وزارة الداخلية الإيطالية تملك جنات على الأرض

> روما «الأيام» فيليب بوليلا :

> كلما احتاج وزير الداخلية الإيطالي جوسيبي بيزانو إلى فترة راحة من عمله النشط على حماية حدود البلاد ومكافحة الإرهاب يمكنه اللجوء إلى كبار الفنانين مثل كارافاجيو أو جيوتو للترويح عن نفسه,لكن بيزانو ليس مجرد شخص آخر من محبي الفنون.

فنتيجة لسلسلة من المنعطفات الكبيرة في التاريخ الإيطالي أصبحت وزارته - وليس الفاتيكان أو الكنيسة الكاثوليكية- تملك نحو 700 من أشهر الكنائس والكاتدرائيات والأديرة وجميع المقتنيات الفنية الموجودة بداخلها.

وقال بيزانو الذي بدأ حملة لتوعية الإيطاليين بدور الوزارة "على الرغم من أن وظيفتي هي حماية أمن إيطاليا أجد من الممتع بالقدر نفسه أن أتمكن من حماية ميراثنا الفني الهائل والترويج له."

ويهتم الرهبان والقساوسة والراهبات الذي يقيمون في هذه المباني بغذاء الروح والإيمان لكن إدارة خاصة تابعة للوزارة تهتم بالأمور الدنيوية مثل السباكة والدهانات وترميم الأعمال الفنية.

فكنيسة سانتا كروسي في فلورنسا وكنيسة سانتا تشيارا في نابولي على سبيل المثال مملوكتان لصندوق رعاية أماكن العبادة التابع لوزارة الداخلية.

وعندما تم توحيد إيطاليا بين عامي 1860 و1870 فقدت البابوية مساحة كبيرة من الأراضي كانت تعرف بولايات البابا.

وهي تمتد من شاطيء البحر المتوسط بالقرب من روما باتجاه الشمال الشرقي إلى ساحل البحر الادرياتيكي وهي مساحة تضم حاليا خمسة من 20 اقليما إيطاليا حديثا.

وفي العقد التالي لعام 1860 قلصت الأراضي البابوية من نحو خمس اراضي شبه الجزيرة الإيطالية لتقتصر على مدينة الفاتيكان.

وفي المناخ المشحون بشدة المناهض لرجال الدين في القرن التاسع عشر أعلن البابا نفسه "سجين الفاتيكان" ورفض الاعتراف بالدولة الجديدة.

وأصدرت الحكومة الليبرالية للمملكة الإيطالية الجديدة عددا من القوانين ضد ما اعتبرته "تدميرا للمحور الكنسي".

وقمعت النظم الدينية وصادرت سلطات الدولة الوليدة العديد من الممتلكات وفتحتها أمام الشعب للعبادة.

ولم يكن الكثير من الإيطاليين يعلمون في ذلك الوقت وربما أقل منهم يعلمون الآن أن الشيء الوحيد الذي تغير هو هيكل الملكية.

وهي ليست أي ملكية.. فواحدة من نحو 15 عقارا تملكه وزارة الداخلية في روما هو كنيسة سانتا ماريا دل بوبلو التي تضم قطعتين من أشهر أعمال كارافاجيو هما (صلب القديس بطرس) و(تحول القديس بولس).

وتضم كنيسة سانت كروسي في فلورنسا أعمال جيوتو وتضم كنيسة سانت اجناتيوس في روما تمثالا لملاك نحته برنيني.

وإلى جانب الكنائس يملك الصندوق كذلك عددا من الأديرة المهمة مثل دير في فالومبروسا في توسكاني ومحمية طبيعية ضخمة بالقرب من الحدود مع النمسا,وتضم القائمة الكثير مما يبهر محبي الفنون.

وأموال صيانة العقارات تأتي من عدة مصادر منها إيرادات إيجار نحو عشرة آلاف شقة وغيرها من العقارات "المدنية" التي يملكها الصندوق في مختلف أرجاء إيطاليا.

ومن مصادر الدخل الأخرى نحو مليوني يورو (2.5 مليون دولار) سنويا من خطة ضرائب يسهم بمقتضاها الإيطاليون بنحو 0.8 من ضريبة الدخل على الدين الذي يختارونه.

ويحصل الصندوق كذلك على المال من الاتحاد الأوروبي ومن تبرعات من القطاع الخاص ومن مؤسسات ومن أماكن تعليق الملصقات الإعلانية حول الكنائس التي يجري ترميمها.

ويدير الصندوق من الوزارة فرانشيسكو لا موتا الذي ترقى بين صفوف الشرطة والداخلية.

وقال "هذه على الأجح أكثر الوظائف التي شغلتها في مجال الخدمة المدنية التي تبعث على الرضا." وأضاف "مازلت نوعا ما أعمل فيما يتعلق بالأمن لانني أساعد في حماية ميراثنا الفني وهذا يعطيني منظورا أوسع لرؤية بلادنا."

ويحاول بيزانو ومساعدوه توعية الإيطاليين والزوار بالصندوق,ونظمت الوزارة يوما للاحتفال سيقام يوم 23 فبراير شباط الجاري في العديد من الممتلكات.

وسيشمل قداسات خاصة وحفلات موسيقية وعروضا لمشاهير الفنانين,ومعارض لبعض أشهر الأعمال الفنية المملوكة للصندوق ستقام في روما وفلورنسا وباري في جنوب إيطاليا وكالياري في سردينيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى