مع الأيــام..دعونا نفكر في ترميم بيتنا من الداخل

> أحمد القمع:

>
أحمد القمع
أحمد القمع
نحن الوحدويين الذين رضعنا من ثدي الأناشيد والشعارات الوحدوية ورقصنا وتغنينا على أنغامها ومعزوفاتها المتعددة كنا نحلم بخلق الكيان الوحدوي الذي تنشد أواصره ومكوناته الثقافة التي لابد أن تكون مشتركة لتعميق وحدته الداخلية. وكنا أيضاً ونحن نحاول التأقلم مع ظروف ما بعد الحرب الأهلية نأمل أن يتم العمل بما تقتضيه المصلحة الوطنية الدفع بمعالجة آثار الحرب وإرساء أسس الوحدة المرضية المستوفية لشروط التوازن التي تسعى إلى توليد جيل وحدوي يرفض كل أشكال قمع الحرية الشخصية وتوارث الانهزامية مؤمناً بثقافة ملتزمة بحقوق الإنسان والحرية والديمقراطية.

نعم كنا ولا نزال نحلم ونأمل ولعلها بساطتنا وصدق نوايانا ووضوحنا في التعاطي مع قضايا ومشكلات واقعنا جعلنا نحن أبناء محافظات الجنوب نعلن عن يوم التسامح في حضن عدن الدافئ وتحت سقف الحرية لجمعية ردفان الخيرية انطلاقاً من استيعابنا لتجربة الماضي بكل آلامه وتوسيعاً لدائرة الحركة والتنسيق لخلق رأي عام متضامن وضاغط يستهدف بعث قيم الإخاء والتسامح ويحقق للوطن آلية حضارية في العمل الجماهيري الخيري والسياسي السلمي.

نحن الوحدويين ربما تكون الصفات ذاتها في موروثنا النضالي الحماسي هي التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن والتي جعلتنا نتحرك ونتدارس جهاراً نهاراً إغلاق ملف أحداث 13 يناير 86م المؤسفة وبطريقتنا العفوية الصادقة دون أن يكون في حساباتنا أنه بالإمكان إيقاف نشاط الجمعية الخيرية التي حملت على عاتقها روح التسامح والوقار في دعوتها إلى ما يعزز اللحمة الوطنية وباسم القانون الذي لم نره قط حاضراً إلا في مواجهة الهيئات والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني المؤمنة والمتمسكة بفرض هيبة الدولة والنظام والقانون المغيب دوماً في مشكلات وقضايا الساحة الوطنية التي تتفتت بفعل هذا الغياب وترزح تحت سنابك الفكر القبلي والعشائري واللا دولة! فدعونا بالله عليكم نفكر بعض الشيء فيما نستطيع معالجته لما يخدم صالح الجميع في الوحدة، وحدة الأرض والإنسان، وحدة العزة والكرامة فلسنا رغم ما نعانيه من المفاهيم الإقصائية والإلغائية من دعاة التنظيمات والخلايا السرية النائمة والمتحركة وأنشطة العمل السري المتنافية مع ثقافتنا الموروثة المتسمة بالمكاشفة في القضايا الوطنية المصيرية ومع منطق العصر والمتغيرات في الوقت ذاته.

وها هي بساطتنا تقودنا إلى إعلان تسامحنا ومد جسور التبادل للثقة فيما بيننا تحت ظلال الحرية ولم يكن في تصورنا بهكذا عمل أن نكون قد استعدينا أحداً بل على العكس من ذلك نسعى إلى ترميم بيتنا من الداخل وبالطرق والوسائل العصرية المشروعة والممكنة، وأملنا أن يسعى الآخرون إلى الشيء نفسه لسد منافذ المواجع والألم لتغدو الساحة خالية من الأحقاد والضغائن وحمى التناحرات.. هذا هو نهجنا في مسار الإصلاح للوحدة اليمنية والدولة الحديثة التي ننشدها جميعاً والإرادة التي لا تنثني كما قال (شاتوبريان) تعلو على كل شيء حتى على الدهر وشوائبه لا تدفع إلا بعزائم الصبر كما يقول المثل العربي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى