شاور ومعجم والكمبعان!

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
بمناسبة حلول ذكرى الاحتلال البريطاني لعدن منذ أيام قليلة في 19 يناير 2006م تكون قد اكتملت 167 سنة على هذا التاريخ الأخير إلى الآن.. وهي مناسبة تدفع سنوياً الصحف ووسائل الإعلام إلى تكثيف المقابلات والحوارات مع العديد من المناضلين وأدعياء النضال والشخصيات السياسية والاجتماعية الشهداء والشهود على العصر لتوثيق أقوالهم من باب تسليك الحال وتجزيع المناسبة.. ومن بين الأقوال والشهادات التي لفتت نظري واسترعت انتباهي تلك التي أدلى بها المناضل المخضرم الأخ عبده عوض شاكر واسمه التنظيمي أو الحركي أو الكودي هو بين قوسين (خور بنجاله) وقد قال كلامه على كيفه وعلى راحته وعلى أقل من مهله.. ولأن للحقيقة أكثر من وجه، فليس أمامنا إلاً أن نصدقه أو نسمع كلامه بأذن ونخرجه من الأذن الأخرى.

ومن بين وسائل الإعلام المختلفة والصحف التي تحدث إليها الأخ (خور بنجاله) قدمته جريدة «الاستقلال الناجز» على انه أقدم المناضلين في الساحة وأكبرهم سناً، فهو يبلغ الآن 190 عاماً (نعم مئة وتسعين عاماً) من عمره المديد، فقد ولد في سنة 1811 ميلادية بمديرية عصيفرة بنت السركال.. وبلغ سن الثامنة والعشرين في صبيحة يوم الاحتلال البريطاني لعدن وشارك مع طليعة من شاركوا في الدفاع ضد الغزو ومحاولة صد الاحتلال، وهزم مع من هزموا لكنه واصل النضال لمقارعة قوات الاستعمار الأجنبي وخاض مقاومة باسلة ضد الوجود الاستعماري طوال 125 عاماً، أما الاربعة أعوام الباقية فبانجيء على ذكرها بعدين.. ولعب دوراً مشهوداً في الثورة التي أطاحت بالنظام الإمامي وأقامت الجمهورية في الشمال وبعدين رجع في الاربع سنين اللي قلنا عليها ليخوض الكفاح المسلح لطرد الاستعمار من الجنوب إلى أن تحقق الاستقلال وأقيمت لنا جمهورية ثانية في الجنوب.. يعني أيش؟ زيما تقولوا كذا أستوت معانا جمهوريتين، وذي حاجة مش بطالة وقتها، لكنها في نفس الوقت كانت حوشة.. حوشة كبيرة انكان تشتوا الصدق.

المهم أنه الأخ (خور بنجاله) ساهم في تثبيت النظام الجمهوري في الشمال وبعدين ساهم في اقامة الجمهورية في الجنوب.. وحسب كلامه انه في ذيك الأيام ماحد كان يفكر تفكير جاد في إقامة وحدة بين الجمهوريتين ولا بين جدتي وخالتي بطلوا الكذب والمزايدة علينا وما حاجة للكلام الفارغ لانه عيب ومش تمام.. لكن عندما اتفركشت جمهورية الجنوب بعد أحداث 13 يناير وطلعت طيسي فيسي، هنا كان لازم الواحد يراجع عقله ويشوف خراجه خاصة وانه الاتحاد السوفيتي كان على وشك الانهيار.. لهذا - يقول الأخ بنجاله - سوّينا الوحدة علشان الواحد مايخرجش من الماء وهو غبان (أي عطشان) .

وتسأله الجريدة بصراحة قائلة:

- يعني أنه المسألة كانت انتهازية والسلام؟

فيجيب بصراحة أكثر قائلاً:

- مش انتهازية وبس.. بل وحتمية أيضاً.. والإنسان زيما له.. أيضاً عليه.. فالواحد لازم يمشي حاله.. وماحد يقول أف من إبطه على رأي المثل!

- وهل بنفس هذا المنطق انتقلتم من موقعكم (المرموق) في الحزب الذي كان يحكم الجنوب إلى موقعكم (المشموق) في الحزب الذي يحكم دولة الوحدة؟

- وليش لأ؟ الواحد لازم يشوف خراجه!

- لكن الوقائع، أو ظواهر الأمور على الأقل، تسجل لكم موقفاً بارزاً ومشهوداً في الدفاع عن الوحدة وحمايتها من محاولات الردة والانفصال.. فهل هذا الموقف نابع من ايمانكم العميق بالوحدة؟

- والله شوف با أقول لك.. هذا الكلام انته تقوله على كيفك وزيما يعجبك.. الوحدة والردة والانفصال وغيرها من الخبابير.. هذا شغلكم أنتم يا أصحاب الصحافة والقراية والكتابة.. أما فيما يخصني أنا ويهمني ويشغل بالي فبا أختصر لك الطريق والكلام في عبارة واحدة وحيدة تأتي في أول أولوياتي وعلى رأس أهم اهتماماتي وهي: «أنا ياحبيبي ونور عيني يا الله نفسي! هذا عندي هو قطف الكلام وخلاصة القول.. وانته فسره على كيفك، وزيما يعجبك!».

وبعده نستمع إلى شهادة الأخ حسين أحمد النعج المشهور بحسين اللحجي الذي يقول: «يا حبيبي نحنا مش نعرف طلعات ونزلات كما اصحاب الكمبعان ذولا».. وهنا استوقفناه لنسأله عن معنى الكمبعان هذا؟ فأوضح مشكوراً بقوله ان قصة الكمبعان هذا قصة وهو عبارة عن صندوق أو سحارة كبيرة كانت مع جدي واحدة مثلها يحفظ فيها الوثائق والفلوس ويوم تفتحها يطلع منها صوت يقول طن طن طن كما المزيكة.. ولا سمعت الصوت تعلم انه يوقع خريط للكمبعان.. قاطعناه بالسؤال عن ماهية خريط الكمبعان هذا فقال ان الخريط معناه اختلاس الزلط الموجود بداخل الكمبعان.. واذا حدث مثل هذا العمل فإن السلطان يحول الجناة إلى الحبس حيث يسلّمان هناك للسجانين الشهيرين في السلطنة وهما شاور ومعجم جلادي السلطان مش كما ذلحين يسرقون البنوك وبدل ما يدخلوا الحبس يترقوا في المناصب!

تدخل المهندس يوسف محمود صديق حسين وهو من أبناء بر الصومال والمولود في عدن فقال: إلا صحيح.. واخريطوا واكمبعانوا لازم عقاب مش ترقية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى