الدنماركيون يعتبرون رجال الدين مسؤولين رئيسيين عن ازمة رسوم الكاريكاتور

> كوبنهاغن «الأيام» سليم علاقي :

>
الأمام احمد ابو لبن
الأمام احمد ابو لبن
تشير غالبية الدنماركيين (58%) باصابع الاتهام الى رجال الدين المسلمين في الدنمارك وتعتبرهم المسؤولين الرئيسيين عن اتساع حجم النزاع حول الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد في العالم الاسلامي حيث اتهموا بتعميم معلومات خاطئة.

وبحسب استطلاع اخير نشرته شبكة "تي في 2" التلفزيونية الوطنية مساء امس الاول الخميس، فان 22% من الدنماركيين اعتبروا ان صحيفة "يلاندس-بوستن" هي المسؤولة عن تفاقم الازمة لانها نشرت الرسوم المثيرة للجدل في ايلول/سبتمبر.

ويعتقد 11% من الدنماركيين ان حكومات دول الشرق الاوسط هي السبب في حين اعتبر 5% فقط ان مسؤولية الازمة تقع على الحكومة الدنماركية.

وفي ما يتعلق برجال الدين، يشير الدنماركيون خصوصا الى وفدين يمثلان 27 جمعية مسلمة في المملكة، توجها في كانون الاول/ديسمبر الى مصر ولبنان للحصول على دعم لاحتجاجهم على الاساءة للنبي محمد ولوصف المناخ المعادي للاسلام المخيم في الدنمارك.

وتتهم الحكومة وغالبية النواب ووسائل الاعلام وفي طليعتها صحيفة "يلاندس-بوستن" هذين الوفدين بتعميم معلومات خاطئة بحق الدنمارك مثل رسوم مهينة لم تنشر ابدا او شائعات عن احراق المصحف في شوارع كوبنهاغن.

وقال رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن "ان شرح الازمة الدبلوماسية الحالية يتلخص في جزء مهم منه بان البعض ينشرون روايات خاطئة حول الدنمارك".

وحول موجة العنف المناهض للدنمارك منذ اسبوع في الشرق الاوسط، قال راسموسن في حديث مع "هيرالد تريبيون انترناشونال" في عددها امس الجمعة "لدينا متطرفون دينيون يستغلون الوضع ويؤججون النار عبر مواصلة اجندتهم الخاصة (..) ان هدفهم هو زعزعة استقرار الوضع في كل المنطقة".

وتعتبر الجالية الاسلامية بقيادة الامام التقليدي النافذ احمد ابو لبن بمثابة المسؤولة عن هذه الجولة في الشرق الاوسط.

وكان رجال الدين الغاضبون من صمت السلطات الدنماركية ازاء احتجاجاتهم، حملوا معهم ملفا من 43 صفحة يتضمن الرسوم الكاريكاتورية الاثني عشر اضافة الى ثلاث صور فوتوغرافية ارسلت الى مسلمين دون تحديد اسماء الجهات المرسلة,وتمثل الصور مشاهد اباحية تسيء الى المسلمين.

وكان المسؤول عن الصفحات الثقافية في الصحيفة فليمينغ روز اعرب عن استيائه وقال "لقد قاموا بالتلاعب بالصور عبر دفع القارىء الى الاعتقاد ان هذه الرسوم ظهرت في يلاندس-بوستن، وهذا ليس صحيحا".

وادى الكشف عن هذه الامور في وسائل الاعلام الدنماركية في الايام الاخيرة الى فقدان رجال الدين كل مصداقية بعد ان كانوا يحظون بتقدير.

ولاحظت وزيرة اللاجئين والمهاجرين ريكي هفيلشويج الاربعاء الماضي "من الواضح اليوم ان الائمة (رجال الدين) لم يعودوا الاشخاص الذين نمحضهم ثقتنا اذا اردنا ان تسير عملية الاندماج في الدنمارك".

ويؤيد 82% من الدنماركيين كلام الوزيرة بحسب هذا لاستطلاع ذلك انهم باتوا مقتنعين ان رجال الدين المسلمين يعرقلون اندماج المهاجرين في حين قال 6% انهم يسهلونه.

وادت هذه الازمة الى ردود فعل عدائية من جانب قسم من السكان حيال المسلمين,وهكذا فان ستة من اصل عشرة دنماركيين يؤكدون انه بات لديهم نظرة سلبية حيال الاسلام اثر هذه الازمة، بحسب الاستطلاع.

وهذا ما يفسر تقدم حزب الشعب الدنماركي (يمين متطرف) الذي يحتل المرتبة الثالثة في البرلمان، مع ارتفاع نسبة شعبيته الى 5،14% من الاصوات بحسب استطلاع نشر في الثاني من شباط/فبراير، وهي اعلى نسبة له منذ خمسة اعوام.(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى