الحكم المحلي ..الوهم

> عبدالرحمن خبارة:

>
عبدالرحمن خبارة
عبدالرحمن خبارة
كثير من حكامنا العرب مثاليون.. وأقصد بكلمة مثالي ليس المعنى الأخلاقي وإنما معناها الفلسفي وكأنهم على يقين بأن لا شيء يتغير ويتحول وكما حكموا بالأمس فلا يزالون يعتقدون بأن الطرائق والسبل التي أوصلتهم إلى الحكم لازالت صالحة ويمكن استخدامها ..منطلقين من مفهوم مثالي آخر بأن التاريخ يكرر نفسه.

< رغم أن المدة لا تزيد على ثمانية أشهر من انتخابات رئيس الجمهورية وكذا المجالس المحلية إلا أنه حتى الساعة ليس هناك مؤشرات لتغيير يذكر لنظام وقوانين ولوائح المجالس المحلية ولا لمزيد من الصلاحيات لهذه المجالس، حيث إن مهماتها وصلاحياتها حالياً ليست إلا شكلية فلا حول لها ولا قوة وسيبقى المركز أو المركزية هي الأساس.

< وتأكيدنا على ذلك وعلى عدم وجود نوايا صادقة لمشاركة الناس في صنع القرار هو ما جاء من قرار جماعي في المؤتمر السابع للمؤتمر الشعبي العام الذي انعقد في عدن في شهر ديسمبر الماضي، فقد صوت الجميع في البدء على انتخاب المحافظين وكذا مدراء المديريات .. غير أنه اتخذ بعد ذلك وبالإجماع أيضاً تأجيل انتخاب المحافظين .

< واضح أن الحزب الحاكم لا يتعلم من الماضي، ناهيك عن الحاضر فهناك إصرار على احتفاظ المركز بالمال العام وبالوظيفة العامة، منطلقين من مصالح نفعية وذاتية وتبقى المحافظات تعيش بالفتات الذي يحق لها جمعه وهو لا يكفي حتى لنظافة مدن العواصم.

< هناك الكثير من الضرائب بدون قانون ومنها ما يقتطع من رسوم خدمات كالكهرباء والمياه والهاتف وغيرها من مختلف الرسوم وهي كلها تذهب إلى الخزينة العامة ولا يعود إلا النزر القليل من هذه «الجباية» للمجالس المحلية.

< النظم الشمولية كما يقول جان بول سارتر قبيحة، فهي لا تعترف بشعوبها، إنهم مجرد عبيد وغجر ورعايا، من هنا لا أهمية في نظر هذه الحكومات المشاركة في صنع القرار، بل إنها تسخر من دعوات الإصلاح وما يجري في عالمنا من عواصف التغيير.

< إن دعوتنا لقوى المعارضة ولمنظمات المجتمع المدني ولمختلف الشرائح الاجتماعية وضع حد لهذه السياسات الظالمة -وهي سياسات إقطاعية- ومن سخرية الأقدار في اليمن أن ينتخب رئيس الجمهورية مباشرة كما ينتخب أعضاء مجلس النواب ويتم حجب انتخاب المحافظين ومدراء المديريات.

< وفي حالة إصرار السلطة على عدم ممارسة أبسط أشكال الديمقراطية -التي تتغنى بها يومياً- فالضرورة تقتضي طرح بدائل لوقف هذه المركزية الطاغية ويمكن طرح المقاطعة من ضمن هذه البدائل !!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى