الله رب المستضعفين

> إبراهيم السعدي:

> المستضعفون في الأرض كثر، وقيل عنهم الكثير والكثير، وأول الذاكرين لهم القرآن الكريم، وهم أحباب الرسول الأعظم الذين قربهم إليه، وتودد إليهم وتلطف بهم، بل إن الخلفاء التابعين حملوا همهم وأنصفوهم وكانوا إلى جانبهم واستَعْدَوا الجبابرة والأقوياء في الأرض.

فمن سيحمي الضعفاء من بطش الأقوياء في زمننا الرديء هذا، فقتل طفلة بريئة في قرية فقيرة بعيدة نائية لا يشغل البال ولا العبر، غير أن في أحلامها (هي) لعبة أرادت أن تكملها غدا مع أترابها ورفيقات حياتها القصيرة على رمال شاطئ الخيسة، فتأوي ككل مساء إلى فراشها المليء بالغبار في مسكن أهلها المتواضع، فهي ليس في مقدروها أن تغادر قريتها البسيطة - الأكبر والأوسع محيطاً في مخيلتها - ولا أظنها حلمت بأن تلعب في ملاعب الأطفال لعوزها وفقرها الذي أدمنته، فبالكاد تلامس أصابعها بعض ريالات لتشتري حلوى عند حلول عصر كل يوم.

هو الظلم الذي يعجب منه القدر إيما عجب في أن ينام قاتلها بل أنه سيأكل الطعام حتى أنه سيشتري قاتاً.. ألن يشغل تفكيره بدمها الذي أهدره؟

إيثار هي آثرت أن تغادر دنياها الطفولي الجميل وهي تعلم أن قاتلها سينجو بفعلته ولو حتى مؤقتا، في زحمة الخوف والتهديد والوعيد المنفوث من الأعوان والقرناء أصحاب الظلمة والسواد والعتمة، لكنه لن ينجو من عقاب من هو العدل الحكم لا محالة.

إيثار ستلحق ركب المستضعفين في الأرض وهي فعلا في رحاب الخالدين الذين مأواهم الجنة.. فمهما تضاءل شأن فقدها وموتها فعند الله شأنها كبير، هي الروح التي استودعها الخالق بين ضلوعها وانتزعتها أياد تلطخت بالدم إلى يوم القيامة.

فطوبى للرحماء والمستضعفين الذين إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، والله يفصل بينهم وبين ظالميهم يوم الحشر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى