> تغادر الأيام من بيننا وتنسل الشهور من حولنا، وتتساقط السنون من على بنيان أعمارنا، والشيب قد بدأ يغزو شبابنا، بينما التجاعيد أخذت تعبث بأجسادنا وتهاجم وجوهنا، الظروف في الجانب الآخر قد فرضت حصارها المحكم على مدينة الطموح وأمام أحلامنا وقف شبح الفساد مكشراً عن أنيابه، وذئاب الحقد والحسد تتمترس لنا في وسط الطريق ترشقنا بنظرات حادة ووحشية وتحاول بعبث الانقضاض على أحلامنا الوردية وتخدش بمخالبها المسمومة أجساد أمانينا الطرية وتغرز انيابها الصدئة فيها.

ولكن ورغم كل هذا وذاك سنظل يحدونا الأمل من كل اتجاه لا نعرف طريق اليأس ..ولن نخضع لجبروت الظروف وقوة الفساد (ومن يعرف باب الأمل لا يعرف كلمة مستحيل).

سنظل ماشين بثبات وصمود على درب الحياة، نعترف بالخطأ ونشجع الصواب، ننتقد بأسلوب هادف وبناء ونقول الحقيقة بصدق وشجاعة وإخلاص ومن دون أن نخشى في الله لومة لائم، نكسر قيود الواقع بمعاول الصبر والتحدي، ونحطم قوالب اليأس والاحباط باسلحة التفاؤل والامل، وننزع انياب الفساد بكماشات الارادة والاصرار المستمر.. متوكلين في كل ذلك على الله عز وجل، مع الاخذ بالاسباب والجد والاخلاص في العمل، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.