نار ارتفاع أسعار الأسماك تشتعل في بحر عدن وتحرق مواطنيها

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
سوق الحراج في صيرة
سوق الحراج في صيرة
سمعت الكثير من معاناة الناس عن ارتفاع الاسماك فحملت كاميرتي ورحلت الى سوق الحراج في منطقة صيرة وسوق البلدية ، هذا السوق الذي كان مفعما بالحيوية والنشاط الى وقت قريب وأصبح أطلالا لا تجد فيها غير باعة الاسماك ونفرا قليلا من المواطنين الذين لا زالت تسمح ظروفهم بشراء الأسماك إذ أن ارتفاع سعر الاسماك في الآونة الاخيرة سبب نكسة كبيرة للاسر ذات الدخل المحدود، والتي كانت تعتمد على وجبة السمك في غذائها اليومي بعد ان منعتها الظروف الاقتصادية من شراء اللحوم واندفعت الكثير من هذه الاسر الى جعل الاسماك وجبتها الرئيسية .. وفي محاولة منا في صحيفة «الأيام» لمعرفة انطباع الناس من هذا الارتفاع الجنوني للاسماك قمنا بالنزول إليهم وحكى الموطنون مأساتهم بصورة فيها الكثير من الالم، وكلما ذكرت ابناء عدن بسيرة اسماكهم يبكون ويرددون اغنية فريد الاطرش «قدام عينيه وبعيد عليا.. مقسوم لغيري وهو لىّا» وهم يودعون قوافل الاسماك الراحلة من مياه عدن الى جهات كتب الله لها ان تتمتع بلذة وطعم اسماك عدن .. هكذا يرد عليك ابناء عدن عندما يتحدثون عن اسماك مياه بحارهم التي وهبها الله لهم والتي تخرج من مياه بحارهم وتصدر الى خارج المنطقة وهم ينظرون لها بحسرة ولسان حالهم يقول «غصب عني ما باليد حيلة».. ماذا وجدنا وماذا كان الرأي هناك؟ ..جولتنا الأولى كانت في السوق المركزي لبيع الأسماك بكريتر.

< كان أول المتحدثين سند عبده حمود، بائع أسماك، الذي يقول: «نحن نبيع السمك الكيلو الثمد 500 ريال والجحش 500 ريال والسخلة 800 ريال والديرك 1200 ريال» ويعلل سند ارتفاع الاسماك الى تصدير الاسماك الى خارج المنطقة «فهؤلاء يشترون بالجملة ونحن قدرتنا الشرائية محدودة لا تتعدى 30 الف ريال ونشتري يالله حوت او اثنين فثمن الحوت الديرك يصل الى15000 الف ريال والثمد 5000 ريال» .

< فواز خالد، مواطن لم يتجاوز الخمسة عشر عاما يقول: «نشتري السمك حسب الظروف 200 او 250 ريالا.. كنا زمان نشتري السمك بالكيلو ايام الرخص ».

< لبيد غالب، بائع أسماك، يقول: «الاسماك لها مواسم واحيانا يضيع السمك مع البحر اضافة الى التصدير الذي يكون لأحسن وأفضل الانواع مثل الديرك والسخلة وهذا من اسباب ارتفاع الاسعار».

< رشدي سعيد بن سعيد، شاب في مقتبل العمل يقول:« انا عامل في هذا السوق الذي اصبح يفتقر لأبسط انواع النظافة، كما نعاني من العوائق في كل مكان نذهب اليه الى جانب الباعة امام السوق وأغلب الزبائن يشترون السمك من امام البوابة، وعندما نخرج نحن الى هناك تأتي العوائق وتأخذ منا الاسماك التي تصل مبالغها الى 70 الف ريال، وترمي الاسماك في مخازن العوائق ونحن يكون مصيرنا السجن». ويقول: «حاليا النيابة العامة تنظر في قضيتنا ولها اكثرمن اسبوعين في المحكمة» . ويتساءل رشدي هل اصبح البيع والشراء حراماً؟ فلماذا يحاربنا اصحاب العوائق؟ الى اين نذهب هل نلجأ الى السرقة لماذا لا يريدون لنا ان نعمل؟ الا يكفي أننا بلا وظائف حكومية وكل الشباب في الطرقات؟ كل هذه التساؤلات الذت اطلقها رشدي لم اجد لها جوابا .

وفي المفرش المقابل كان منهمكا بتقطيع الاسماك ولكنه قال: يعود ارتفاع اسعار السمك الى الحراج فلا توجد اسعار ثابتة وكل يوم الحراج له سعر فالحوت في الحراج لا يقف عند سعر محدد فقد يصل سعر الحوت الواحد الى خمسة الاف ريال فبحكم السوق نبيع نحن. انا ابيع الكيلو السمك بـ 600 ريال وكل انواع السمك غالية ونحن نطالب بتحديد سعر الحراج حتى لا يزايد فيه المزايدون ويكون لها سقف محدد والمواطنين هجروا السوق لاعتقادهم بأن سعر السمك في المحلات الخاصة ارخص رغم ان سعرالسمك في السوق ارخص، فالجميع هجر السوق والسوق اصبح عكس السابق عندما كان السوق ممتلئ بالناس ولكن الحمدالله مازال هناك بعض الاشخاص يأتون إلينا لشراء السمك .

< ارسلان محمد الطف يقول: الشراء من صيرة ارخص فالكليو السمك اصبح سعره اعلى من اللحم، وسمك الديرك اصبح على رأسه تاج والثمد سعره ارتفع. من سوق الحراج تنطلق العربات المحملة بأفخر انواع السمك الى خارج المنطقة لهذا اصبح السمك غالي حتى داخل الحراج وكل الصيادين يعللون ارتفاع سعر السمك الى ارتفاع البترول. طالما وان البحر هنا وملكنا لماذا يرتفع سعر السمك ؟ اذا خرج كل قارب بعشرين حوت فقط سوف يكسب اضعاف قيمة البترول، نحن نعاني الكثير من سوق الحراج حيت يبيعون لاصحاب السيارات ويرفضون البيع للمواطن وهذا هو الجشع كله.

< رضوان السلامي : ارتفاع الاسعار اصبح جنوني واسعار السمك غير معقولة فكيلو الثمد يصل الى 800 ريال واغلب الناس هنا دخلهم محدود وصعب ان يشتروا سمك بهذا السعر 1200 ريال او 800 ونحن نسأل الحكومة من هنا ما هو سبب ارتفاع الاسعار ؟

< خرجت من سوق البلدية وانا أحاول اخفاء اشمئزازي بسسب القذارة وانعدام النظافة في هذا السوق ، فالسوق اصبح مزبلة بكل ما تحمله الكلمة، فأين صحة البيئة من هذا القذارة التي تزكم الأنوف؟

توجهت الى سوق صيرة لحراج الاسماك ففي هذا الموقع الصغير تتعالى يوميا فيه صيحات الصيادين معلنة عن وصول السمك بعد عناء شاق في البحر .

< التقيت بالاخ علي سلام عبدالله رئيس جمعية صيادي صيرة ومسؤول الحراج الذي قال : اشكر صحيفة «الأيام» على نزولها الى منطقة صيرة للحراج، ان ارتفاع اسعار السمك ليس من الصيادين ولا من المحرجين للسمك فهذا يعود الى البائعين الذين يبيعون بالكيلو، حوت الثمد لا يزيد عن 1800ريال ويزن الحوت حوالى 6 كيلو بحساب 300 ريال للكيلو والمشتري الذي يشتري الحوت من الحراج يبيع بسعر الكيلو 800 ريال فكم يحصلون من بعد الحوت الواحد، أطالب السلطة المحلية وقيادة المحافظة إنزال رقابة الى السوق لضبط اسعار السمك ولمعرفة من المتسبب الرئيسي واتخاذ اجراءات مشددة.

وعن قول البائعين بأن الحراج يقوم بتصدير السمك الى الخارج يقول الأخ علي سلام: هذا الكلام مرفوض وغير صحيح فصنف الديرك لا يصل هنا سوى بكميات محدودة لا تصل الى اربعة احوات ولكن في الدوكيارد تكثر الاسماك.

وعن الانواع المصدرة يقول هي العنقر وبعض الاصناف الاخرى الذي لا يأكلها ابناء عدن. وعندما عدت لأذكر له ان افخر انواع السمك تصدر الى الخارج كما يؤكد الصيادون انفسهم ، رفض الأخ علي سلام هذا القول بشدة، وقال لا توجد شروط محددة فالسوق يخضع للعرض والطلب.مؤكدا ان اسعار صنف الديرك تصل الى 15000 الف ريال وصنف الثمد الى 5000 الف ريال عندما يصل وزن الحوت الى 26 كليو رافضا الاتهام الذي يطلقه باعة السمك بأن ارتفاع سعر الاسماك سببه الحراج ومن معهم في السوق.

وعن مهمات الجمعية في السوق يقول: نحن نعمل كوسيط فقط بين المحرج والمشتري ونقوم ببيع السمك. وعن رسوم السوق يقول: لا توجد رسوم باهظة فقط هناك 3% بالنسبة لاعضاء الجمعية و1% لغير الاعضاء حتي اذا ضاع الصياد في البحر او حصل له شيء لا قدر الله يحصل على دعم الجمعية كما نأخذ 1% من المشتري لصالح السلطة المحلية لتحسين المدينة .

< ويرفض الأخ علي سلام الاتهام الموجه لهم والخاص بمنع المواطنين من شراء السمك من الحراج والبيع فقط على اصحاب السيارات ويقول: هذا الكلام غير صحيح ومرفوض. ولمزيد من تأكيد كلامه طلب من احد المواطنين ان يتحدت الى الصحيفة فالتقت «الأيام» بالاخ محمد سالم صالح الذي يقول: انا مواطن عادي واشتري السمك من سوق الحراج عادي بنفس القيمة 1700أو 1800 ريال وبعده ابيع انا الحوت بـ 2000 ريال. هذا المواطن يشتري من الحراج 50 حوتاَ من السمك ويعيد بيعه من جديد .

احد ممرات السوق المركزي
احد ممرات السوق المركزي
< يعيد العميد حسن بن حسن ارتفاع سعر الاسماك الى سوء الاحوال الجوية حيت يقول: جو البحر خلال الايام الماضية لم يكن مناسبا اضافة الى فترة العيد وعدم نزول الصياددين الى البحر وظروف الناس لم تعد تسمح لهم بشراء السمك فكيلو السمك وصل الى 800 ريال والسمك معروف بأنه الوجبة الرئيسية التي كان للبسطاء نصيب فيها، فماذا سيعملون بعد ارتفاع سعر اللحم وما العمل .ضيفي الى ذلك الظروف الاجتماعية التي تعيشها البلاد في الوقت الراهن وهذا يجعل ابناء المحافظة يحتاجون الى قطعة صغيرة من السمك بسبب المضاربة بأسعار السمك من قبل القادمين من الأرياف والمحافظات الاخرى لشراء السمك بأسعار خيالية، المواطن بحاجة الى معالجات سريعة لمشكلة ارتفاع سعر السمك، نأمل ان يتحسن الوضع ويسهل ربنا الامر .

< الاخ وجدي سعيد، بائع في سوق صيرة: لا تسألونا بكم نأخذ وبكم نبيع فالمقارنة هنا لا تخدمنا، اسألونا بكم يتحرك الحوت ليصل الينا، نحن صحيح نشتري الحوت بـ 1800 ريال على اساس ان وزن الحوت 6 كيلو وبعد التقطيع وتصفية الحوت يصبح وزنه اربعة كيلو فقط، كم الضريبة وكم قيمة الثلج الذي يحفظ لنا السمك وكم حق الاعمال كل هذا فوق 1800 ريال ، نحن لا نأخذ الحوت بالميزان بل في الحراج وانت وحظك، كم يطلع وزن الحوت بعد التقطيع والتصفية فبكم ابيع الكليو، ونحن ورانا اسر ومستلزمات ضرورية اليس نحن ايضاَ مواطنين ؟ نحن بشر يحكمنا السوق نشتري غالي نبيع غالي نشتري رخيص نبيع رخيص.

< ويشاطره الرأي سعيد مهيوب: نحن نشتري الحوت في الدوكيارد بـ 2500 ريال وفيه اربعة كيلو فقط ونحن وارانا اسر ومواصلات وحق العمال ، السمك غالي ولا يختلف السعر في الدوكيارد أو في حراج صيرة ونحن نبيع حسب السوق و«يصرخ» الحبة القات وصلت الى 2000 ريال ولم يصرخ احد ليش كل هذا الصراخ على السمك؟

< علي ناصر المعروف بالبوصي: هناك نوع من الشبك رخيص الثمن لها فتحات صغيرة جدا وهي مخالفة لشروط شباك الصيد وهذا يؤثر على صيد السمك فهذا النوع من الشباك يلف كل شيء ويأخذ كل انواع السمك الى الخارج، سألته: من يستخدم هذا النوع من الشباك؟ قال: المهربون والمخربون للبيئة البحرية وهذه الشباك تسمى هنا بالشباك الاسرائيلة لانها شباك لا ترحم.

< يشاركة الرأي الأخ محمد هادي امين من جمعية صيادي صيرة قائلا: هذه الشباك فعلا خطيرة على البحر ولا تأخذ السمك فقط فحتى اصغر انوع السمك التي تعتبر غذاء للاسماك الكبيرة تعلق في هذه الشباك.

< لم استطيع الذهاب الى حراج الدوكيارد ويعود السبب الى ان الحراج يبدأ هناك في الرابعه فجراَ.

خرجت من صيرة وان أرى اسماك شهية على طاولات الباعة تبحث عمن يشتريها بعد عزوف ابناء عدن عن الشراء بسبب ارتفاع اسعارها المجنونة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى