مع الأيــام..وداعا صديقي عصام

> علي هيثم الغريب:

>
عصام سعيد سالم
عصام سعيد سالم
في صباح يوم السبت 7 يناير الجاري كانت المرة الأخيرة التي رأيته فيها .. جلست في قاعة التجمع الوحدوي اليمني أستمع إلى افتتاح مؤتمرهم الثاني .. مددت له يدي مصافحاً ولم يكن يعنيني في تلك اللحظة شيء سوى أن أسأله عن صحته فسبقتني ابتسامته الصافية كمياه غدير ..كانت هناك خلافات سياسية واختلافات في الرؤى، لكن عصام كان يساند الكل والكل يحترمه ..كان فقيدنا صاحب نصيحة تتدفق بعنفوان شديد وصاحب مبدأ لا يلين وعندما نجتمع به كنا نلتئم كالأخوة ..وكان عصام أول من رفع شعار حرية الرأي والتعبير إلى جانب الأستاذ عمر الجاوي والزميل مندعي ديان قبل الوحدة وفي عدن !

وكان أول الكتاب الأحرار في صحيفة «الأيام» الغراء ..حيث كان النشر في صحيفة «الأيام» في تلك الأيام بمثابة تدشين لحرية الصحافي والكاتب واعترافاً بوجوده كصاحب رأي حر.

قد يبدو الحديث وكأنه استطراد إلى غير ما نحن فيه..غير أنه وكما يحدث عادة عند سماعنا خبر وفاة عزيز تتداخل الذكريات وتسترجعنا إلى كل ما يربطنا به.. وعلى كل فلقد كان الفقيد العزيز عصام سعيد سالم دائماً ما يفتح لنا صدره إذا ما كان هناك قلق أو استفسار أو سؤال، ذلك لأن لعصام ميلاً شديداً لاحترام رأي الآخرين .. وهناك مسافة يحرص عليها أشد ما يكون الحرص على استبقائها صفحة بيضاء بينه وبين الآخرين حتى ولو حاول الآخرون إلغاءها .. عندما تبدأ الحديث معه تحس أنك أمام رجل قد اختار طريقه تماماً ولم يعد لرأيه مجال يطلقه للمباهاة. فما أروع الإنسان الذي يخلص لقضيته مهما اختلفت معه ومهما باعدت بينك وبينه الأيام.. حتى وإن خضت معه معارك الرأي.

رحم الله الأستاذ عصام سعيد سالم وغفر له.. فلقد كان موهبة نادرة بحق، وكان رائداً للصحافة الحرة ..وكان رجلاً صادقاً يحمل في صدره قلب طفل.. ونسأل المولى أن يتغشاه برحمته التي وسعت كل شيء وأن يبوأه في الآخرة مكاناً علياً .. وأن تظل سيرته الحافلة بالخير المليئة بالتسامح مشعل نور دائم تستنير به الأجيال .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى