وتلك الأيــام..بأي ذنبٍٍِ قُتلت

> د.هشام محسن السقاف:

>
د.هشام محسن السقاف
د.هشام محسن السقاف
الحادث المؤسف الذي أودى بحياة الطفلة البريئة إيثار عبدالرزاق محمد فارس وأصاب امرأتين مع ما أحدثه من حالة هلع وقلق للأهالي في منطقة الخيسة الساحلية بمديرية الشعب، وهو بكل المقاييس عملٌ مخلٌّ بالسكينة العامة، وما كان له أن يحدث بذلك الشكل المفجع لو أنَّ من بأيديهم القوة قد اتسموا بضبط النفس والحلم وهم يتعاملون مع مواطنين بسطاء من أبناء هذه المنطقة الوادعة والمسالمة، التي يتسم سكانها بكثير من بساطة الصيادين وزهدهم في العيش على ما يجود به البحر من خيرات لهم، راضين بالحياة في عششهم ومساكنهم المتواضعة جداً، فاتحين صدورهم ومنطقتهم بكرم الصياد وأريحيته للذين يفدون إلى هذه المنطقة الجميلة الساحرة للراحة والاستجمام والاستمتاع بمنظر البحر والجبل في مشهد أخاذ لا يتكرر كثيراً في أكثر من مكان .

ومن الطبيعي جداً أن يستمسك الإنسان بأرضه التي ولد عليها ونشأ وترعرع مهما كان حظه فيها كوخ صغير أو بيت من طين .. وكم نادى المنادون عبر منابر صاحبة الجلالة (الصحافة) بضرورة أن تضطلع الجهات المعنية بحل مشاكل الأرض في هذه المدينة المسالمة دون ضرر أو ضرار مراعين أحقية أصحاب الأرض في أرضهم التي لا يملكون شيئاً غيرها فهي للعيش والموت معاً ولا يجوز تجاوز هذه الحقيقة، وحلها يجب أن يكون عادلاً بحيث يجرى التعويض المناسب والملائم في حال الاتفاق والتراضي كما يجري به العرف والقانون في مناطق أخرى وحالات مماثلة في الجمهورية يعرفها القاصي والداني.

ومن هذه الحقيقة - ومع التقدير الكبير للأخ عبدالكريم شائف نائب المحافظ الأمين العام للمجلس المحلي بعدن والأخ العقيد الركن عبدالله عبده قيران مدير عام أمن محافظة عدن على نزولهما إلى مكان الحادث ومواساة أسرة الضحية الطفلة البريئة والمصابين وأمرهما العاجل بتشكيل لجنة للبحث عن الأسباب التي أفضت إلى هذه النتيجة المؤسفة والمؤلمة سواء أكانوا من رجال الأمن أو آخرين - فإنه يتوجب حل مشكلة الأرض حلاً عادلاً لصالح المواطنين البسطاء أولاً ودون إضرار بأفراد معدمين فقراء رزقهم هو البحر ومأواهم هذه الأرض، وتعويض أسرة الضحية التي ذهبت دون ذنب أو سبب وكذلك المصابين والمتضررين مع مزيد من التوعية لأفراد الضبط القضائي في عدم اللجوء إلى القوة واستخدامها بإفراط، مع تلازم ذلك بتوعية مماثلة للمواطنين - وخاصة الشباب - من قبل أعضاء المجالس المحلية بحيث لا تتكرر مثل هذه الحوادث وتظل السكينة العامة مظلة تقي الجميع من جور المواجهة والعنف المتبادل وتفعيل القضاء للجوء إليه بتساو وندية تضع صاحب الجاه والمال والنفوذ والقوة مجرداً منها، كما هو حال المواطن البسيط الذي لا يمتلك من متاع الدنيا إلا حقه القانوني والدستوري والوطني والإنساني.. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى