مع الأيــام.. كلمة حق .. «الأيام» وكتابها في الصدارة

> عمر محمد بن حليس:

>
عمر محمد بن حليس
عمر محمد بن حليس
إن الحقيقة المتفق عليها هي أن من يدخل عالم الكتابة الصحفية فقد اختار لنفسه وبمحض إرادته الدخول في معترك مهنة المتاعب، التي ينطلق العمل فيها من مقولة (إرضاء الناس غاية لا تدرك) نظراً لاختلاف المستويات وتنوعها والفوارق في المصالح والمنافع.

وحينما أقول هذا الكلام الذي أنا مقتنع به، لا أقوله جزافاً ولا مبالغة، لأن ما ينشر من مقالات وكتابات بما تحمله من آراء وتعبر عنه من أفكار وتبديه من نقد لبعض المظاهر والسلوكيات والأخطاء، وإبراز بعض من معاناة الناس وملامسة همومهم في مضمار حياتهم المعيشية .. نجد أنه يمكن تقسيم القراء إلى ثلاثة:

الأول: المحايد.. القارئ الذي يقرأ لمجرد إرواء ظمئه وإشباع رغبته، لكنه لا يخفي أحياناً مشاعر الإعجاب بموضوعية ما يكتب.

الثاني: المعجب والمؤيد.. الذي يرى أن ما ينشر يعبر عما يجيش به صدره وتفيض به مشاعره فنراه يقتدي بهذا الكاتب وتلك الصحيفة.

الثالث: الرافض أو المعترض.. الذي يرى أن ما يكتب موجه إلى شخصه ويحاول المساس بمصالحه وأنه الهدف مما يكتب وينشر.

هذا فيما يتعلق بتصنيف القراء ورأيهم فيما ينشر من مقالات وكتابات. وفي المقابل فإنه ينطبق من وجهة نظري أيضاً على الصحف التي تنشر تلك الكتابات والمقالات، حيث نجد أن لكل صحيفة صحيفة مضادة أو معارضة.

وكل ذلك طبعاً نلمسه في الوقت الذي نشعر فيه بأن (المساحة) أو (حيزها) يتسع لممارسة الديمقراطية بشكل تعدد الرأي وتنوعه والاختلاف في وجهات النظر، وفي الوقت الذي نرى فيه الأكشاك والمكتبات وجنبات الأرصفة تكتظ بأنواع مختلفة من الإصدارات اليومية والأسبوعية.. الخ، فإننا في الوقت ذاته نقرأ مواضيع ومقالات لكتاب في صحف هدفها الأول والأخير التبجيل والمديح وتقبيح الجميل وتجميل القبيح وكيل الاتهامات والنعوت والأوصاف وتوزيع صكوك الوطنية من لدنهم على من يخالفهم الرأي.

وفي الوقت ذاته نجد في المقابل من يقف على الضفة الأخرى يكتب لمجرد المماحكات وتبادل الاتهامات لأغراض في النفوس.

لكننا أيضاً نجد على النقيض كتاباً في صحف لا بين هؤلاء ولا مع أولئك.. همهم قول الحقيقة واقعية دونما إضافات ولا خدش من خلال النقد الصادق الصريح الخالي من القذف والتجريح.

لأنهم ببساطة يرون وبقناعة فقط بواسطة النقد الصادق الصريح وبتبيان الحقيقة بالحجة الدامغة ستستقيم الاعوجاجات وتصلح الاختلالات وتردم الفجوات، مستندين في كتاباتهم إلى جملة من الحقائق الرقمية والوقائع الحقيقية الخالية من الشطح والخيال.

لذلك نجدهم هكذا لأنهم يؤمنون بأن الوطن عنوان بقائهم ومصدر استمرار قوتهم.. الوطن الخالي من كل رواسب وعقد الماضي والحاضر المفروض.. الوطن الذي يتعايش ويتساوى فيه كل أبنائه.. الوطن الخالي من التعالي والكبرياء والغرور والغطرسة ومصادرة حقوق الآخرين وتهميشهم.

هكذا نجدهم لأنهم اتخذوا من أقلامهم سلاح المواجهة لإحقاق الحق دون خوف ولا وجل.

وهذا ما لمسته وبكل تأكيد لمسه غيري من عامة الناس في صحيفة «الأيام» وكتابها على مدى الخمسة عشر عاماً على إعادة إصدارها، وعلى وجه التحديد في السنوات الثلاث الأخيرة، التي استطاعت من خلالها هذه الصحيفة أن تخطو هذه الخطوات التصاعدية في رحلة الحرف المضني.

وكل ذلك بكل تأكيد ما كان له أن يكون لولا جهود القائمين عليها (آل باشراحيل) يقف معهم وبجانبهم كل الأقلام.. الأعلام التي تنور صفحات هذه الصحيفة الجريئة الواقعية التي تعري بعضاً من الصور السوداء لما يحدث في واقع اليوم، غير مكترثين لما يقوله عنهم صحفيو وكتاب بعض الصحف المأجورة.

لذلك نجد «الأيام» وكتابها في صدارة اهتمام عامة الناس بمختلف الأعمار والمستويات والانتماءات.

وضوء الشمس لا يمكن أن يحجبه الغربال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى