علي ناصر محمد مع من؟

> محمد علي سعد:

> لايزال الرئيس علي ناصر محمد مقيماً في منفاه الاختياري في مدينة اللاذقية بسوريا على الرغم من صدور قرار العفو العام بحقه,وثمة أسئلة كثيرة تدور في الشارع اليمني تسأل فيه عن علي ناصر محمد ومتى يعود وأين ومع من سيمارس نشاطه الحزبي والسياسي؟ وهل سيرشح نفسه للانتخابات البرلمانية القادمة؟ و إلى جانب أسئلة أخرى تتعلق بماهية الأسباب التي أدت إلى قرار العفو العام وهل الحزب أم المؤتمر هو صاحب مبادرة العفو العام؟ وسؤال آخر لايزال ملحاً وهو هل سيعود الرجل الطيب للبلاد.. وسيعود إلى السلطة مجدداً؟

ودون الخوض في جملة الأسئلة وأسبابها دون محاولة القيام بالإجابة على الأسئلة المطروحة آنفاً، لأن في سياق الموضوع ما يفسر الكثير من أسبابها . واقع الحال يؤكد أن الرجل قد علق على قرار العفو العام بسخرية كبيرة حين قال: لست مذنباً كي يعفو عني.. وهذا التعليق يعد من وجهة نظرنا لغزاً بحد ذاته.

فالمعروف أن الرئيس علي ناصر محمد قضى الفترة الزمنية بعد أحداث يناير 1986م حتى إعلان الوحدة في 22 مايو 1990م بين صنعاء ودمشق لكنه استقر في دمشق بعد الوحدة معلناً اعتزاله العمل السياسي مباركاً الوحدة ومتمنياً انتصارها دون أن يترك من وقف معه من أبناء على قارعة الطريق بعد أن تبعه آلاف مؤلفة إلى صنعاء بعد يناير 1986م.

واليوم فإن اللعبة السياسية وتكتيك الانتخابات المزمع إجراؤها في نوفمبر من هذا العام ( مع أننا نسمع عنها ولا نراها) قد دفعت بالعديد من قيادات الأحزاب القيام برحلة حج من صنعاء لسوريا في محاولة منها لاستمالة الرجل كلاً إلى صفوفها.

والمعلومات التي توفرت في الشارع هي في غالبيتها معلومات من بيت الأحزاب والسلطة لأن القيادات في هذا البلد تنشر أخبارها في (مقايل القات) قلنا إن المعلومات أفادت أن الرجل اعتذر للجميع وأعلن استمرار صمته الكامل عن العمل الحزبي في الوقت الراهن لكن إعلانه واعتذاره جاء دبلوماسياً لدرجة أن جميع من ذهب إليه عاد وأعلن في مبارز القات (علي ناصر معنا)!!

ويستفاد من صمت علي ناصر/ قائد الحزب والدولة/ أن للرجل حساباته الخاصة به وهو لم يكشف عن ورقته بعد لأنه بالتاكيد استفاد كثيراً من سياسة كشف الأوراق في مراحل سابقة.

وهنا يقفز السؤال- لماذا حجت قيادات حزبية للحوار مع رجل يعيش في منفى اختياري؟ ولماذا طلبت تلك الأحزاب أن يكون علي ناصر محمد معها؟

والسؤال الآخر ما هو تأثير علي ناصر البعيد عن اليمن قرابة ستة أعوام كي تتزاحم الأحزاب العتيدة في محاولات متكررة طالبة وده مع أنها داخل الوطن وهو خارج منه مع الأسف؟!

وهل توقيت العفو عن علي ناصر وآخرين مرتبط بإجراء الانتخابات ؟ ويبدو من عمليات الحج إلى علي ناصر أنها جزء من محاولات استمالة الرجل كورقة مربحة في معركة الانتخابات القادمة لو أجريت.

ويبدو أن هناك اعترافاً - بصفة غير معلنة- أن علي ناصر لايزال مؤثراً جماهيرياً ومؤثراً سياسياً وأنه مطلوب اليوم ومطلوبة خبرته وحنكته في اليمن أكثر من أي وقت مضى.

ويبدو كذلك أن هناك اعترافاً من بعض الأحزاب أنها تفتقر لجماهيرية الشارع وأن كسب رجل كعلي ناصر محمد لصفها سوف يرجع كفتها سياسياً - جماهيرياً.

ونرى أن رحلات الحج للعديد من قيادات الأحزاب إلى دمشق قد باءت بالفشل لأن تلك الأحزاب تعاملت مع علي ناصر محمد وكأنه (مفتاح الوصول إلى السلطة) لهذا عادت بخفي حنين.

كلهم أرادوا ويريدون أن يكون علي ناصر محمد معهم كي يجلسوا على رؤوس الناس.. وكلهم طلبوا وده ليفوزوا بثقة ومقاعد ومكانة ويقبضوا على السلطة لكنهم كلهم عجزوا عن معرفة أين تقع اهتمامات الرجل في وطن يئن مواطنوه.. أرادوا أن يكون الرجل معهم كي يفوزوا من خلاله بالسلطة والمواطن يريد من الرجل أن يكون معه ومع الوطن كي يكسب الوحدة.

وأغلب الظن أن علي ناصر محمد قال بملء صمته أنا مع المواطن باعتباره مستقلاً الآن.. والنتيجة ستكون أن الوطن كسب ومواطنيه فازوا وخسرت وحدها الأحزاب الباحثة عن السلطة والعائشة من أجلها.

- أخيراً.. قلنا ما قلناه والله من وراء القصد.

- ملاحظة- موقف علي ناصر محمد الآنف الذكر لخبط أوراق عدد من الشخصيات السياسية وتحركاتها والجميع يسأل أين سيرشح علي ناصر نفسه كي تهرب إلى أبعد مكان من دائرته؟

لذا أخشى أن تتأخر الانتخابات بانتظار معرفة موقف علي ناصر وأين سيرشح نفسه؟ ومع من؟

نشرت في باب (هامش حر) من عدد «الأيام» رقم 87 بتاريخ 15/7/1992م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى