خرفان لوقت طلب الثعابين

> محمد علي محسن:

>
محمد علي محسن
محمد علي محسن
(غالباً ما يعاقبنا أولئك الذين أخطأوا) هذا القول الذي أطلقه كلير لارد ينوى، ذات يوم بوجه فئة من أصحاب القرار، الذين يتطابق معهم أيضاً قول ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا في حقبة الحرب العالمية الثانية (كثيرون ارتقوا سلم المجد إما على أكتاف أصدقائهم أو على جماجم أعدائهم) هؤلاء البشر من المسؤولين أو المقصيين، المنتصرين أو المهزومين جبلوا على الارتقاء أو البقاء أو التطلع والطموح لجني المنفعة والمصلحة بهكذا وسائل وأودات قديمة تجاوزها الزمن الحاضر وباتت الغالبية المسحوقة والمطحونة من المجتمع ترى فيها العبرة والدرس والاتعاظ لطي صفحة هذه الإخفاقات والأخطاء القاتلة والفادحة الناتجة في الأساس من صناع القرار الذين أخطأوا بحقنا جميعاً وكنا على الأقل ننتظر منهم الصفح والاعتذار عما لحق بنا وأصابنا من ويلات ومآس هم وحدهم من أوجدها وصنعها لكننا ما فلحنا قط بشيء من هذا القبيل بقدر ما رأيناهم لا يتورعون عن اللعب والسباق على وتيرة فرق تحكم .

الطغمة أو الزمرة، الوحدويون أو الانفصاليون، جميعكم أخطأتم وفشلتم وها نحن ضحايا صراعاتكم وخيبتكم أفقنا وصحونا من مدة طويلة فيما أنتم للأسف الشديد مازلتم في سبات عميق ومديد وإن قدر لكم الاستفاقة من نومكم فأشبه بأهل الكهف الغرباء المختلفين بكل شيء فكراً وسلوكاً وحياة وحيلة فليس عيباً أن يخفق المرء أو يفشل فلولاهما ما وجد النجاح وإذا عرفنا كيف فشلنا نفهم كيف ننجح، بحسب قول الأديب العالمي أرنست همنغواي، لكن المعيب حقاً هو عدم الاستفادة من هذه التجربة الطويلة الحافلة بالأخطاء والكوارث والإصرار على التكرار والاستمرار في العزف على وتر الفرقة والشقاق الذي لطالما منحكم المكانة والسلطان والهبات والمكاسب لسنوات خلت لكنه بكل تأكيد بالنسبة لنا كضحايا وبسطاء وغالبية أصبح وتراً نشازاً وقبيحاً ومثيراً للاشمئزاز والشفقة على أصحابه الذين جبلوا على هكذا معزوفة لا تؤدي لغير الهلاك ولا يستسيغها غيرهم في زمن الوئام والعفو والتسامح.

رفاق الأمس وفرقاء اليوم كلمتنا لكم أن تدعوا هذا المجتمع المنهك والمتعب والممزق بفعل ممارساتكم الخاطئة إذا ما قرر المضي دونكم للملمة جراحه وكلمه بطي تلك الصفحة المؤلمة من حقبة مظلمة أنتم ولازهو مسطرو حروفها من نار و دم وإذا ما قررنا جميعاً المصالحة والوئام بعد سنوات من الفرقة والتمزق والعداء فحسبكم أنتم من بذرها وزرعها فينا على غفلة من الزمن وها نحن اليوم نقلع شجرها الخبيث من جذورها في أرضنا الطيبة أو ديارنا التي عزم أهلها على إعمارها وزرعها بالتسامح والحب والخير والورد والياسمين فهلا تركتمونا وشأننا نقتلع بقايا شجر العوسج اللعين من طريقنا وأرضنا وهلا مضينا في درب الخير ونسيان الماضي من دونكم أيها الفرقاء؟

بالله عليكم إن لم تعترفوا بخطيئتكم الكبرى فلا تنتظروا منا الصفح والغفران لأننا ببساطة عفونا وصفحنا فالصفح جميل {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم} هكذا أمرنا الله من علياء السماء، ألم يقل الإمام علي كرم الله وجهه (أعقل الناس أعذرهم للناس)! ألم يسمع أحدكم الزعيم جواهر لال نهرو:«النفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف تسامح» ونحن يا قوم عفونا وصفحنا عنكم لأن العفو عند المقدرة من شيم الكرام فهل اعترفتم مثلنا بأن الاعتراف بالخطأ فضيلة والتوبة من الذنب منجاة؟؟ إذا لم تستطيعوا أن تتوبوا فإنكم لن تستطيعوا أن تسامحوا فهل آن الأوان لأن تتوبوا أو تقلعوا عن عادتكم القديمة في معاقبتنا وتمزيقنا لشيء لم نفعله؟ وهل بحثتم لكم عن جاه أو مال أو سلطان دوننا ودون أن نكون قرابين فداء لصعودكم أو هبوطكم أو نكون خرفاناً لوقت طلب الثعابين ؟؟

أملنا أن تفهموا ذلك جيداً فلسنا خرافاً أو كباشاً لنذبح على قارعة مجدكم وسلطانكم.. لسنا كذلك أيها الطامحون أو الحاكمون ولا أنتم بالمسيح عليه السلام القائل (من ضربك على خدك الايمن، أدر له خدك الأيسر).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى