المدربون.. ضحايا

> «الأيام الرياضي» عبدالقادر العيدروس:

> من غير المنطقي أن يتعاقب مدربان أو أكثر على فريق واحد، والدوري لا يزال في منتصفه، ومن غير الممكن أن يكون المدرب (شماعة) لأخطاء اللاعبين ومسلسل الهزائم فهذا قطعاً (مرفوض)، لأنه كلما اتسعت دائرة الخسائر، اتسعت معها (حفرة) المدرب واقترابه من السقوط فيها، فلا يختلف اثنان في أن ظاهرة تغيير المدربين وتعاقبهم على الأندية والمنتخبات تعد صفة ملازمة لأغلب المسابقات الرياضية في دول العالم، وهي بلا شك أحد الأسباب الرئيسة لعدم استقرار المستوى العام وتأرجحه بين فترة وأخرى، ولذا فإن استبدال مدرب بآخر خلال الموسم الواحد له أضرار فنية، لأن كل مدرب له طريقته الخاصة التي تختلف عن سابقه، وأيضا تكتيكاته وخططه، ومن هنا يصعب على اللاعبين التأقلم بهذه السرعة مع (أساليب) الوافد الجديد.

إن المدرب دائماً ما يشعر بعدم الاستقرار وأنه مهدد بالإقالة، وهذا بالطبع يؤثر في أدائه، وبالتالي ينعكس على مسيرة الفريق.. ولذا فإنه من (المفروض) وقبل كل شيء أن يحتاج المدرب إلى الاستقرار حتى يتسنى له تنفيذ عمله بالشكل المطلوب، وأن موسماً واحداً لا يمكن للمدرب خلاله إنجاز خططه وبرامجه، فكيف بمباراة واحدة أو اثنتين، المدرب لا يمتلك عصا سحرية تغير حال الفريق في أيام قلائل، والتي لا تكفي لترجمة فلسفته واستراتيجيته التكتيكية والتكنيكية، فإذا كنا حقيقة نريد الارتقاء بالمستوى وتطوره، فلا بد من الإقلاع عن هذه الظاهرة.

قد تلجأ بعض الأندية للاستغناء عن المدرب نتيجة لإخفاقات قد يكون الجهاز الفني بعيداً عنها كل البعد، ولكن من أجل تهدئة (ثورة) الجماهير وتغطية عجزها وفشلها، فإنها تسلك هذا المنهج الخاطئ.. أما في بعض الأحايين فيكون الأمر ملحاً للإقالة، نظراً لفقدان التواصل بين اللاعبين والجهاز التدريبي مما يسبب فجوة كبيرة بين الطرفين يصعب سدها.. ولا ننسي هنا ذكر الخسار المادية الطائلة التي تتكبدها الأندية جراء هذه التعاقدات (الخبط عشواء) والتي لا شك أنها ترهق الميزانية العامة.

أخيراً نتساءل عن نظرة المجتمع الرياضي العربي للكفاءات العربية النظرة غير المنطقية، فكان الاحرى بنا أخذ العبرة والدروس من الكرة المصرية التي لم تحقق ما حققته مع ابنها (الجوهري)، لذا وجب أن تكون نظرتنا ثاقبة ومستقبلية لخدمة الكرة العربية بعيداً عن المصالح الذاتية والعاطفية ووضع استراتيجية صائبة تقود الرياضة والكرة وفق خطط وبرامج علمية ومدروسة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى