مع الأيــام..معذرة أبا الزهراء

> محمد سالم قطن:

>
محمد سالم قطن
محمد سالم قطن
السلام عليك يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، يا من بعثه الله رحمة للعالمين . معذرة إليك ترفعها الأمة التي تدعى أنها أمّتك وقد تداعت عليها الأمم في آخر الزمان، فأضحت تعيش زمنا رخوا، ضاعت فيه كرامتها، وتفرقت فيه قبائلها. فلم تعد تأمر فيه بالمعروف وامتنعت عن النهي عن المنكر. أكتب إليك يا حبيبي ونور عيني وسراج بصيرتي، على هذه الصفحة من صحيفتنا «الأيام» اليمانية بمداد من الدموع، هتن رقراق، لا يكاد يكف.

ها هي الأخبار تأتي بتطاول الأقزام على ذاتك الكريمة ومقامك السامي، إنهم هم أولئك الضالون المغضوب عليهم الذين تطاولوا من قبل على عيسى ابن مريم المسيح رسول الله وأمّه الصديقة العذراء البتول. تطاولوا على كل ما هو مقدس تحت دعاوى الفن والحداثة والحرية. وأشاعوا الرذيلة وعبدوا الذهب ومارسوا الشذوذ في أحط أشكاله. نافسوا الشيطان في مملكته الجهنمية، وفتحوا للفساد والإفساد أبواباً لم يجرؤ إبليس الرجيم على الاقتراب منها.

بالأمس، والجموع الغفيرة تتظاهر من أقصى المغرب إلى أدنى المشرق احتجاجاً ضد النسخة العصرية من حمالة الحطب وضد الطبعة الأوروبية من أبي جهل، تذكرت المثل العربي القديم: رب ضارة نافعة.

فلربما تصحو الأمة من رقدتها وتنهض شعوبنا من كبوتها. ولنبدأ أولاً بمقاطعة بضائع السفهاء، فسلاح المقاطعة سلاح يخشاه عبيد المال، وقد جربه المهاتما غاندي (على ضعفه ورقة حاله) في الهند ضد المستعمرين فنجح نجاحاً باهراً. المهم أن تكون مقاطعة جادة ونحتسب أجرها عند الله وحده، فقد تجوع الحرّة ولا تأكل بثدييها.

رب ضارة نافعة، مرة أخرى، فقد يهيئ الله الأسباب لينبلج الفجر ويأتي أولئك القادمون ليوم جديد من أيام الله. أولئك الذين اشتاق لرؤيتهم أبو السبطين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: أولئك الأقلون عدداً والأعظم عند الله قدراً، أولئك الذين استلانوا ما استعوره المترفون، وأنِسوا بما استوحش منه الجاهلون، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى. آه آه شوقاً إلى رؤيتهم...

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى