«الأيام الرياضي» تستقرىء استعدادات فرق الدرجة الأولى للدوري العام لكرة القدم..التلال والصقر أبرز المرشحين وحسان عاد والوحدة غاب والإدريسي ثمنه فيه

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

>
فريق الصقر
فريق الصقر
سواء انطلق الدوري العام لكرة القدم الحالي لأندية الدرجة الأولى أو تعثر فهو تجربة غير ناجحة تعيشها الكرة اليمنية تضاف إلى قائمة طويلة من التخبطات والسقطات الكثيرة التي عاشتها كرتنا، وفي مقدمتها السقوط الإداري المتكرر لها، والذي ما إن تخرج منه حتى تدخل في آخر وهكذا دواليك وأصبح المتابع الرياضي في حيرة من أمره وهو يشاهد كوارث الكرة اليمنية التي لا تنتهي عند حد معين، وإذا كتب للدوري أن انطلق بعد تسوية المشاكل التي برزت فإن مجرد إقامته في الوقت الذي يوشك الآخرون على الانتهاء منه، يؤكد أننا ننفرد بهذه العادة اليمنية في كل موسم، فدورينا دائماً ما يسبح عكس التيار، فتكون النتيجة دورياً بلا طعم ولا لون، على الرغم من أنه هذه المرة جاءت انطلاقته تحت قيادة لجنة مؤقتة معينة بموافقة (الفيفا) على إثر التكتلات والمكايدات التي كادت أن تعصف به، وبعد حل الاتحاد السابق المنتخب، وبعد الشد والجذب تم الاقتناع بإقامة دوري طويل آخر بنظام الذهاب والإياب.

"الأيام الرياضي" تحاول هنا تقريب الصورة إن أمكنها ذلك لتعرف القراء الكرام عن مدى استعداد فرق الدرجة الأولى للدوري الذي أعتقد أنه لن يصل إلى بر الأمان بسهولة لكون الصورة ما تزال بعيدة عن الوضوح.. فتفضلوا بالمتابعة:

1- التلال حامل اللقب
ونبدأ بالتلال حامل اللقب الذي أطفأ مائة شمعة من عمره بمناسبة ذكرى التأسيس، وهي التي تحمل المدلولات التاريخية التي نعتز بها وإن لم يكن هناك احتفال بالمناسبة، لأن النادي عاش فواصل ساخنة على إثر إحرازه للقب بطولة الدوري العام للموسم الماضي بعد صبر دام 14 عاماً، بدأت بتكريمه (المهين) من قبل اتحاد الكرة السابق، ومن ثم إقصائه عن المشاركة الآسيوية، وهو الأمر الذي فجر الغضب في بركان صيرة، فتناثرت حممه هنا وهناك، مجبراً رموزه على تقديم استقالاتهم، غير أن التكريم الرئاسي الذي حظي به التلاليون من قبل فخامة الأخ رئيس الجمهورية أعاد لهم اعتبارهم وأسهم إلى حد بعيد في لملمة أوراق التلال الذي يسعى حالياً للإستعداد تحت قيادة مدربه الكابتن سامي نعاش الذي تم تجديد عقده من غير شروط، وسامي هو صاحب الانجاز الذي عجز عن تحقيقه أكثر من مدرب، وعلى الرغم من أن الاستعداد لم يكن بالشكل المطلوب، وهو ليس حال التلاليين الذين استفادوا من التجربة الكونغولية حينما جددوا ثقتهم بأندومبي وأمبويو والتعاقد مع محترف ثالث من هناك هو (موتشمبا).. إضافة إلى الظفر بخدمات الكابتن الخلوق عبده علي الإدريسي الذي (ثمنه فيه) كما يقول إخواننا المصريون.. وفي الوقت نفسه تم تجديد عقود كل النجوم الحمراء التي تلألأت في الموسم الماضي إضافة إلى الفوز بخدمات أنيس عمر قائد وحدة عدن وصمام أمانه وزميله ماجد محمد حسن، ورغم كل ذلك هناك مخاوف أبداها الكابتن سامي من قصر فترة إعداد فريقه، إلا أن الجميع مطمئن لاستمرار التلال في المحافظة على لقبه وإحراز البطولة الحالية خاصة وأنه محاط بجماهير تلالية غفيرة ولهانة تتعهد بالتشجيع والمؤازرة كما فعلت في الموسم الماضي، وهو أمر ليس بغريب على العميد التلال الذي هو والبطولات وجهان لعملة واحدة.

2- الصقر بمخالب أثيوبية
حامل لقب الوصيف والمنافس الأقوى للتلال وأحد أبرز المرشحين لنيل لقب هذا الموسم يكاد يكون الفريق الوحيد الذي هو في أتم الجاهزية للموسم الجديد، تجلى ذلك من خلال التجهيزات المبكرة، وتعاقد إدارته مع مدرب أثيوبي هو الكابتن (سيوم كبدي) الذي وعد الصقراوية بفريق جيد وقوي ينافس على اللقب، والظفر بخدمات رئة شعب حضرموت الكابتن علي العمقي وفنان الشعب الصنعاني أحمد الزريقي، ورشاد الظاهري لاعب شباب البيضاء.. كما نجح الصقر في التجديد للاعبيه الأثيوبيين يوردانوس أفضل محترف أجنبي وزميله لاعب المنتصف بايو.

وهؤلاء كلهم إضافة إلى بقية لاعبي الصقر المميزين يشكلون فريقاً كاسراً يرتعب منه الخصوم، وهذا يؤكد حقيقة مفادها أن الإدارة الناجحة للفريق الأصفر بقيادة رئيس النادي وداعم الرياضة الأستاذ شوقي هائل ونائبه الأستاذ رياض الحروي هي من تهيئ الأجواء المناسبة لانطلاق صقرها الجارح من أجل خطف بطولة الموسم الجديد.. وهو ما يستحقه هذا النادي الكبير الذي يمتلك مقراً نموذجياً وملعباً معشباً وإدارة فاهمة وواعية وداعمة تؤمن بطلوع السلم درجة درجة وعلى أسس صحيحة.

3- الأمبراطور وشعبا صنعاء وحضرموت والألق المفقود
الاهلي الصنعاني الفريق البرونزي للموسم المنصرم الذي ابتعد عن منصات التتويج في المواسم الأخيرة يبدو أنه فضل الاستعداد بصمت، خاصة وأن لا جديد يبدو في أفقه بقدرما هناك إعطاء الثقة لأبناء النادي، بعد ان صرف النظر عن تطعيم صفوف فريقه بأي لاعب سواء من خارج اليمن أو من داخله، وهو أمر بلا شك لا يعطي أي نسبة من الاطمئنان ولا يبعث على التفاؤل في أن الأهلاوية قادرون على المنافسة على اللقب بنفس التوليفة قياساً باستعداد منافسيهم في الدوري، وعلى الرغم من النجاح الذي حققه الأهلاوية بقيادة ابن النادي الكابتن المدرب محمد اليريمي، الا أن طموحاتهم هي أبعد من ذلك، لكون الأهلي الصنعاني اعتاد على التميز في كل شيء.. في محترفيه ومدربيه، فهو النادي الذي كما يعتبره الآخرون ولد وفي فمه ملعقة ذهب، غير أن ما نشر أخيراً عن ضائقته المالية قد فاجأ الجميع ناهيك عن الاختلالات التي حدثت في قضية لاعبه المميز عادل السالمي، والجدل الذي أثير حول عودة علي النونو مرة أخرى إلى النادي، وإن ما نشاهده ونقرؤه عن هذا النادي هو بالتأكيد لا يمثل الطموح الأهلاوي المعتاد، خاصة وأن مناطحة الأهلي لفرق الصدارة تبدو على الورق صعبة، لكن بتاريخه هو قادر على لخبطة أوراق الفرق والعودة من جديد إلى منصات التتويج.

4- العنيد والـ 9 مليون ريال
نادي شعب إب يقف على مفترق طرق فقد أصبح يشكو ويبكي جراء الأزمة الخانقة التي يعيشها والتي تمثلت في مديونية الـ 9 مليون ريال التي أرهقته في ظل غياب الدعم الرسمي الضئيل، وبما أن أموره المالية تبدو بهذه الصعوبة، فإنه لا غرابة أن نسمع هذا البكاء من لاعبيه، غير أن الكابتن المدرب خليل علاوي الذي يقود الشعباوية أبدى مخاوفه جراء تأخر مرتبات اللاعبين والمدربين، والذي سيكون له أثره على استعداد الفريق للموسم الجديد، والذي يفتقر حتى للمستلزمات من كرات وغير ذلك من الأمور التي لا تليق بفريق كبير كالشعب الإبي، ورغم ذلك الا أن العلاوي الذي يثني عليه الشعباوية أبدى تفاؤلاً بقوله أن الأيام والأسابيع الأولى من الدوري كفيلة بتحسن الأداء، وعلى عكس هذا التفاؤل يبدي لاعب العنيد إيهاب النزيلي مخاوفه من استعداد كهذا والذي اعتبره أسوأ من استعداد المواسم السابقة، مشيراً إلى أن الفريق وهو بهذه الحالة قد لا يحقق حتى المركز الخامس، ويتفق معه في ذلك زملاؤه وإن كانوا يجمعون على أن الضائقة المالية وتأخر مرتباتهم لأكثر من ستة أشهر سيكون له بالغ الأثر في مسيرة الشعب الإبي الذي يزخر بالمواهب، مما سيجعل جمهوره الولهان يضرب أخماساً في أسداس جراء حالة فريقه الذي يعاني من أزمة مادية خانقة.

5-شعب حضرموت والتحدي الجديد
شعب حضرموت البسمة الوحيدة لكرة حضرموت الذي حير عشاقه بتأرجحه في سلم الترتيب العام، فمرة تجده في وضع لا يحسد عليه وهذا في القسم الأول من الدوري بينما تراه في القسم الثاني منه يظهر تفوقه ويقدم مستويات رائعة.. والشعب الحضرمي استعد لهذا الموسم الجديد تحت قيادة مدربه القديم الجديد وابن المحافظة الكابتن عبدالله باعامر الذي قبل التحدي ليسهم في الارتقاء بمسيرة الشعب السفير الوحيد لحضرموت في الأولى، رغم أنه يعيش ظروفاً صعبة في مقدمتها وضعه الإداري، غير أن الباعامر لا يركز على ذلك، بقدر ما يركز على الجانب الفني للاعبين الذين تربوا على يديه.. الشعباوية يدخلون دوري هذا العام في ظل غياب النورس المتألق (علي العمقي) الذي حط رحاله في الحالمة تعز في رحاب صقرها الجارح، بعد أن صبر كثيراً لإيجاد فرصة احترافية وكان له ما أراد، وبما أن الأثر الذي سيتركه العمقي سيكون كبيراً أيضاً مع توقع أن يخلد الكابتن خالد بن بريك رمانة الفريق إلى الراحة، والتركيز على الجانب التدريبي، فإن الشعباوية نجحوا في الإبقاء على لاعبيهم المميزين، وعلى محترفهم المصري المميز ميرون صبحي، وفي الحصول على خدمات السوداني الرائع طلال، لذلك فإن الشعباوية الحضارم مطالبون بالتكاتف والتعاون وبمساعدة مدربهم القدير عبدالله باعامر، وعدم التركيز في أي مشكلات أخرى قد تشغلهم.. وحينها سيرون فريق شعب حضرموت قوياً ومنافساً.

فريق حسان
فريق حسان
6- بطل الكأس والاستحقاق الآسيوي
فريق الهلال الساحلي يريد هذه المرة أن يكون له حضور قوي وبصمة لا تنسى على خارطة الكرة، ويحلم بأن يحصد درع الدوري العام بعد أن نال لقب بطولة الكأس، التي تعتبر البطولة الأولى له، خاصة بعد أن فرض اسمه كأحد الأندية التي يشار إليها بالبنان.. كيف لا وهو النادي الذي يدعمه الشيخ أحمد صالح العيسي الرجل الرياضي المعروف والمرشح الأقوى للعودة إلى سدة الحكم في بلاط الكرة اليمنية.. وقد بدأ الهلاليون أبطال كأس الرئيس يعدون العدة لهذا الدوري تحت قيادة مدربهم صاحب البطولة الأولى الكابتن جياب باشافعي، خاصة وإن الإدارة تريد بروزاً لفريقها أكثر تميزاً، وهي على هذا الطريق قامت بالتعاقد مع الكابتن المدرب العراقي نزار أشرف لتدريب الكتيبة الزرقاء، وهو من المدربين المعروفين، وفي الوقت نفسه سعت الإدارة الهلالية إلى ضم أكثر من نجم مميز منهم لاعب الوحدة ناصر غازي، ولاعب الشعلة مازن عبدالرقيب، ونجم شباب البيضاء، أمين محسن.. إضافة إلى نجومه السابقين المحليين منهم والمصريين وبقية الأجانب.. وإضافة إلى الاستحقاق المحلي، فإن الهلاليين يستعدون لتصفيات كأس الاتحاد الآسيوي في مارس القادم أمام أبطال عمان والهند وتركمانستان، علماً بأنهم تميزوا عن بقية الفرق بالاستعداد المبكر.

7- أندية الوسط ومقاومة الرياح العاتية
يبدو أن استعداد أندية الشعلة وشباب الجيل و22 مايو واليرموك قد لا يختلف عن بقية الأندية الأخرى من ناحية عدم الوقوف على استعداد فرقهم بشكل جدي من حيث لعب بعض المباريات الاستعدادية..

أما من حيث جاهزية الفرق فإن إمكاناتها المادية هي السبب المباشر في تدني استعدادهم الذي يوصف بالعادي جداً، حيث أنهم يفتقدون للاعبين المميزين والمدربين من ذوي الكفاءة الكبيرة كحال أندية المال والوجاهة، فناديا 22 مايو واليرموك من أمانة العاصمة نجت من الهبوط بأعجوبة في الموسم المنصرم، حيث لعب الحظ دوراً كبيراً في بقائهما في الأولى، ويبدو هذه المرة أيضاً أنها ستعاني من نفس المعاناة لكون الأسباب ما تزال باقية، وبالتالي فإن عليها مقاومة الرياح العاتية للموسم الثاني على التوالي.. وشعلة عدن هو الآخر نجا بأعجوبة من مشنقة الهبوط، لكنه اليوم عاقد العزم على عدم تكرار ذلك من خلال إيجاد فريق منافس من أجل البطولة، وليس من أجل البقاء، فالشعلاوية تعاقدوا مع المدرب كريم علاوي القادم من شعب حضرموت، وتم اعطاؤه صلاحيات كاملة من أجل خلق فريق قوي، والتعاقد مع لاعبين جيدين، وكما تقول المصادر الشعلاوية فإن النية موجودة للتعاقد مع لاعبين من شباب نيجيريا، غير أن الإدارة الشعلاوية أخفقت في استقدام العمقي واليافعي وسالم عوض حارس حسان الذي فضل البقاء مع ناديه.. أما شباب الجيل فهو الآخر يعيش نفس الهم، غير أن الجيلاوية الذين يعملون في صمت قد يفاجئون الجميع بما هو غير متوقع.

8- الصاعدون والغائبون قاسم مشترك
الأندية الصاعدة حديثاً وهي حسان والرشيد وتضامن شبوة وتعاون بعدان تتمنى أن تظهر بصورة جيدة تؤكد جدارتها في الصعود إلى الأولى، غير أن أخبارها واستعداداتها لا تطمئن وبالذات تضامن شبوة وتعاون بعدان اللذين نسمع أن هناك تباينات واختلالات في أمور استعدادهما.. أما الرشيد وحسان فهما الأكثر استعداداً، وربما الأكثر صموداً لامتلاكهما المواهب والقدرات المادية..

وبالتالي سيكونان المفاجأة القادمة.. أما أبرز الغائبين عن دوري الموسم الجديد فهو الفريق العريق صاحب الثلاث البطولات للدوري وهو الوحدة الصنعاني، ومعه يغيب اتحاد إب وشعب صنعاء وشباب البيضاء، الذين عليهم مراجعة حساباتهم من أجل العودة السريعة، ولا ندري هل سيتمكنون من ذلك أم أن تداعيات السقوط وما صاحبها من انتقالات لاعبيهم وتبادل الاتهامات الإدارية قد تحول دون عودتهم إلى الأولى؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى