إجازة عارضة لكلمة الوطنية

> «الأيام» طه حسين بافضل / عدن

> التنازع والشقاق في أمة أو دولة أو منطقة أو مجموعة، تعد معاول هدم ودمار لها، ومدعاة للتصدع والتشقق والفشل الذي يصيبها ويقعدها عن اللحاق بركب التقدم والتحضر المنشود، وإذا رأيت العقلاء والساسة وأهل الخبرة والدراية يسارعون في لم شتات الأقوال والاتجاهات وجعلها تتواءم بدلاً من أن تتقاطع أو تتخاصم علمت أن هذه الدولة على صراط القوة قائمة وبساط التقدم متجهة.

والمتأمل والناظر في يمننا المبارك نظرة صادقة متجردة من المآرب الدنيوية والتراكمات الانفصالية والانتماءات الحزبية، يرى أن بيننا وإصلاح الحال ودرء الفساد بوناً شاسعاً بل بيننا والاستقرار والسكينة هوة أرجو أن لا تكون سحيقة.

إن في أوساطنا وللأسف الشديد والحزن العميق من لا تهمه نهضة الوطن، وإن تشدق بهذا الهدف العظيم في المجالس واللقاءات والمحاضرات بقدر ما يهم هذا الوطني الدعي مركزه ومكانته ومستقبله ليس هو فحسب بل وأولاده وأحفاده.

لقد سئمتْ كلمة الوطنية من أفواه تنطق بها ولا تعرف قدرها ومعناها، ترددها ليس لقوة حضورها في التاريخ الإنساني أو لأنها البطن التي احتضنتها ورعتها وربتها، ولكن المقصد الحقيقي أنها غدت في هذا الزمان متكأ وجسراً يعبره أصحاب المآرب التافهة والمقاصد الخسيسة.

إنني اقترح لمن يكثر من ترديد هذه الكلمة أياً كان منصبه.. أن يعطي فمه إجازة من استخدامها وترديدها في المحافل والمجالس ويعطي لجوارحه وبدنه أمراً جازماً وحازماً بضرورة العمل الجاد لرأب الصدع ولم الجراح والذود عن المبادئ السامية والقيم النبيلة والأخلاق الفاضلة لنرى اليمن غداً بلد الإيمان والحكمة والتطور واقعاً ملموساً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى