مسلمون يتهمون الإعلام الغربي بالنفاق بخصوص الرسوم الساخرة

> دبي «الأيام» ميرال فهمي:

>
بنجلاديشيون يهتفون منددين بالإساءة إلى الرسول الكريم في تظاهرة بالعاصمة دكا أمس
بنجلاديشيون يهتفون منددين بالإساءة إلى الرسول الكريم في تظاهرة بالعاصمة دكا أمس
اتهم مسلمون الصحف الغربية التي اتخذت من حرية التعبير مبررا لنشر الصور المسيئة للنبي محمد صلى اله عليه وسلم بالنفاق قائلين ان تلك الصحف نفسها تحرص بشدة على تجنب السخرية من اليهود.

واثارت الرسوم الكاريكاتيرية التي نشرت للمرة الأولى في صحيفة يولاندس بوستن الدنمركية في سبتمبر وأعادت صحف أخرى في أوروبا نشرها فيما بعد غضبا عارما وسط المسلمين.

ويقول بعض رجال الدين والسياسيين إن المسيء بالفعل هو أن الأوروبيين لا يفكرون مليا بخصوص الإساءة إلى الإسلام غير أنهم في الوقت نفسه يعتبرون أي سخرية من اليهودية معاداة للسامية.

وقال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية "ماذا عن حرية التعبير عندما يتعلق الأمر بمعاداة السامية.. إذا فهي ليست حرية تعبير. وبالتالي فهي جريمة." وأضاف "ولكن عندما يهان الإسلام.. فإن قوى معينة... تثير قضية حرية التعبير. يجب أن تكون حرية التعبير بمعيار واحد وليس اثنان أو ثلاثة." واعتبر أن الرسوم الساخرة التي نشرتها الصحيفة الدنمركية تظهر احتقارا اوروبيا للعرب والمسلمين.

وقال عبد اللطيف عربيات العضو البارز بحزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن إن المعايير المزدوجة واضحة وضوح الشمس. وأضاف أن الأوروبيين لا يجرؤون على السخرية من المحرقة أو من رموزهم الدينية المقدسة غير أنهم يسمحون بمهاجمة القيم الإسلامية المقدسة. وقال انهم يكنون عداوة شديدة للاسلام فقط.

وقال رسام الكاريكاتير الذي اثارت رسومه غضب المسلمين أمس ان صحيفة يولاندس بوستن رفضت من قبل نشر رسوم تسخر من المسيح بعدما اعتبرتها مسيئة للغاية.

وقال رجل الدين السعودي البارز الشيخ عبد العزيز القاسم ان مفهوم الحرية المطلقة غير موجود في أي مكان في العالم.

واضاف أن الحرية لا تعطي أي شخص الحق في اهانة الأنبياء أو الدين.

ويعتبر كثير من المسلمين الرسوم الكاريكاتيرية أحدث هجوم فيما يرون أنه حملة غربية ضد دينهم مستشهدين بحظر ارتداء غطاء الرأس في فرنسا والمخاوف الغربية بخصوص فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الشهر الماضي.

وكتب فيصل جلول في صحيفة الخليج "يجب أن نصدق رئيس تحرير صحيفة يولاندس بوستن الدنمركية عندما يقول إن صحيفته لم تكن تتوقع ردود الفعل التي نجمت عن الرسوم الكاريكاتورية الشنيعة ضد الرسول العربي.. بالمقابل يجب ألا نصدق حرفا واحدا من أقواله عندما يؤكد أن حرية التعبير مطلقة في الغرب وأنها تطال كل مقدسات الغرب والشرق." وأضاف "قصارى القول ان فعل نشر الرسوم الدنمركية المسيئة للنبي العربي ليس صادرا عن إيمان بديهي بقداسة التعبير الحر بل عن تصميم متعمد بالإهانة ينم عن اعتقاد بأن العرب والمسلمين عملاق من طين.. وبالتالي يمكن النيل من مقدساتهم." ومنذ ثارت الضجة حول الرسوم الساخرة الشهر الماضي هاجم محتجون مسلمون غاضبون بعثات دبلوماسية دنمركية وسويدية ونرويجية وأحرقوا عددا لا حصر له من أعلام الدنمرك.

غير أن مسلمين كثيرين احتجوا بشكل سلمي حيث عبر بعضهم عن غضبه من خلال مقاطعة البضائع الدنمركية.

وعبر مسلمون معتدلون عن مخاوفهم من أن المتطرفين يسعون لاستغلال الاحتجاجات والجدل حول الحدود الفاصلة بين حرية الاعلام واحترام الأديان.

وادان عدد من رجال الدين المسلمين من بينهم مصريون وسعوديون الهجمات على مقار البعثات الدبلوماسية الغربية.

واستهجن المرجع الشيعي البارز في العراق آية الله علي السيستاني نشر الرسوم الساخرة واعتبرها عملا شائنا غير أنه انتقد ايضا الجماعات المتشددة لتشويهها صورة الإسلام الذي وصفه بأنه دين العدل والمحبة والأخوة.

وحدثت بعض من أسوأ أعمال العنف في كل من إيران وسوريا المتنازعتين مع الغرب.واثنى بعض المسلمين على قيام صحيفة همشهري الواسعة الانتشار في ايران بالاعلان هذا الأسبوع عن بدء مسابقة حول أفضل الرسوم الساخرة من المحرقة. غير أن آخرين اعربوا عن مخاوفهم من أن حملة الاحتجاج التي قاموا بها يتم استغلالها لتحقيق أهداف سياسية.

وقال فادي شلح وهو رجل أعمال لبناني ان من يريد أن يحترم فيجب عليه أن يحترم الآخرين. وأضاف ان احراق السفارات باسم النبي محمد هو أبلغ إهانة. رويترز...شارك في التغطية بول هيوز من طهران وتوم بيري من القاهرة وسليمان خالدي من عمان والين فيشر ايلان من القدس وهيثم حدادين من الكويت وأندرو هاموند من السعودية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى