي أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر وعبدالرحمن الشرقاوي وتوفيق الحكيم وعبدالحميد جودة السحار وعملنا معاً على السيناريو لمدة عام كامل وختمت جميع صفحاته بختم الأزهر الشريف صفحة صفحة وعلى هذا الأساس نفدنا الفيلم، والبعض قال أن السبب ظهور حمزة بن عبدالمطلب وآخرون يقولون عصا الرسول عليه الصلاة والسلام وهذه ليست عصا الرسول وهم وافقوا على السيناريو، وعندما تم عرضه في عرض خاص كان الأول والأخير له في مصر، حضره معنا فضيلة الداعية الراحل متولي الشعراوي وعانقني بشدة وأثنى على العمل وطالبني بالمزيد من هذه الأعمال وكان وقتها وزيراً للأوقاف، وأنا لا أمانع في المرونة في حذف أي مشهد ولكن لم يعطني أحد سبباً حقيقياً لهذا المنع، لقد تعذبت كثيراً مع فيلمي "الرسالة" الذي كان ممنوعاً في بلدان عديدة ثم عرض في كل الدول الإسلامية فيما عدا مصر وأنا أطالب الأزهر في إعادة نظره والتعامل مع الفيلم بمرونة، وأنا لا أمانع من حذف مشاهد يرونها مخالفة أو مرفوضة وما يحزنني أن الجيش الأميركي بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001 اشترى 100 ألف نسخة من العمل لكي يشاهدها الجنود الأميركان في محاولة من قياداتهم لتعريف الجنود بشيء عن الإسلام قبل سفرهم للحرب وأنا حزين ولا أخفي ذلك لمنع عرضه في مصر ورحم الله الفنان عبدالله غيث بطل الفيلم الذي كان يشعر بتلك المرارة لأن دوره من أهم أدواره الفنية بشكل مطلق ولم يشاهده الجمهور المصري وهو يقدمه ومات بحسرة هذا الفيلم الذي تفوق فيه على أنتوني كوين في بعض المشاهد. ولدى إصرار شديد في هذه الفترة على معرفة أسباب المنع ولا أمانع من الذهاب والجلوس مع شيخ الأزهر الدكتور سيد طنطاوي لعرض الأمر عليه وإجازة عرض فيلم "الرسالة".

هوليوود.. شرم الشيخ وأشياء أخرى!
< حاولوا كثيراً في هوليود أن أغير من اسمي مصطفى ليكون في البلاتوهات سهلاً عليهم مثل توني وجو وغير ذلك لكنني رفضت بشدة ورددت عليهم، والدي منحني هذا الاسم ولا يمكن أن أغير شيئاً منحني إياه، كما أن اسمي له معزة خاصة عندي فهو لقب الرسول عليه الصلاة والسلام.

< عندما أكون في القاهرة أحب الجلوس على شاطئ النيل فأنا أجد نفسي وصفاءها عنده وأحياناً كثيرة أزور الاسكندرية وشرم الشيخ والغردقة مع باقي أفراد أسرتي فهي أماكن رائعة.

< اخترت الممثل العالمي شون كونري لأداء دور الناصر صلاح الدين الأيوبي لأنه فنان عالمي كبير وله اسمه ويحمل وجهاً شرقياً. ولن أصور أية مشاهد للفيلم في مصر ولكن التصوير سيكون في سورية والمغرب وسيتم عمل ديكورات ضخمة ومكلفة جداً ويشرف عليها مهندسون من أميركا وقد تم تصنيع اكسسوارات لهذا العمل بمبلغ حوالي 3 ملايين دولار، كما سيتم إحضار ألف حصان قوي لاستخدامها في هذه المعارك وسيكون الجنود في المعارك (كوكتيل) من الإنجليز والإيطاليين والعرب من سورية والمغرب.

< عن هووليود قال إن اليهود يجيدون السيطرة عليها مالياً وليس إبداعياً. اليهود في هوليوود أعداء من يتطرق بأي شكل كان لقضية فلسطين وإسرائيل.. ونضيف نحن في "المجلة" أن محاولة طمس اسم وذاكرة مصطفى العقاد قد طال عدداً من وكالات الأنباء المصورة التي اختفى من صفحاتها أي ذكر له أو لأفلامه، بل أن بعض هذه الوكالات قد سحب صور العقاد وأفلامه من أرشيف الصور المتاح لوسائل الإعلام المشتركة.

< العرب بنظره يعيشون حاضر أشبه بالغيبوبة وواقعاً متشرذما فكرياً ومعنوياً مع أنهم من رواد الحضارة.. هذا ما ورد عنه في إحدى مقابلاته الصحافية حيث قال:" مشكلتنا هي عدم اعترافنا بأخطائنا. ودائماً لدينا الشماعة التي نعلق عليها تلك الأخطاء. نحن شعوب مستعمرون من الداخل لأننا لسنا من صناع القرار في أوطاننا". وكان العقاد متفائلاً بالمستقبل قناعة منه بأن للحضارة دورات وربما تعود الكرة إلى ملعبنا من يدري؟ «المجلة» العدد 1346 ديسمبر 2005

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى