> تظاهر نحو عشرة الآف طالب لبناني امام السفارة الامريكية في شمال بيروت امس الثلاثاء ضد التأثير الامريكي في لبنان مرددين شعار "امريكا اخرجي"وتأتي المظاهرة التي دعا اليها عدد من الاحزاب السياسية المؤيدة لسوريا ومنها حزب الله بعد ثلاثة ايام من وقوع صدام بين رجال الشرطة ومتظاهرين ضد امريكا في وسط بيروت.

لكن في مظاهرة امس لم يكن هناك اي اشارة على وجود صدام بين الشرطة والمتظاهرين الذين لوحوا باعلام اللبنانية تحت المطر امام السفارة امريكية في قرية عوكر في شمال العاصمة.

وواكب المظاهرة المئات من رجال شرطة مكافحة الشغب الذين وقفوا امام مبنى السفارة تفاديا لوصول الحشود اليها.

وردد الحشود شعارات معادية للولايات المتحدة منها "الموت لامريكا" و " وصاية و انتداب امريكا أم ارهاب" و "بيروت حرة حرة ..امريكا اطلعي بره" و"لكي لا تعود الحرب الاهلية الامريكا ابتعدي عن لبنان".

وتتزامن المظاهرة مع اسوأ ازمة سياسية بعد تعليق خمسة وزراء شيعة عضويتهم من الحكومة.

وتزايدت الازمة في الايام القليلة الماضية وترافقت مع حرب كمية بين حزب الله والزعيم الدرزي المناهض لسوريا وليد جنبلاط واعادت الى الاذهان ايام الحرب الاهلية التي عصفت بلبنان على مدى 15 عاما وانتهت في العام 1990.

وفي هجوم غير مسبوق اتهم جنبلاط حزب الله الشيعي باختباء وراء "سلاح الغدر" بعد شهر من حملة شنها الزعيم الدرزي ضد الجماعة التي تتعرض لضغوط لنزع سلاحها تنفيذا لقرار دولي.

ونفت السفارة الامريكية في بيان اصدرته امس ما اوردته صحيفة السفير اللبنانية نقلاً عن لسان السفير جيفري فيلتمان من أنه قد "آن اوان التخلص من حزب الله.. على الحكومة ان تفعل ذلك ان حتى تحظى بدعمنا الكامل وان واشنطن سوف تكون الى جانب الحكومة متى تفعل ذلك."

وجاء في بيان للسفارة الامريكية "املت جريدة السفير باثارة توترات اضافية في لبنان في وقت يحتاج اشخاص الذين يشعرون بالمسؤولية لوسائل تخفض من التوتر."

وقال البيان "باضافة الى هذا على السفارة الامريكية ان تعتبر هذه الفبركات تهديدا مباشرا من السفير فلتمان بسبب خطر تصديق بعض الناس لهذه القصص عن طريق الخطأ والتصرف بموجبها."

وحمل المتظاهرون مجسما كبيرا لفلتمان كتب تحتها "طبخة الحرب".

وقال المتظاهر حيدر مرتضى البالغ من العمر 18 عاما "امريكا تقوم بفتنة بين السنة والشيعة في العراق وهي تقوم بنفس الدور في لبنان ولكنها لن تفلح ابدا."

واضاف "امريكا غير مرغوب فيها في لبنان. كل اعمالها واضحة وهي اخضاع هذا الشعب لهيمنتها."

وقال احمد طالب 22 عاما "نرفض الوصاية. كل شيء في لبنان يجري في ظل وصاية امريكية بعدما كان في لبنان وصاية سورية."

وزادت الولايات المتحدة الضغط على سوريا واظهرت مساندتها لمعارضيها في لبنان وطالبت دمشق بوقف عرقلة التحقيق في اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في فبراير شباط الماضي والا واجهت تدابير اضافية في مجلس امن الدولي.

واضطرت سوريا الى سحب قواتها من لبنان تحت ضغط دولي ومطالبات شعبية منهية نحو ثلاثة عقود من وجودها العسكري في لبنان في ابريل نيسان الماضي.

وتنفي سوريا اي صلة لها بمقتل الحريري و22 اخرين يوم 14 فبراير شباط وقالت انها لن تسمح لمحققي الامم المتحدة بسؤال الرئيس بشار اسد بخصوص الواقعة مما يهدد بمواجهة جديدة مع المجتمع الدولي.

ويطالب قرار لمجلس امن الدولي صدر في اكتوبر تشرين الاول سوريا بأن تبدي تعاونا تاما مع التحقيق وا واجهت اجراءات لم يحددها القرار.

وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية امس الثلاثاء ان السعودية قدمت الى لبنان وسوريا خطة لنزع فتيل التوترات بين الدولتين بسبب اغتيال الحريري.

وقال امير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي للصحيفة في مقابلة ان المملكة السعودية تقدمت بمقترحات للتوصل تفاق ولكنها مازالت تنتظر رد بيروت ودمشق ثم يتعين بعدها التعامل مع التفاصيل. رويترز