(حنان).. كلنا في انتظار عودتك

> عبد الهادي ناجي علي:

>
الطفلة حنان
الطفلة حنان
يدور في تعز هذه الأيام كلام كثير عن ظاهرة غريبة ودخيلة على المجتمع اليمني وهى ظاهرة اختفاء واختطاف الأطفال، فالناس يقولون حكايات عن اتساع الظاهرة وانتشارها بصورة تحولت إلى حكاية أشبه بحكايات زمان التي ترعب من يسمعها وتتركه في خوف دائم يتذكرها ويسترجعها في كل وقت وحين .

وتتصدر الطفلة حنان ذات الست سنوات حديث المجالس العامة والمقاهي والشوارع بل تكاد تكون حنان أشهر من نار علم من كثرة انتشار صورها في كثير من المدن عامة وفي تعز خاصة ولكنها شهرة خلفت وراءها أوجاعاً وآلاماً لأسرة تعيش في حالة سيئة لغياب فلذة كبدها من أمام منزلها بسبب حماقة لم يتم القبض على منفذها حتى اللحظة .

أسرة حنان متسلحة بالصبر والإيمان وهما أقوى سلاح في مواجهة الشدائد فأملهم بالله كبير في أن يوفق الخيرين ورجال الأمن والمباحث الجنائية والمجتمع لإعادة حنان إلى أحضان أسرتها سالمة دون أن يمسها سوء إن شاء الله .

حنان وغيرها من أطفال يمن الإيمان صاروا صيداً لمن باعوا أنفسهم للشيطان وباعوا ضمائرهم مقابل فتات من المال، وتناسوا أنهم بذلك يؤذون قلوباً وأفئدة لغياب فلذاتها .

إن خبر اختطاف حنان في وضح النهار ومن أمام منزلها لم يمر مروراً عادىاً فقد تحول الخبر إلى شبح يطارد كل أب وأم خوفاً على أبنائهم وبناتهم الذين يقضون معظم أوقاتهم في الشوارع يلعبون ويلهون بأمان الرحمن ، فالخوف صار عنوان الجميع كلما تحرك طفل إلى خارج الباب أو أرسل لشراء حاجة ما بل إن كثيراً من الأسر اليوم في تعز لم تعد تأمن على أطفالها من الذهاب إلى المدارس بمفردهم، وانعكس الموضوع على التعامل العام في الشارع مع أي طفل يحتاج إلى مساعدة كعبور طريق مثلاً، حيث بات الناس يحجمون عن تقديم المساعدة خوفاً من ظن الناس بمن يساعد طفلاً على أنه يريد اختطافه أو سرقته .

الكل ينتظر عودة حنان بفارغ الصبر، ومن خلال هذا الموضوع نناشد خاطفيها إن كانوا كثراً أو قليلين أو فرداً أن يعيدوا الحياة إلى قلوب فجعت وجرحت ، ونقول لهم ليضع كل واحد منكم نفسه مكان أسرة حنان وليتصور كل واحد منكم أن ابنته قد اختطفت فماذا سيصنع ؟

يتردد أن هناك عدداً من الأطفال لم يعد لم أثر في منازلهم ومساكنهم بسبب الاختفاء المفاجئ ولكن لا توجد معلومات دقيقة من مصادر رسمية عن البلاغات ولم نتلق أى اتصال من ولي أمر يؤكد لنا اختفاء طفله أو طفلته.

اختفاء حنان ودخوله الأسبوع الثالث دون العثور عليها أمر يجعل الجهات الأمنية في موقف محرج أمام الرأي العام والمنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان والطفل ، والمطلوب تكثيف حملات التفتيش في المنافذ البرية والبحرية والمطارات فربما يحاول خاطفوها تهريبها. الظاهرة تحتاج إلى تحرك محلي كبير وإلى جهود مشتركة بين الأجهزة الأمنية والمواطنين الذين هم مرآة كل شيء في الميدان .

حنان، كلنا ننتظر عودتك وليس أسرتك فحسب فأنت نموذج للبراءة التي يتمتع بها الملايين من أطفال الوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى