> غادر فريق المراقبين الاوروبيين المنتشرين في الخليل بالضفة الغربية امس الاربعاء المدينة بصورة موقتة بعد التظاهرات التي استهدفت مقر بعثتهم استنكارا للرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد التي نشرت في اوروبا.

وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان ستين مراقبا من البعثة الدولية الموقتة في الخليل غادروا المدينة في موكب ضم اثنتي عشرة سيارة متوجهين الى تل ابيب.

وصرحت المتحدثة باسم البعثة الدولية غنهيلد فورسيلف لوكالة فرانس برس ان المراقبين سيبقون حاليا في اسرائيل من دون ان تحدد موعدا لعودتهم الى الخليل.

وقالت "سيجري مسؤولونا تقويما للوضع ويقررون بناء على ذلك"وكانت المتحدثة قالت في وقت سابق ""سننسحب موقتا".

كما اكد رئيس البعثة ارنشتاين اوفركيل للصحافيين ان المراقبين سيعودون عندما تتحسن الاوضاع.

واتخذ هذا القرار بعد ان قام مئات الطلاب برشق مقر المراقبين بالحجارة والزجاجات وحطموا نوافذ المبنى.

وعاد الشبان بعد ان فرقتهم الشرطة الفلسطينية الى مهاجمة المقر وعبروا على احتجاجهم باضرام النار في اطارات سيارات.

وحاول عدد قليل من عناصر الشرطة الفلسطينية كلفوا حراسة الموقع تفريق المتظاهرين باطلاق النار في الهواء لكنهم لم يتمكنوا من ردعهم فاستنجدوا بتعزيزات اجبرت المتظاهرين على الفرار.

واكدت فورسيلف انه لم يصب اي فرد في البعثة باذى، لافتة الى ان المتظاهرين لم يدخلوا المكاتب,وقالت "لقد حطموا عددا كبيرا من النوافذ والسيارات".

وكانت المتحدثة ابلغت وكالة فرانس برس قبل التظاهرة ان احد عشر دنماركيا يعملون في بعثة المراقبين غادروا المدينة الاسبوع الفائت خشية ان يتعرض لهم السكان على خلفية قضية الرسوم الكاريكاتورية.

واوضحت ان البعثة التي تضم اضافة الى الدنماركيين 62 مراقبا من النروج والسويد وايطاليا وسويسرا وتركيا، علقت دورياتها في المدينة منذ اسبوع لدواع امنية.

وشهد مقر بعثة المراقبين الدوليين في الخليل فعلا تظاهرات عدة ضد الرسوم الكاريكاتورية في الايام الاخيرة.

وكانت البعثة الدولية دانت في بيان نشر في اول شباط/فبراير في الصحف الفلسطينية نشر الرسوم الكاريكاتورية في صحف اوروبية، ووجه رئيس البعثة ارنشتاين اوفركيل امس الاول الثلاثاء رسائل اعتراض الى بعض الصحف التي نشرت الرسوم، وفق بيان للبعثة.

وتجدد مهمة البعثة كل ستة اشهر، وهي تنتشر في الخليل بموجب اتفاق اسرائيلي فلسطيني تم التوصل اليه بعدما قتل مستوطن اسرائيلي 29 فلسطينيا كانوا يصلون داخل الحرم الابرهيمي في شباط/فبراير 1994.

وتتولى هذه البعثة المدنية تسجيل والابلاغ عن التجاوزات من جانب المستوطنين او الفلسطينيين، وليس مسموحا لها التدخل مباشرة عند حصول حوادث لانها لا تتمتع بسلطة عسكرية ولا بصلاحيات الشرطة.

وادى نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد في العديد من الصحف الاوروبية الى موجة اعتراض عنيفة في الاراضي الفلسطينية والعالم الاسلامي.(أ.ف.ب)