يا جبل ما تهزك ريح

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
يقول مثل صيني: «مهما تكاثرت الصخور والأحجار في السفح، يبقى الجبل شامخاً» ولقد جال بخاطري مغزى هذا المثل البليغ واقترابه في المعنى من المطلع الغنائي العامي الذي اتخذته عنواناً لهذا المقال الذي يجيء نشره بعد المقال الذي كتبه الرئيس علي ناصر محمد لـ «الأيام» يوم السبت الماضي (14 يناير 2006م العدد 4684) والذي ترفع فيه الأخ علي ناصر كعادته عن أسلوب المماحكات أو النزول بمقامه العالي في قلوبنا نحن أبناء شعبه إلى مستوى سفاهات السفهاء ورخص الذين ابتذلوا رسالة القلم وحولوا جهودهم إلى تكريس القلم كمحرك لمعاول الهدم بدلاً من أن يراعوا حقوق وقدسية المهنة التي يفترض انهم يمارسونها بتجرد ويمتهنون الصحافة ولا يمتهنونها، وللكلمة معنيان لا أظن انه يخفى عليهم تناقض معناها الأول مع المعنى الثاني الذي يرتزقون منه.

لقد أمطرتنا الكثير من الاقلام المسمومة المداد منذ ان قال علي ناصر محمد كلمته الرصينة المحبة المتسامحة كطبيعته - المشار اليها آنفاً - أمطرتنا هذه الاقلام بافتراءات يترفع كل ذي عفة وشرف ان ينساق مع موجات مدادها التي لا تؤدي إلاّ الى طريق واحد أتعفف تأدباً عن الاشارة إلى دهاليز سككه ودروبه الظلامية المظلمة الظالمة... ان الذي لا يملك الحجة لا يستحق عناء الالتفات إلى ما يهذرف به من أقوال في تلميحها أو تصريحها للنيل من رجل في قامة علي ناصر محمد ومكانته وما له من تاريخ مشرف لا ينمحي من ذاكرة الأجيال اليمنية في كل مكان حتى ولو استغل بعض الارزقية حادثاً كالذي جرى في يوم الثالث عشر من يناير عام 1986م الذي أكاد أجزم بأنه كان حتمية قدرية تاريخية وجد الرجل نفسه في وسطها مجنياً عليه أكثر من كونه جانياً.. ونحن لا نرجم بالغيب ولكننا لا نقبل أن يكيف أناس جهلهم بالتاريخ والأشياء أحداثاً وأسماء يصنعون منها أكاليل غار لا يملكون حق لمسها ناهيك عن وضعها على رؤوسهم .. كما انهم بالمثل حتى لا يملكون الحق في وضع باقة ورد على قبر نبشوه وقبل نبشه كانوا أنفسهم هم الذين دفنوه.

لا أظن أحداً يجادل بأن أعظم أيام حكم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كانت هي تلك التي تسلم فيها الرئيس علي ناصر محمد السلطات الأعلى في الحزب والدولة، ولن ينكر أحد بأن الرجل لم يكن مصاباً بشبق السلطة ولكنها سعت اليه ولم يسع اليها.. فقد انتخب بعد مقتل الرئيس سالم ربيع علي رئيساً للدولة فوق رئاسته للوزراء.. وعندما رأى الحزب الحاكم أن يقيله من منصب الرئاسة لصالح عبدالفتاح اسماعيل قبل ذلك بروح عالية مثيرة للاحترام لأنه من الرجال الذين يرون في المناصب القيادية تكليفاً وليس تشريفاً.

ومرة أخرى عندما وجدت قيادة الحزب الحاكم بالاجماع اقالة عبدالفتاح اسماعيل لمصلحة النظام والحزب - كما أعلنوا - عرضت الأمانة العامة للحزب وكذلك رئاسة الدولة على رجل النضال الصعب والمهمات المضنية علي ناصر محمد.. ولقد تولى كل هذه المناصب باقتدار شهد له به الجميع وأولهم أبناء الشعب اليمني البسيط الصبور الفقير الذي يعتبر أن حب علي ناصر محمد له، وحبه لعلي ناصر محمد هو أغلى كنوزه ومنتهى أمانيه.

ومثله مثل جبل شمسان وقف علي ناصر محمد ومازال يقف شامخاً كالطود وعظمة في حناجر كل من لا يريدون الخير بالشعب اليمني وله.. ويا أبا جمال سلمت يداك .. ألف مرة سلمت يداك.. ويا جبل ما تهزك ريح ولن ينال من شموخك شيء.. أما الاحجار فإن مكانها هو السفح وأنت تطاول السحاب وتجعلنا نحس كلما تذكرناك ان بإمكاننا إذا مددنا أيدينا إلى أعلى .. فإننا سنلمس السماء!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى