«الأيام» تشارك أبناء يافع مهرجانهم السنوي المناشط التقليدية الشعبية للمهرجان تكريس للفرح والتسامح والإخاء
المهرجان السنوي المناشط التقليدي
> «الأيام» صلاح القعشمي:
> 
من اجل الحفاظ على العادات والتقاليد والموروث الشعبي اليافعي واحيائه اعتادت يافع على تواصل اقامة مهرجانها التقليدي السنوي عاما بعد عام تزامنا مع افراح عيد الاضحى المبارك، وكان الاهالي قديما يعتبرون ان تلك المناشط التقليدية تكسب افراحهم سمات ومميزات عديدة فيجعلون اقامتها تكريسا للفرحة وركيزة اساسية لها وهي ترويح عن النفس والالتقاء لتبادل التهاني، وبمناسبة العيد فهي تعزز التقارب والتسامح والاخاء والترابط المتين بين الافراد والبيوتات والفخائذ والقرى والقبائل المختلفة فيما بينها، ولو انها كانت تتخذ منها طابعا دينيا صرفا.
وتشير المعلومات الى ان الاحتفالات قديما كانت تبدأ من خامس ايام عيد الاضحى المبارك في منطقة مرفد - زيارة ولي الله الصالح فيها، وتوقفت في العهد القبلي لاسباب غير معروفة ثم في منطقة بني بكر (بالحد) في اليوم السادس ولي الله الصالح (الهدار) يقال ان اسمه محمد بن هادي وتوقف الاهالي عن الاحتفاء بهذا اليوم عام 1995م.
اما في اليوم السابع من العيد فكانت زيارة ولي الله الصالح (بادجانة) وقد توقفت ابان العهد القبلي بسبب مقتل الاشخاص في ذلك اليوم في عملية ثأر فتوقفت في العام الثاني مباشرة لهذا السبب.
وفي منطقة الشبر كانت تقام الافراح في هذا اليوم المعروف بزيارة ولي الله الصالح (باعباد) وهذه توقفت عام 1994م وفي منطقة آل عمر تاسع ايام العيد فكانت تعرف بزيارة ولي الله الصالح (المحضار).
وقد انتقلت الاحتفالات الى منطقة الهجر وتحولت الى مهرجان شعبي وسياسي ايضا في العام 1980م ومازالت قائمة ومحافظة على احياء هذه المناسبة حتى يومنا هذا وكانت الافراح تبدأ من مساء ذلك اليوم في قرية (اللم) بمنطقة القعيطي وتستمر ثلاثة ايام بينما تبدأ الافراح في منطقة بين المحاور -القدمة- زيارة ولي الله الصالح (بامطير) وكانت تستمر الافراح في عدد من قرى مكتب الموسطة وهناك مقولة معروفة يرددها الاهالي حتى اليوم وتقول : «عاشر العيد عاد الموسطة نشره» اي بدأت ونشرت الفرح في ربوعها، كما كانت قديما تقام افراح عيدية في كل من منطقة الخلقة او المسحر بمديرية الحد- زيارة ولي الله الصالح باعلوي وزيارة ايوب في منطقة وسط بين بني بكر وخلاقه والفرده والتي كانت تقام في شهر رجب من كل عام وقد توقفت قبل حوالي 50 عاما تقريبا وقد تطاول بعض الاشخاص على هذا الأثر وقاموا بنسفه بمادة TNT قبل عامين فقط بداعي الحرام ونذكر بأنها كانت هناك افراح عيدية في عدد من المناطق بيافع توقفت في أوقات مختلفة ونواصل البحث عنها وعن أي معلومات أخرى عن ما تم ذكره سابقا ونأمل ان نحصل على المعلومات الصحيحة.
عموما نعود الى المهرجان الحالي ونواصل الحديث عنه ونبدأ في منطقة اكتوبر.. ينتقد البعض مهرجان التدشين في منطقة اكتوبر ويعتبرون تنظيمه حديثا وقد لا اختلف معهم ولكن من المهم الاشارة إلى أنه من حق الجميع أن يفرحوا ويجعلوا لهم يوما يحتفلون به ولنعلم جميعا اننا بحاجة ماسة الى احياء الموروث الشعبي بأي وقت واي مكان وكيفما نشاء وعلينا ان نعي ايضا بأننا بحاجة الى احياء وتنظيم اسبوع المهرجان السنوي بيافع وعلينا ان نعمل على تشجيع احياء العادات والتقاليد بدلا من الانانية وحب الذات وحرمان الآخرين.
مهرجان يافع السنوي في يوم تدشين الافتتاح بمنطقة اكتوبر له معان كثيرة واهميته تكمن في وجود فئة من الناس تدعو الى الالتقاء والتقارب والتسامح واحياء التراث.
وقد حدثني الشيخ عبدالسلام الحريبي رئيس اللجنة الفرعية المنظمة لمهرجان اكتوبر قائلا :«يكفينا فخرا تجاوب الكثيرين للحضور والمشاركة وهذا يعني الشيء الكبير ليس لابناء هذه البقعة وانما ليافع عموما فنحن نفضل ان نبدأ التحضير والتدشين لمهرجان يافع ونبذل جهودا حثيثة لانجاحه وهذا نابع من ايماننا وحبنا للجميع كي يلتقوا ويتصافحوا ويتبادلوا التهاني في هذا اليوم الاول من المهرجان بدلا من الشتات والتنافر خصوصا اذا ما علمنا بأن منطقة اكتوبر وسط بل ومنطقة تجارية تشتهر بحركة دؤوبة وتوافد الكثيرين من اهالي القرى المجاورة او البعيدة من الحد ولبعوس والمفلحي ويهر والمديريات الاخرى المجاورة.
اما الطفل الموهبة عبدالله احمد محمد بن نسر فقد كانت مفاجأة المهرجان بإلقائه قصيدة في مهرجان اكتوبر وشارك في بين المحاور والمفلحي ايضا، لذلك نقول سبحان الله الذي حباه هذه الموهبة وما شاء الله على مستوى الحفظ لديه وطريقة وأسلوب الالقاء الذي جعل انظار الجميع تلتفت اليه بانجذاب وشغف لا يوصف، وعليها نأمل ان تعمل الجهات ذات العلاقة على تشجيع هذه الموهبة وغيره من المواهب فالنشأ بحاجة الى رعاية واهتمام واتاحة الفرصة امامهم كي يتحفونا بما اكسبهم ومنحهم المولى عز وجل.
ولابد من كلمة شكر وتقدير هنا للاخوين حسين عبدالحافظ الوردي وعبدربه عبدالقوي المفلحي على التفاتتهم الكريمة تجاه الطفل الموهبة وتقديم له الدعم المالي السخي في مهرجان بين المحاور والمفلحي.
كما التقينا ايضا بالوالد الفاضل الشيخ محسن صالح الرشيدي الذي بدأ حديثه بابتسامته العريضة شاكرا «الأيام» على المشاركة والتواجد المستمر وتغطية اخبار يافع المختلفة واستطرد بقوله : انا عمري اكثر من 70 عاما وقد كنا زمان نفرح بالعيد ونستبشر بمهرجانات يافع اينما كانت وكنا نمشي على الاقدام الى الهجر والشبر وبني بكر وبين المحاور والقعيطي ونقوم مبكرين كي نلحق حضور الزوامل ونشارك فيها ولا نعود الى منازلنا الا في المساء وكانت اياما جميلة وذكرياتها مازالت محفورة في كياني وعقلي فكم هي الذكريات جميلة ولا نستطيع الآن ان نعيشها كما كانت فقد اختلفت النظرة اليوم عن الامس ولكن ليس لدي ما اقوله سوى انه يجب على الشباب التواصل مع هذا المهرجان وعدم التفريط فيه فالمهرجان يحمل معاني كبيرة وكبيرة جدا ان عرفنا كيف نترجمها ونتفاعل معها ومع واقعنا اليوم ، الواقع اليوم مختلف عن ايام زمان وايام الشباب ونقول لابنائنا حافظوا على تراث الاجداد فإن اي مجتمع بدون ماض ليس له حاضر والمستقبل مشرف لابناءنا ان شاء الله فارجو ان يفهموا ايش المعنى والقصد من احياء العادات والتقاليد والموروث الشعبي ويا حبذا لو يتم تدوين كل شيء للتاريخ.
الزوامل الشعبية وقصائد الشعراء
وفي مهرجان لبعوس الذي يتميز بحضور جماهيري اكبر بحكم مشاركة الوفد الحكومي الذي تقدمه الاخ صادق امين ابوراس وزير الادارة المحلية ومنصور عبدالجليل محافظ لحج وعدد من المسؤولين والمشائخ تدفقت جموع فرق الزوامل الشعبية الى ساحة الحفل وهي تردد الابيات الشعرية الزاوامل «المهجل» وقد شدا انتباهي دخول احد الزوامل وهو زامل «الهجر» وهم يحملون على اكتافهم جنازة وبداخلها فوانيس واوعية الماء -الدبة - كتعبير منهم على وطأة المعاناة جراء انطفاءات الكهرباء المستمرة وشحة المياه التي تصلهم من مشروع مياه لبعوس وهو ناتج للجفاف الذي ضرب المنطقة بنضوب مياه الآبار في وادي بنا منطقة الصنخ وهم بذلك المشهد ارادوا ايصال رسالة الى الحكومة الرشيدة لمعالجة الوضع وايجاد الحلول السريعة لابرز معضلتين يواجههما ابناء يافع واللتين عبر عنهما هذا الزامل :
قال المواطن آح انا ماشي خراج
الكهرباء والماء شرية والكلام
والسعر غالي والشقاء كوده علاج
كم بايقع صبري بنمشي في ظلام
يا مرحبا بالوفد واعداد البشر
ما الكهرباء والماء مطالب حاء وقاف
ترحيب ما الجرعات جابت لي الطفر
وسببت لي داخل الاسرة خلاف
اما الشاعر خالد محمد القطيعي فقد اسهم في تحديد الهموم بقصيدته الجميلة ومما جاء فيها :
ذكر المشاريع يا سادة خطأ فادح تصبح مواعيد وامست بالفؤاذ اجراح
اهمها كان ربط الكهرباء الرابح
من اجل تتضاعف الاعمال والارباح
هذي المواطير كلا منها ضابح
لما متى بانسامر في الظلام اشباح
ماطور يوصل وواحد لاعدن رايح
واثنين خردة ومحتاجة لها جراح
الواط سعره بيقطع مهجة الكادح
والربح عند الجماعة شلته لرياح
وعاد لاجت مصيبة او قرح قارح
اكيد كأس الندامة بايكون لم جراح
وكان الشاعر علي محمد بن وقيل قد اشار في قصيدته الى هم الكهرباء والمياه والطرقات حيث قال :
قل للرئيس الفت علينا بالنظر
لفتة كريمة والكريم اكرم ابوه
الكهرباء ذوقتنا الحر الامر
والضعف بالتيار ملينا ابوه
معنا محطة عمرها الفعلي عبر
ودخل المواطير اصبح تأكل ابوه
حتى اجهزتنا عرضتها للخطر
من شغل التلفاز بتحرق ابوه
في كل كيلو زيدوا خمسة حجر
فوق الثلتعشر على كاهل ابوه
اما المواطن كم بيتحمل ضرر
حتى ارتفاع الديزل اتكعف ابوه
وقال في ابيات اخرى ان طريق الفرزة-المفلحي والتي مازال مصيرها مجهولا رغم كثرة الوعود والاقاويل كل عام ومناسبة ولقاء من ان الرئيس اعتمد مشروع الطريق ولكن لم يحدث شيء :
اما طريق المفلحي ماشي سبر
وين المبالغ ذي اعتمدتوها لبوه
ان شيء ليافع حق قولوا له جبر
وان كان ماشي حق لا تدون ابوه
واخر كلامي يا زعيم المؤتمر
اليافعي مجواد والجودة لبوه
هذا وقد القى كثير من الشعراء قصائد في مهرجان يافع السنوي ونذكر منهم الشاعر ابوحمدي محمد عبدالله من شعراء مودية بمحافظة ابين، محمد منصر الوردي رئيس منتدى يحيى عمر الثقافي ، الطالب نبيل حسين الخالدي، الشعبي، ابو عارف، عبدالله جبران، محسن علي بن مسعد الصلاحي، ابو انور اليونسي محمد ناصر الكعبي، وآخرين.
كما كان التكريم احدى السمات التي ميزت المهرجان حيث تم تكريم عدد من الشعراء وهم الشيخ عبداللاه الضباعي الشاعر الذي ابدع وتميز في اشعاره واصداراته الشعرية في ديوانه «يا خير امة» وديوانه الثاني «كلم جدار» .
والشاعر الشاب خالد القعيطي احد ابرز نشطاء المنتدى والذي يسعى دائما لاحياء الامسيات الفنية والشعرية وترتيب بيت المنتدى وكذا لمساته الفنية في الجوانب الثقافية والادبية في المنطقة بشكل كبير ومتواصل، والشاعر والفنان علي صالح الصلاحي الذي تشهد له امسيات المنتدى الفنية بتواجده وحضوره وامتاع الحضور بترنيمات الوتر واشعاره والحانه وحفاظه على ارث يافع الفني.
كما حظي منتدى يحيى عمر الثقافي للشعر والفنون بما يستحقه من التكريم من قبل قيادة المحافظة حيث قام الاخ المحافظ شخصيا بمنح المنتدى هذا التكريم والذي اعتبره الاخ محمد منصور الوردي رئيس المنتدى وساما رفيعا على صدر جميع منتسبيه وحافزا كبيرا لتقديم المزيد والمزيد للارتقاء بـهذا المنتدى الى المستوى المنشود.
كما كان حضور رئيس تحرير مجلة «بلقيس» الاخ محمد امين الوصابي وبعض من المحررين الشيء الجميل والمميز وقد تم تكريم هيئة تحريرها من قبل المنتدى.
عموما فإن المهرجان السنوي اختتم فعالياته بنجاح واستطاع تجاوز العراقيل والمعضلات فالجميع هنا بيافع متفاعلين ومتمسكين بالتواصل للحفاظ على الموروث الشعبي وشكرا لجميع اللجان المنظمة، وفي الختام نود ان نلفت انتباه الاخوة المسؤولين في يافع والمحافظة اننا نريد مهرجانا شعبيا ثقافيا فلا يجب تحويله الى مهرجان خطابي وسياسي حيث ان ابتعاده عن الطابع الثقافي والاجتماعي سيفقده التواصل وربما الأمانة كما انه من الضروري توجيه الدعوة للاخ وزير الثقافة والسياحة حيث ان حضوره سيبعث على التجديد والارتقاء بفاعلية لكافة فعاليات المهرجان وسيعطيه دفعة كبيرة الى الامام عاما بعد عام.. نأمل ذلك في المهرجان القادم، ان شاء الله.
المهرجان السنوي المناشط التقليدي
وتشير المعلومات الى ان الاحتفالات قديما كانت تبدأ من خامس ايام عيد الاضحى المبارك في منطقة مرفد - زيارة ولي الله الصالح فيها، وتوقفت في العهد القبلي لاسباب غير معروفة ثم في منطقة بني بكر (بالحد) في اليوم السادس ولي الله الصالح (الهدار) يقال ان اسمه محمد بن هادي وتوقف الاهالي عن الاحتفاء بهذا اليوم عام 1995م.
اما في اليوم السابع من العيد فكانت زيارة ولي الله الصالح (بادجانة) وقد توقفت ابان العهد القبلي بسبب مقتل الاشخاص في ذلك اليوم في عملية ثأر فتوقفت في العام الثاني مباشرة لهذا السبب.
وفي منطقة الشبر كانت تقام الافراح في هذا اليوم المعروف بزيارة ولي الله الصالح (باعباد) وهذه توقفت عام 1994م وفي منطقة آل عمر تاسع ايام العيد فكانت تعرف بزيارة ولي الله الصالح (المحضار).
وقد انتقلت الاحتفالات الى منطقة الهجر وتحولت الى مهرجان شعبي وسياسي ايضا في العام 1980م ومازالت قائمة ومحافظة على احياء هذه المناسبة حتى يومنا هذا وكانت الافراح تبدأ من مساء ذلك اليوم في قرية (اللم) بمنطقة القعيطي وتستمر ثلاثة ايام بينما تبدأ الافراح في منطقة بين المحاور -القدمة- زيارة ولي الله الصالح (بامطير) وكانت تستمر الافراح في عدد من قرى مكتب الموسطة وهناك مقولة معروفة يرددها الاهالي حتى اليوم وتقول : «عاشر العيد عاد الموسطة نشره» اي بدأت ونشرت الفرح في ربوعها، كما كانت قديما تقام افراح عيدية في كل من منطقة الخلقة او المسحر بمديرية الحد- زيارة ولي الله الصالح باعلوي وزيارة ايوب في منطقة وسط بين بني بكر وخلاقه والفرده والتي كانت تقام في شهر رجب من كل عام وقد توقفت قبل حوالي 50 عاما تقريبا وقد تطاول بعض الاشخاص على هذا الأثر وقاموا بنسفه بمادة TNT قبل عامين فقط بداعي الحرام ونذكر بأنها كانت هناك افراح عيدية في عدد من المناطق بيافع توقفت في أوقات مختلفة ونواصل البحث عنها وعن أي معلومات أخرى عن ما تم ذكره سابقا ونأمل ان نحصل على المعلومات الصحيحة.
عموما نعود الى المهرجان الحالي ونواصل الحديث عنه ونبدأ في منطقة اكتوبر.. ينتقد البعض مهرجان التدشين في منطقة اكتوبر ويعتبرون تنظيمه حديثا وقد لا اختلف معهم ولكن من المهم الاشارة إلى أنه من حق الجميع أن يفرحوا ويجعلوا لهم يوما يحتفلون به ولنعلم جميعا اننا بحاجة ماسة الى احياء الموروث الشعبي بأي وقت واي مكان وكيفما نشاء وعلينا ان نعي ايضا بأننا بحاجة الى احياء وتنظيم اسبوع المهرجان السنوي بيافع وعلينا ان نعمل على تشجيع احياء العادات والتقاليد بدلا من الانانية وحب الذات وحرمان الآخرين.
مهرجان يافع السنوي في يوم تدشين الافتتاح بمنطقة اكتوبر له معان كثيرة واهميته تكمن في وجود فئة من الناس تدعو الى الالتقاء والتقارب والتسامح واحياء التراث.
وقد حدثني الشيخ عبدالسلام الحريبي رئيس اللجنة الفرعية المنظمة لمهرجان اكتوبر قائلا :«يكفينا فخرا تجاوب الكثيرين للحضور والمشاركة وهذا يعني الشيء الكبير ليس لابناء هذه البقعة وانما ليافع عموما فنحن نفضل ان نبدأ التحضير والتدشين لمهرجان يافع ونبذل جهودا حثيثة لانجاحه وهذا نابع من ايماننا وحبنا للجميع كي يلتقوا ويتصافحوا ويتبادلوا التهاني في هذا اليوم الاول من المهرجان بدلا من الشتات والتنافر خصوصا اذا ما علمنا بأن منطقة اكتوبر وسط بل ومنطقة تجارية تشتهر بحركة دؤوبة وتوافد الكثيرين من اهالي القرى المجاورة او البعيدة من الحد ولبعوس والمفلحي ويهر والمديريات الاخرى المجاورة.
اما الطفل الموهبة عبدالله احمد محمد بن نسر فقد كانت مفاجأة المهرجان بإلقائه قصيدة في مهرجان اكتوبر وشارك في بين المحاور والمفلحي ايضا، لذلك نقول سبحان الله الذي حباه هذه الموهبة وما شاء الله على مستوى الحفظ لديه وطريقة وأسلوب الالقاء الذي جعل انظار الجميع تلتفت اليه بانجذاب وشغف لا يوصف، وعليها نأمل ان تعمل الجهات ذات العلاقة على تشجيع هذه الموهبة وغيره من المواهب فالنشأ بحاجة الى رعاية واهتمام واتاحة الفرصة امامهم كي يتحفونا بما اكسبهم ومنحهم المولى عز وجل.
ولابد من كلمة شكر وتقدير هنا للاخوين حسين عبدالحافظ الوردي وعبدربه عبدالقوي المفلحي على التفاتتهم الكريمة تجاه الطفل الموهبة وتقديم له الدعم المالي السخي في مهرجان بين المحاور والمفلحي.
كما التقينا ايضا بالوالد الفاضل الشيخ محسن صالح الرشيدي الذي بدأ حديثه بابتسامته العريضة شاكرا «الأيام» على المشاركة والتواجد المستمر وتغطية اخبار يافع المختلفة واستطرد بقوله : انا عمري اكثر من 70 عاما وقد كنا زمان نفرح بالعيد ونستبشر بمهرجانات يافع اينما كانت وكنا نمشي على الاقدام الى الهجر والشبر وبني بكر وبين المحاور والقعيطي ونقوم مبكرين كي نلحق حضور الزوامل ونشارك فيها ولا نعود الى منازلنا الا في المساء وكانت اياما جميلة وذكرياتها مازالت محفورة في كياني وعقلي فكم هي الذكريات جميلة ولا نستطيع الآن ان نعيشها كما كانت فقد اختلفت النظرة اليوم عن الامس ولكن ليس لدي ما اقوله سوى انه يجب على الشباب التواصل مع هذا المهرجان وعدم التفريط فيه فالمهرجان يحمل معاني كبيرة وكبيرة جدا ان عرفنا كيف نترجمها ونتفاعل معها ومع واقعنا اليوم ، الواقع اليوم مختلف عن ايام زمان وايام الشباب ونقول لابنائنا حافظوا على تراث الاجداد فإن اي مجتمع بدون ماض ليس له حاضر والمستقبل مشرف لابناءنا ان شاء الله فارجو ان يفهموا ايش المعنى والقصد من احياء العادات والتقاليد والموروث الشعبي ويا حبذا لو يتم تدوين كل شيء للتاريخ.
الطفل الموهوب عبدالله بن نسر ابهر الجميع في المهرجان
وفي مهرجان لبعوس الذي يتميز بحضور جماهيري اكبر بحكم مشاركة الوفد الحكومي الذي تقدمه الاخ صادق امين ابوراس وزير الادارة المحلية ومنصور عبدالجليل محافظ لحج وعدد من المسؤولين والمشائخ تدفقت جموع فرق الزوامل الشعبية الى ساحة الحفل وهي تردد الابيات الشعرية الزاوامل «المهجل» وقد شدا انتباهي دخول احد الزوامل وهو زامل «الهجر» وهم يحملون على اكتافهم جنازة وبداخلها فوانيس واوعية الماء -الدبة - كتعبير منهم على وطأة المعاناة جراء انطفاءات الكهرباء المستمرة وشحة المياه التي تصلهم من مشروع مياه لبعوس وهو ناتج للجفاف الذي ضرب المنطقة بنضوب مياه الآبار في وادي بنا منطقة الصنخ وهم بذلك المشهد ارادوا ايصال رسالة الى الحكومة الرشيدة لمعالجة الوضع وايجاد الحلول السريعة لابرز معضلتين يواجههما ابناء يافع واللتين عبر عنهما هذا الزامل :
قال المواطن آح انا ماشي خراج
الكهرباء والماء شرية والكلام
والسعر غالي والشقاء كوده علاج
كم بايقع صبري بنمشي في ظلام
يا مرحبا بالوفد واعداد البشر
ما الكهرباء والماء مطالب حاء وقاف
ترحيب ما الجرعات جابت لي الطفر
وسببت لي داخل الاسرة خلاف
اما الشاعر خالد محمد القطيعي فقد اسهم في تحديد الهموم بقصيدته الجميلة ومما جاء فيها :
ذكر المشاريع يا سادة خطأ فادح تصبح مواعيد وامست بالفؤاذ اجراح
اهمها كان ربط الكهرباء الرابح
من اجل تتضاعف الاعمال والارباح
هذي المواطير كلا منها ضابح
لما متى بانسامر في الظلام اشباح
ماطور يوصل وواحد لاعدن رايح
واثنين خردة ومحتاجة لها جراح
الواط سعره بيقطع مهجة الكادح
والربح عند الجماعة شلته لرياح
وعاد لاجت مصيبة او قرح قارح
اكيد كأس الندامة بايكون لم جراح
وكان الشاعر علي محمد بن وقيل قد اشار في قصيدته الى هم الكهرباء والمياه والطرقات حيث قال :
قل للرئيس الفت علينا بالنظر
لفتة كريمة والكريم اكرم ابوه
الكهرباء ذوقتنا الحر الامر
والضعف بالتيار ملينا ابوه
معنا محطة عمرها الفعلي عبر
ودخل المواطير اصبح تأكل ابوه
حتى اجهزتنا عرضتها للخطر
من شغل التلفاز بتحرق ابوه
في كل كيلو زيدوا خمسة حجر
فوق الثلتعشر على كاهل ابوه
اما المواطن كم بيتحمل ضرر
حتى ارتفاع الديزل اتكعف ابوه
وقال في ابيات اخرى ان طريق الفرزة-المفلحي والتي مازال مصيرها مجهولا رغم كثرة الوعود والاقاويل كل عام ومناسبة ولقاء من ان الرئيس اعتمد مشروع الطريق ولكن لم يحدث شيء :
اما طريق المفلحي ماشي سبر
وين المبالغ ذي اعتمدتوها لبوه
ان شيء ليافع حق قولوا له جبر
وان كان ماشي حق لا تدون ابوه
واخر كلامي يا زعيم المؤتمر
اليافعي مجواد والجودة لبوه
هذا وقد القى كثير من الشعراء قصائد في مهرجان يافع السنوي ونذكر منهم الشاعر ابوحمدي محمد عبدالله من شعراء مودية بمحافظة ابين، محمد منصر الوردي رئيس منتدى يحيى عمر الثقافي ، الطالب نبيل حسين الخالدي، الشعبي، ابو عارف، عبدالله جبران، محسن علي بن مسعد الصلاحي، ابو انور اليونسي محمد ناصر الكعبي، وآخرين.
كما كان التكريم احدى السمات التي ميزت المهرجان حيث تم تكريم عدد من الشعراء وهم الشيخ عبداللاه الضباعي الشاعر الذي ابدع وتميز في اشعاره واصداراته الشعرية في ديوانه «يا خير امة» وديوانه الثاني «كلم جدار» .
والشاعر الشاب خالد القعيطي احد ابرز نشطاء المنتدى والذي يسعى دائما لاحياء الامسيات الفنية والشعرية وترتيب بيت المنتدى وكذا لمساته الفنية في الجوانب الثقافية والادبية في المنطقة بشكل كبير ومتواصل، والشاعر والفنان علي صالح الصلاحي الذي تشهد له امسيات المنتدى الفنية بتواجده وحضوره وامتاع الحضور بترنيمات الوتر واشعاره والحانه وحفاظه على ارث يافع الفني.
كما حظي منتدى يحيى عمر الثقافي للشعر والفنون بما يستحقه من التكريم من قبل قيادة المحافظة حيث قام الاخ المحافظ شخصيا بمنح المنتدى هذا التكريم والذي اعتبره الاخ محمد منصور الوردي رئيس المنتدى وساما رفيعا على صدر جميع منتسبيه وحافزا كبيرا لتقديم المزيد والمزيد للارتقاء بـهذا المنتدى الى المستوى المنشود.
كما كان حضور رئيس تحرير مجلة «بلقيس» الاخ محمد امين الوصابي وبعض من المحررين الشيء الجميل والمميز وقد تم تكريم هيئة تحريرها من قبل المنتدى.
عموما فإن المهرجان السنوي اختتم فعالياته بنجاح واستطاع تجاوز العراقيل والمعضلات فالجميع هنا بيافع متفاعلين ومتمسكين بالتواصل للحفاظ على الموروث الشعبي وشكرا لجميع اللجان المنظمة، وفي الختام نود ان نلفت انتباه الاخوة المسؤولين في يافع والمحافظة اننا نريد مهرجانا شعبيا ثقافيا فلا يجب تحويله الى مهرجان خطابي وسياسي حيث ان ابتعاده عن الطابع الثقافي والاجتماعي سيفقده التواصل وربما الأمانة كما انه من الضروري توجيه الدعوة للاخ وزير الثقافة والسياحة حيث ان حضوره سيبعث على التجديد والارتقاء بفاعلية لكافة فعاليات المهرجان وسيعطيه دفعة كبيرة الى الامام عاما بعد عام.. نأمل ذلك في المهرجان القادم، ان شاء الله.