د. سلمى سمر الدملوجي تروي بمرارة لـ «الأيام» :مركز العمارة الطينية بوادي حضرموت تناهشوه فأصبح جثة

> «الأيام» سند بايعشوت:

>
د. سلمى سمر الدملوجي
د. سلمى سمر الدملوجي
في دار باشراحيل..نورد كل ما قالته الدكتورة سلمى سمر الدملوجي حول العمارة الطينية والمركز المزمع إنشاؤه إذ قالت:« هذا المركز قصته قصة» ..لكن بقي لها أمل معقود في وادي دوعن إذ لم تطله التناوشات من مكان قريب أو حرب الجامعات حول أرضية المركز بتريم كما تقول.

وما قصتها مع انترجراس ومع كل وزير ثقافة يمني..الدكتورة كتبت استغاثات بالعربي والانجليزي لكن كانت كمن ينفخ في قربة مثقوبة وجرى ايلامها بأن الأول هو صاحب مركز العمارة الطينية في تريم وليست هي.

ولهذا قالت الدكتورة
< متى زرت حضرموت أخر مرة ؟

- زرت حضرموت أخر مرة خلال شهر إبريل من العام الفارط 2005م وكانت فرصة طيبة أني اجتمعت بالشيخ عبدالله أحمد بقشان، لقد تعرفت على هذا الرجل لأول مرة في مدينة المكلا وكنت زرت خيلة بقشان في العام 1988م وفي هذا العام كانت الأوضاع الاقتصادية صعبة وبالطبع فإن زيارتي للخيلة كانت هي الأخرى صعبة لأنه لم تكن ثمة طرق سالكة..كنت أيامئذ ملحقة بكلية الفنون الملكية ..كانت زيارة دوعن ضمن مشروع التوثيق القائم آنئذ واستمر المشروع حتى العام 1990م..لدي تمويل من الجامعة وهي (ليبرنيو) مؤسسة صناعية ..تمنح كل سنة كذا مليون للأبحاث العلمية..وسلموني بحثاً عنوانه العمارة الطينية في وادي حضرموت وتم توسعة البحث وإسقاطه على وادي دوعن.

في ذاك الزمن زرت دوعن مع المعلم رجب باغزال، والرجل متوفى وهو من تريم والرجل ممن يعرفون البيوت واحداً واحداً وهو الذي أخذني إلى عند سليمان ابوتركي من آل بقشان وقال لي:« لازم تزوري خيلة بقشان» يطلق عليها (ديار بقشان) دخلت تلك البيوت ذهلت ..سجلت ..صورت وألفت كتاباً صدر عام 1991م.. وبين عامي 91-93م وأنا أسعى لنشر كل التوثيق المعماري واخترت أن أقدم بيت في خيلة (بيت باظراح) وجرى رسمه تحت ظروف صعبة جداً.

حين قابلت الشيخ عبدالله بقشان قال لي:«لازم يا دكتورة تشوفي البيت» وبالطبع زرت خيلة للمرة الثانية العام الماضي فلما انتقلت إلى لندن كتبت ما رأيته..كتبت مقالاً عبارة عن (5000) كلمة .. بدأت أعمل بدون أي تمويل ..ثم صادفت الشيخ عبدالله قلت له:« يفترض شراء نسخ من الكتب وهو ما أعطاني دافعاً للاستمرار».

وكيف وادي حضرموت ؟
أنا اليوم عندي أمل في وادي دوعن وأملي في وادي حضرموت أصبح يتناقص..عملت مقالاً لـ«الأيام» وعدت مرة أخرى ..والحقيقة أنه بعد 24 سنة متواصلة من العمل والجهد والكد كانت نتيجته بأهمية العمارة في الوادي وكل الذي عملته كان كمن ينفخ في قربة مثقوبة.

ثمة مسألة أثمرت عن كتاب يشمل عدن ويافع والضالع وحضرموت والمكلا والشحر وغيل باوزير إضافة إلى حجر ووادي دوعن ووادي حضرموت إلى قبر النبي هود وصولاً إلى المهرة ..وهو الكتاب الذي أعمل فيه حالياً ..كتبت عن دوعن سبعة عشر ألف كلمة..اليوم ذهبت إلى دار باشراحيل وعملت مسح على حصن (باظراح) بدوعن ثم عرجت إلى صيف عملت مسحاً على بيت بادغيش ..ذهبت إلى المصنعة والرشيد وبظه.

> وماذا عن تريم ؟

لدي مشروع مهم وأساسي بوضع خطة للحكومة ووزارة الثقافة وضعتها في التسعينات بإنشاء مركز للعمارة الطينية في تريم وهذا قصته قصة ولا أروم أن أدخل فيه يكفي أني نشرت في كتابي عن عمارة حضرموت تريم وشبام وثيقة المشروع الذي ذكرته في بداية إجابتي وذلك عام 1992م وتعثر هذا المشروع بتغيير الحكومة وظهور وزراء للثقافة جدد، في عام 1993م جلبت مبلغ من الأمم المتحدة لإنشاء المركز أعطوا المركز ربع مليون دولار وضاعت الأرض اخذتها جامعة الاحقاف، دخلوا في حرب مع جامعة حضرموت وجاءت هيئة الحفاظ على المدن في صنعاء وقالوا راح ننشىء المركز في عام 2000م بعد مؤتمر العمارة الطينية في سيئون ..وقرروا إنشاء المشروع دون إستشارتي.

سجل عندك لما راحت الأرض تبرع أحد المعالمة ببناء سور في الأرض التي اعطونا اياها في عيديد بني بوابة من كيسه الخاص تبرعاً للمركز ..وضعنا مخططات المركز قمنا بمسح البيوت القديمة في تريم على أن تصبح الانموذج الأول لأعمال المركز نجيب البنائين يعملوا في المركز لما أخذوا المشروع هيئة الحفاظ على المدن التاريخية أخذوا الميزانية وبدلاً من أن يضعوا الميزانية في ترميم أحد بيوت تريم قاموا بصرفها على بناء ثلاثة مبان في الحوطة..لماذا الحوطة ؟.. لا عندي بنائين في الحوطة ..المهم حصل هذا وأنا (مغيبة) عن المشروع جاء (انترجراس) قال:«كيف نحافظ على هذا المشروع؟» قالوا له «أنشىء مركز للعمارة الطينية» ..أصبح انترجراس صاحب مركز للعمارة الطينية وتبرع بعشرين ألف دولار والامريكان بعشرة الاف ونشرت صحيفة «الحياة» مقالاً مطولاً عن مركز العمارة الطينية كفكرة لجونترجراس في تريم.

حين كنت في أبوظبي أسست المكتب الفني للسلطان بن زايد في إدارة الأشغال في أبوظبي جاء إلى عندي مهندس من سيئون قال لي:« دكتورة أشتي أقابلك. قلت له بخصوص أيش ؟ قال بخصوص مركز العمارة الطينية. قلت وما عليه. قال نحن أنشأناه. قلت بارك الله فيكم، ليش تحتاجون لي الآن ؟..قال نحن مش عارفين أيش نسوي الآن ؟ قلت له أنا كتبت تقارير بالعربي والانجليزي على حسابي الخاص».

وحين زرت الثلاثة المباني في الحوطة قالوا لي هذا هو المركز تفاجأت صراحة وفي النهاية المهندس علي: هذا مركز الاشباح».

وهذه الحرب التي خضتها هي حرب استنفزاف بطيئة جداً ..والحمد لله لم تستنفزني لأن عندي ما أقدمه لكن قصر الرماد في تريم يبقى أملي الوحيد لأن المسئولين يشتوا يصلحوه أنا قلت لهم هذا القصر إذا لم يتم ترميمه خلال السنتين القادمتين فإن أمره قد انتهى .

وانتهى أمر تريم لأن كل مباني آل الكاف في تريم أهلها غير مهتمين بصيانتها وهناك نزاع في الإرث على هذه البيوت وأنا لا أقدر أن اسوي أكثر مما سويت صراحة وإن شاء الله أرجو أن يكون الذي كتبته يهدي طلاب العمارة والمهندسين في المستقبل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى