مع الأيــام..لا تنزعوا الأحجار من هرم الوحدة الوطنية!

> علي هيثم الغريب:

>
علي هيثم الغريب
علي هيثم الغريب
إنه لأمر يدعو إلى الأسى العميق أن يجد المثقف نفسه، وهو يدخل القرن الحادي والعشرين، مضطراً إلى الكتابة في «الدفاع القانوني» عن أفراد أرادوا أن يتسامحوا وينسوا ماضيهم وحزنهم تدعيماً للوحدة الوطنية بين الشعب اليمني الواحد.. وكان موقف جمعية ردفان الخيرية رائعاً وإنسانياً متسماً بمشاعر الوحدة الوطنية وأثبتت انتماءها للوحدة الوطنية مهما تحملت قيادتها من اتهامات مجحفة، وهذا أمر نعتز به جميعاً كيمنيين قبل أن نكون جنوبيين أو شماليين. لقد دخل أبناء محافظات الجنوب مقر الجمعية وهم مبتسمون ومتشابكو الأيدي عازمين على نسيان ماضيهم، فهل في ذلك عمل سياسي مضر بالوحدة كما جاء في القرار رقم (1) لعام 2006م لمكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بعدن، الذي جمد بموجبه نشاط جمعية ردفان الخيرية بعدن؟!

إن الركيزة الجوهرية للوحدة هي التسامح والتصالح بين أبنائه، واليمن والوحدة الوطنية اسمان لمسمى واحد، فلا وحدة بدون وحدة وطنية، ولا وحدة وطنية بدون وحدة. وفي يقيني أن ما حدث يوم الجمعة (13 يناير 2006م) في جمعية ردفان الخيرية لهو دعم كبير للوحدة الوطنية، وإحكام أواصر المحبة والتآخي التي تربط الشعب اليمني بجنوبه وشماله.. إنه لقاء من أجل اليمن.. وهذه القاعدة هي التي أقيمت عليها الوحدة! فهل في ذلك مخالفة للدستور والقانون؟! وهل الألفة بين الناس على أرض واحدة جريمة تستحق العقاب؟! والأخ الرئيس علي عبدالله صالح في خطاباته المهمة أكد على التصالح والتسامح وسن منهجاً بالغ السمو والرقي في هذا الشأن.

إن الفهم الصحيح لأي رأي أو نشاط خيري أو سياسي ينبغي أن يكون من داخله، ومعرفة لأي سبب حدث. وما أفهمه من دعوة جمعية ردفان الخيرية في رابع أيام عيد الأضحى المبارك، هو أن أساسها خيري. لأن الخير لا ينبغي أن ينحصر بتوزيع التمر في شهر رمضان فقط، بل وايضاً بقول كلمة حق، فالكلمة الطيبة المتسامحة تفوق الماديات وثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عجل في صلاته مرة من أجل بكاء طفل سمعه يبكي فعجل الصلاة! قال سبحانه وتعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} وتوضح هذه الآية القرآنية الكريمة الحرص على حسن العلاقات بين الناس وأن التخفيف من آلام الآخرين هو من أفضل أعمال الخير إلى الله. وهذا ما قامت به جمعية ردفان الخيرية، وهي بذلك حولت الماضي من رمز للتفرقة والتمزق إلى رمز للحياة والأمل والأمان.

ختاماً إن الشعور الذي ساد لقاء الجمعة المباركة لدى أبناء محافظات الجنوب، أنهم يعتزون بالوحدة الوطنية وبأواصر المحبة والمودة والتعاون التي تسود بينهم، باعتبارهم شركاء في السراء والضراء عبر التاريخ اليمني كله، وأن الوحدة اليمنية هي من صنع جميع اليمنيين الذين لم ينجح ناهبو الثروة والأرض في إحداث الفرقة بينهم.

وعلينا أن ننبه إلى ما ينتظرنا من أخطاء إن نحن سرنا على مألوف ما تسير عليه الحكومة الآن.. حيث تتبارى الأقلام الرسمية في الكتابة عن المزيد من الظلم والاستبداد، والتهوين بآرائنا وكأننا لسنا يمنيين، ظانين أن الأمور تسير بطريقة مألوفة وبهيجة. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى