أيــام الأيــام..أن تشتم الأنبياء مباح.. أما الزعامات فالويل لك

> نادرة عبدالقدوس:

>
نادرة عبدالقدوس
نادرة عبدالقدوس
أي بلاء تعيشه أمتنا اليوم؟ وأي محنة وأزمة تعيشهما الشعوب العربية والإسلامية في زماننا هذا الذي تضج فيه السجون والمعتقلات في معظم البلدان العربية خاصة والإسلامية عامة بالمتهمين بمختلف القضايا السياسية؟ لا لشيء سوى أن هؤلاء خرجوا عن الخط السياسي لأنظمتهم السياسية فأصبحوا الموتورين والإرهابيين والمناكفين والعملاء لأطرافٍ الله يعلم بها وأجهزة الأنظمة العربية والإسلامية فقط!

معظم الأنظمة العربية والإسلامية لا تسامح من يشاغب زعماءها بل تمنع قوانينها ودساتيرها الاقتراب من الخطوط الحمراء لهذه الزعامات وكأنها منزّلة من السماء (أستغفر الله العظيم) لذا فالويل لو أحد ما انتقد هذا أو ذاك من الزعماء الأجلاء أو حتى، بأدب، قدم مقترحاً لتحسين الأداء السياسي لهذا الزعيم أو ذاك.. إذ تنطلق حينها الخفافيش ليصبح الصبح من تجرأ ليجد نفسه في غياهب السجون ودون أية محاكمات - هذا في أحسن الأحوال - أو ليجده ذووه جثة هامدة في أي زقاق أو شارع في ألعن الأحوال، أو مختطفا من قبل أفراد مجهولين يشبعونه ضرباً ويرمونه على قارعة الطريق لا هو بالميت ولا بالحي!! والشواهد كثيرة.. أما البعض من المشاغبين فيكتفي زبانية الأنظمة المبجلة والمدافعون عن الوطن والإنسان والحماة لحقوقه بقطع أرزاقهم بأي شكل من الأشكال، وبصبغة قانونية، أو بتهميش طاقاتهم العملية والإبداعية في وظائفهم الحكومية إلى أن يصابوا بالإحباط والاكتئاب ومن ثم يواريهم الثرى، ومنهم من يستبعد من العمل ويستلم مرتبه الشهري وهو قابع في بيته.

تأليه الزعامات العربية أضحى واقعاً مفروضاً على الأمة العربية ومن يعترض على هذا الأمر يعد خائنا وخارجاً على الدين والسنة النبوية، في الوقت الذي يحدثنا التاريخ الإسلامي عن مواقف عدد من الزعامات الإسلامية التي وضعت نفسها في ذات مستوى الرعية فـ «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى».. بل إن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كان دائماً يقول «ما أنا إلا بشر منكم أنما يوحى إلي» وكان يحمل الحجر وهو يشارك المسلمين في بناء مسجد دولة الإسلام التي أرسى مداميكها في يثرب (المدينة المنورة) وكان قريباً من الناس ويمشي بينهم دون خوف من اغتيال أو أي فعل عدواني. هذا هو نبينا ورسولنا الحبيب الذي اصطفاه المولى، فما بالكم بأناس وصلوا إلى سدة الحكم بالطرق الديمقراطية، كما يزعمون، وعن طريق صناديق الانتخاب أو الاستفتاء أو ما شابه ذلك.. أي أن الجماهير هي التي جاءت بهؤلاء لتحكمها فأصبحت تتحكم فيها وتثقل على كاهلها.. ناهيك عن الزعامات التي فرضت على بعض الشعوب فرضا.. أي لم تشارك هذه الشعوب في اختيارها ولا يجوز لها ذلك!!

رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لم يبرأ من تهم وادعاءات باطلة من قبل البعض من الذين ينتمون إلى الإسلام وهي ترديدات للادعاءات والأكاذيب التي تبثها المصادر الصهيونية والماسونية المعادية للإسلام والقيم الإسلامية.. ولعل هذا البعض هو ذاته الذي يقف معارضاً للأنظمة السياسية في بلاده لكن لا يحاسب ولا يعاقب إلا على فعلته الثانية لأنها من المحرمات في عُرف هذه الأنظمة وزعاماتها.. فهل بعد هذا ننتظر أي رد فعل من قبل أي زعيم أمة عربية ومسلمة على ما قامت به جريدة دنماركية قبل أشهر قلائل حين نشرت إعلاناً عن فتح باب المسابقة لأجمل كاريكاتير للنبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه وقد أرسل أكثر من 300 شخص رسومات كايكاتيرية مختلفة تصور نبينا المصطفى في أوضاع مزرية نجح منها 12 رسماً كاريكاتيرياً صورت الرسول يلبس عمامة ويحمل فيها عددا من القنابل والمتفجرات واستلم أصحاب هذه الـرسـومـات مبالغ كبيرة كجائزة لإبداعهم!!

وكانت الجالية المسلمة في الدنمارك احتجت على هذا الفعل الخارج عن الأخلاق كافة وطالبت الحكومة بمنع هذا العمل الإجرامي المسيء للرسول الكريم والمهين للمسلمين إلا أن الحكومة لـم تـصغ لـها ولم تردع الجريدة !! لذا طالبت الجالية المسلمة هناك المسلمين كافة في أرجاء العالم بمقاطعة المنتجات الدنماركية من الألبان ومشتقاته كرد فعل سلمي تجاه المعتدي، وهو أضعف الإيمان .

والسؤال هنا: أين زعماء الأمة الإسلامية والعربية؟ وما موقفهم مما يحاك لأمة الإسلام؟ أم مصلحتهم فوق كل اعتبار؟ أم سيكون الرد هزيلاً كرد شيخ الأزهر الطنطاوي.. والله المستعان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى