المحطة الأخيـرة..في الاختلاف رحمة

> صالح علي السباعي:

>
صالح علي السباعي
صالح علي السباعي
الاختلاف ظاهرة طبيعية لدى البشر، حيث إن النفس فطرت على الاختلاف في الآراء والأفكار، فلا يوجد على هذه الأرض من هم يتفقون أو يختلفون على كل شيء، بل إننا نرى الشخص الواحد يختلف مع أهل بيته وأقرب الناس إليه، وهو نفسه في حالة تغير وتبدل دائم في آرائه وعلاقاته، وما كان يظن أنه مستحيل حدث فعلا، وما كان يعتقد أنه لن يتغير تغير وأصبح واقعا، وبمرور الأيام والسنين يقف جبروت الزمن فوق الجميع، يعلي الحق ويسقط الباطل، ولولا هذا التغير والتبدل لما تم التطور، ومن خلال هذا الاختلاف في الآراء بين الناس استطاع الإنسان كشف الجانب المشرق من طبيعته، أما الجانب المظلم لطبيعة الإنسان فهو أن يحول خلافاته مع الآخرين إلى عداوات وأحقاد تكون نتيجتها الوقوع في المحظور، وهذا لا ينطبق على الأفراد وحدهم بل إن الأمر يتعدى الأفراد إلى النخب، وما يراه العامة من مشاحنات واحتقانات على الساحة بين الأحزاب والساسة لا يساعد على خلق الأجواء الإيجابية رغم أن الكل يرى نفسه على صواب ويرفعون شعار مصلحة الوطن والمواطن، لكن مع مرور الزمن يكتشف الناس أن معظم هؤلاء كانوا يسعون لتحقيق مصالح شخصية متخذين من الشأن العام وسيلة.

إن كل ما حدث في هذا العالم كان مجرد فكرة وأي فكرة تقاوم أو يؤذى أصحابها يتمسك بها الناس أكثر وفي نهاية المطاف تخرج إلى الوجود. وقد قال فيكتور هوجو: إنه من الممكن مقاومة الجيوش الغازية ولكن لا يمكن مقاومة الأفكار إن هي أخذت طريقها إلى عقول الناس، وأي فكرة آن وقتها لا يمكن مقاومتها.

إن طبيعة الحياة لا تمنع من أن يكون لدى أي فئة أو مجموعة أو إنسان كائنا من كان الطموح والوصول إلى أهدافه، ولكن من خلال حب الآخرين ومحبتهم واحترام حقوقهم ومشاعرهم وأفكارهم، أما الذين يحملون أفكارا مخالفة ويقللون من أهمية الآخرين وأفكارهم ويؤذونهم من أجل تحقيق مصالح دنيوية زائلة فهؤلاء إنما يعملون على تقوية وتصلب تلك الأفكار في رؤوس أصحابها دون أن يقصدوا ذلك، وهم الذين يعملون على استدعاء المأساة وإشعال الحرائق ثم يهربون بعيداً.. كفانا الله شرورهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى