على طريق افتتاح مشروع طريق سيحوت - نشطون

> «الأيام» علي عمر عبدالرزاق:

> مع مطلع العام الجاري 2006م تجري الاستعدادات النهائية لافتتاح مشروع طريق سيحوت - نشطون البالغ طوله 168 كيلومترا وبكلفة تقدر (11.211.280.045 ريال) وقد تم تنفيذه من قبل ائتلاف شركات (هوك- ماكيمسان- يارتاز) العالمية وقد بدئ العمل بتنفيذ المشروع في أغسطس من عام 2002 م وكان من المزمع افتتاحه في شهر يناير الجاري من قبل فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله وذلك أثناء زيارته الأخيرة إلى محافظة حضرموت قبيل مغادرته إلى ألمانيا، وقد استكمل كافة الترتيبات اللازمة من أجل الافتتاح.

بالعودة إلى قصة تاريخ هذا المشروع الذي كان في يوم من الأيام حلماً فقط أصبح اليوم حقيقة على الواقع، حيث بدأت أول دراسة لجدواه الاقتصادية التي تم إعدادها من قبل شركة لبنانية حينها في عدن تسمى (شاعر ومشاركوه) وقد تم إنجاز هذه الدراسة في عام 1986م أي قبل قيام دولة الوحدة ولم يتم تنفيذ الطريق رغم المدة الزمنية الطويلة بسبب عدم وجود التمويل اللازم، وظل هذا المشروع - الذي يعتبر من أهم وأقدم المشاريع التنموية - متعثراً ومعلقاً، وبعد قيام دولة الوحدة عام 1990 بدأ التفكير من قبل الجهات المختصة في وزارة التخطيط والتعاون الدولي بإدراجه ضمن الخطة الخمسية الاولى (1996م - 2000م) حيث تم إعادة تحديث دراسة جدواه الاقتصادية حسب طلب الممولين وقد نشرت حينها صحيفة «الثورة»، وبالذات في فترة ما بعد النصف الثاني من عام 2001م، إعلان مناقصة لتأهيل المقاولين لتنفيذ المشروع وذلك عندما تحصلت الجمهورية اليمنية على قرض من الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي للمساهمة في تمويل المشروع، ويعتبر هذا المشروع كما نوهنا به في وقت سابق وفي موضوع تم نشره في صحيفة «الثورة» في العدد رقم (13529) في تاريخ 26/11/2001م بعنوان (مشروع طريق سيحوت- نشطون م/ المهرة أين محله من الإعراب) حيث ظل هذا المشروع مدة طويلة في طي النسيان رغم أهمية الطرقات التي تمثل شريان الحياة ومن أهم المرتكزات للحراك الاجتماعي والاقتصادي كونه يربط محافظة حضرموت عبر مدنها الساحلية بمحافظة المهرة وكذا تسهيل انتقال المواطنين وحركة التسويق التجاري ونقل إنتاج الصيادين على امتداد الشريط الساحلي لمحافظة المهرة.

ويمثل هذا المشروع آخر حلقات الربط الاسفلتية في الطرق الدولية وبإنجازه تكون حركة النقل والسفر من المهرة إلى الدول العربية الشقيقة ميسرة وسهلة، ومن امتيازات هذا الطريق أنه يتكون من أربعة أنفاق اخترقت سلسلة جبال فرتك العصية وساهمت هذه الأنفاق في اختصار الطريق بأكثر من 60 كيلو مترا بعد أن كان المواطن يستغرق أكثر من أربع إلى خمس ساعات متواصلة يلف ويدور في هذه السلاسل الجبلية ، وتبلغ أطوال هذه الانفاق كالتالي: النفق الأول بطول 1519 مترا والثاني بطول 360 مترا والثالث بطول 365 مترا والرابع بطول 1015 مترا أي أن إجمالي أطوال الانفاق تبلغ 3259 مترا ومما لا شك فيه أن إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي والحيوي قد تم تنفيذه بمواصفات دولية حيث كان الاشراف الفني على تنفيذ العمل من قبل شركة دولية متخصصة.

والحق يقال بأن هذا المشروع سينقل محافظة المهرة التي كانت في يوم من الأيام تعيش في عزلة، وسوف تصبح اليوم تحتضن هذا الطريق الدولي المميز وسينقلها من الواقع المتخلف الذي عاشته في السنوات المنصرمة إلى واقع أكثر تطورا ونماء وسوف تعكس نتائجه الأيام القادمة بعون الله تعالى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى