قصة قصيرة بعنوان (الغريم)

> «الأيام» عبدالله قيسان:

> طلقتان فقط من بندقية كلاشنكوف.. طلقتان دون رد، أطلقهما رجل في منتصف العمر، بينما كان آخر يحميه مصوباً بندقيته نحو أية حركة غير عادية.. كان السوق مزدحماً بالناس المتسوقين والباعة، عندما سمع إطلاق النار.. فإذا بالسوق ينقلب إلى حلبة سباق. فبائع التمر ترك التمر وجرى، وبائع السمك والخضار والفواكه، وأصحاب المحلات أغلقوا على الزبائن داخل محلاتهم، وبائعو القات اختبؤوا تحت المفارش.. كل من في السوق كان يجري دون أن يدري إلى أين، فيصطدم بعضهم ببعض من شدة الرعب. كانت الأقدام تدوس (طربوشاً) لأحد الجنود سقط منه في زحمة الهروب، فإذا برجلين يستقلان سيارة شاص، يطلقان وابلاً من الرصاص باتجاه السوق، قبل أن ينطلقا بسرعة جنونية على الإسفلت.. ابتعدت السيارة.. الخوف مسيطر على الجميع، فسمع صوت يستغيث: آه.. الحقوني .. الحقو...

جرى الناس صوب الصوت، فإذا برجلين مرميين على الأرض، أحدهما جثة هامدة، فبدأت صيحات الناس:

- أنقذوا الرجال!

- يا الله يا أخواني لا تتفرجوا هكذا.. الرجل ينزف.

حُمل الرجلان إلى المستشفى على أقرب سيارة: المصاب إلى جانبه القتيل.. في المستشفى، ازدحم الناس.. القبائل يتوافدون وهم مدججون بالسلاح.. يتباهون ببنادقهم الروسية الصنع يتفاخرون (بطبع) العمامة على الرأس.. بعضهم يصطحبون أبنائهم بمسدسات وقنابل يدوية، وكانوا يتساءلون:

- من القتيل؟

- عنده ثأر.. اليوم جرّنا .

- والمصاب عرفته؟

- مسكين من السوق.

حفظت جثة القتيل.. كان المصاب فاقد الوعي يحيط به الأهل، والأصدقاء بدؤوا يتوافدون.

-الاستاذ صالح: مش معقول! قبل نصف ساعة كان معي.. تصدق كان يقول با لتخارج قبل ما تقرح.. يا ساتر!

في المساء.. أفاق المصاب تدريجياً.. من حوله الأهل والأصدقاء.. هدوء يلف المكان.. في الجهة المقابلة، كانت غرفة المناوبين في المستشفى.. كان صوت التلفاز يتسلل منها: «مجلس النواب يناقش قانون حمل السلاح».

بدأ المصاب ينفعل وانتابته حالة من الجنون كمن يحاول الانتقام، فحاول النهوض وهو يصرخ ويكيل الشتائم والأهل يحاولون الإمساك به:

- فكوا لي .. طفوا التلفزيون .. بندوه .. آه..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى