«الأيام» تسلط الضوء على جوانب من مسيرة التربوي الراحل أحمد سالمين عليو (1933-2005م) :تنقل في مدارس حضرموت والمهرة وكانت له بصمات اجتماعية ورياضية

> «الأيام» صلاح العماري:

> في مسيرة الحياة رجال لعبوا أدواراً وكانت لهم بصمات.. عاشوا من أجل هدف .. وماتوا لأجله ..لم يكترثوا لمغريات الحياة ومساقط النفوس ..فلفّهم الكفن رجالاً صالحين حفروا أسماءهم في طابور المخلصين ورحلوا كما عاشوا يا مولاي كما خلقتني ..لذا ارتأينا أنه من الواجب تسليط الضوء عليهم.. وأحدهم التربوي القدير الأستاذ أحمد سالمين عليو، الذي رحل عن دنيانا الفانية يوم الـ 16 من ديسمبر 2005م.

من مواليد 1933م بمدينة الحامي بمديرية الشحر، درس الابتدائية في مدينة الحامي ودرس المرحلة المتوسطة في دار المعلمين بمدينة غيل باوزير ثم تم تعيينه مدرساً في عام 1951م وفي عام 1951م عين مديراً لمدرسة الحامي واستمر كذلك لمدة 14 عاماً ، عُين بعدها مساعداً لمشرف مدارس لواء الشحر قبل الاستقلال ثم عين مشرفاً لمدارس لواء حورة، وانتقل إلى الإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة حضرموت بعد الاستقلال وعين موجهاً فنياً وتنقل بين مدارس حضرموت والمهرة رغم وعورة الطرق آنذاك..

وخلال عمله مدرساً ومديراً لمدرسة الحامي كان يُعد من أبرز المدرسين، فكان يحضر إلى المدرسة بعد صلاة الفجر ويشرف على فرق النشاط المدرسي وفرق النظافة والكنس ومزرعة المدرسة، ويحضر مادة الرياضيات ويكتب المسائل الحسابية في السبورة ثم يعود إلى البيت ويعود مرة أخرى يشرف على الطابور الصباحي والدوام الرسمي ويبقى في المدرسة حتى انتهاء الدوام وهكذا دواليك.. حرص -رحمه الله - على أن تكون مدرسة الحامي الأولى من بين مدارس المحافظة وبذل من جيبه الخاص من أجل تحقيق ذلك الهدف .. وكان للنشاط اللا صفي حيزاً في اهتماماته فقد كان يأخذ التلاميذ في رحلات ترفيهية واستطلاعية إلى خارج المنطقة ويستضيف طلاب وإدارات مدارس وادي حضرموت إلى الحامي.

الدورات الخارجية
رشح في عام 1961م لدورة في مجال التربية والتعليم برفقة الأستاذ التربوي محمد سعيد بن جوهر إلى جمهورية السودان لمدة عام في معهد (بخت الرضا) بوصفهما مديري مدارس، وفي عام 1967م شارك في دورة في مجال التخطيط التربوي في المركز الإقليمي لتدريب كبار موظفي التربية والتعليم في العالم العربي في لبنان وكان في تلك الفترة مجموعة من أبناء حضرموت يدرسون في الجامعة الأمريكية في بيروت، منهم د. سالم عمر بكير رئيس جامعة عدن سابقاً، وعبدالله سعيد عبدان نائب وزير التخطيط سابقاً، والأستاذ سالم الأشولي نائب محافظ البنك المركزي، وخلال تواجدهم في لبنان زاروا عدة منشآت لبعض الجامعات منها الجامعة الأمريكية وبعض المدارس ثم أعدت لهم الحكومة الليبية بالتنسيق مع المركز الإقليمي في بيروت برنامجاً لزيارة جامعاتها ومدارسها قبل ثورة الفاتح من سبتمبر كما زاروا المرافق التربوية في جمهورية مصر العربية .. ومن سيرته :

- حصل على عدة دورات داخلية في عدن.

- شارك في المؤتمر التربوي التوحيدي في عدن عام 1975م

- كرم عدة مرات من قبل مكتب التربية بحضرموت في يوم المعلم.

- منح قبل وفاته شهادة تقديرية من محافظ حضرموت العميد عبدالقادر علي هلال بوصفه من مؤسسي التعليم الحديث في حضرموت.

النشاط الاجتماعي
كان يعمل على تسهيل معاملات المسافرين لخارج الوطن وتوفير فرص عمل لأبناء الحامي مستغلاً علاقاته الخاصة وكان كثير الاهتمام بمشاريع الحامي وأبرزها :

قام بعمل سواتر لمنازل الحامي لكي لا يكشفها المارون بالسيارات داخل شوارع الحامي.. ساهم في بناء سد الحامي القديم لحفظ المنازل التي على البحر.. قام بعمل سواتر بجوابي النساء.. كان يصدر نشرة شهرية ويرسلها إلى أبناء الحامي في الكويت ودارالسلام والسعودية وجيبوتي يتطرق فيها إلى أخبار البلاد والعباد والمواليد والوفيات وغيرها.

النشاط الرياضي
أسس أول ناد في المهجر في دارالسلام بعد الحرب العالمية الثانية عام 1948م وسمي نادي المؤاساة، وتم تأسيس ناد في مدينة الحامي بعد ذلك وكان أول رئيس له الأستاذ أحمد سالمين عليو، وكان - رحمه الله- بالإضافة إلى ذلك يعكس أخبار النادي الرياضية في صحيفة «فتاة الجزيرة» الصادرة في عدن قبل الاستقلال، ويستغل علاقاته الخاصة لدعم النادي وخاصة مع المغتربين في دولة الكويت وتنزانيا وجيبوتي والسعودية، وساهم في تأسيس أول مبنى لنادي (الشباب).. وتولى الفقيد أحمد سالم آخر وظيفة له نهاية السبعينيات وهي مشرف للتعليم الثانوي في المحافظة حتى تقاعده عام 1987م وفي منتصف عام 2000م أصيب بمرض عضال ظل على إثره طريح الفراش حتى وافته المنية يوم الجمعة 14 ذو القعدة 1426هـ الموافق 16/12/2005م.. رحم الله الفقيد أحمد سالمين عليو، وأدخله فسيح جناته وجزاه الله خيراً عن جهوده في التربية والتعليم .

إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى