المحطة الأخـيرة..من أجل أعوام بلا جرعات

> عيظة علي الجمحي:

>
عيظة علي الجمحي
عيظة علي الجمحي
تتراكض الشهور والأعوام والدهور، وتتوارى مظاهر الفرح والسرور والحبور، وتبرز سنوات الجمود والفتور، التي فيها يصبح كل شيء واقعا غير منكور!! .. بالأمس كنا نحلم ونتطلع ونطمح، ونتأمل مع إطلالة كل عام جديد، واليوم شيء خفي نزع من دواخلنا الإحساس بالزمن وحركته ودورانه .. شيء مخيف أن يموت إحساسنا بالزمن وشيء قاس أن تتبلد مشاعرنا وتذبل آمالنا وتنطفئ شمعات أحلامنا.. من قتل الإحساس من قلوبنا؟.. من اغتال بذرة الآمال من دواخلنا؟.. من اقتلع زهور الفرح من قلوبنا؟.. من أطفأ شمعات أحلامنا؟.. ومن أغلق نوافذ نور الأمل لنعيش في عتمة رهيبة؟

لقد أصبحنا جثثاً بدون أرواح وأشباحاً بلا ملامح وهيئات من غير هويات، نتوه في زحام الدروب وتتلقفنا أيدي الكروب والخطوب وترمي بنا في قفر مجدب يفحّم أحلامنا ويقتل آمالنا!!

نحن نعرف يقيناً إن شعوب الأرض تفرح وتستبشر بالأعوام الجديدة، لأنه قد تحقق لها في الأعوام الماضية آمال وطموحات كبيرة جعلت من الأمل والطموح متوقداً ومستمراً لتحقيق المزيد في الأعوام الجديدة. وهنا يكمن سر بقاء الآمال، فبقدر ما تحقق من إنجازات في العام الماضي يكون توثب الأمل لتحقيق المزيد في العام الجديد. أما شعبنا اليمني الصابر فلم تترك له أعوام الجرعات أي آمال وأصبحت الأعوام الجديدة تخيفه، لأنه مع كل إطلالة كل عام يستقبل جرعة وباتت الوصفة الحكومية معروفة «جرعة بعد كل عام».

ولم تذوّب سنوات الجرعات الشحم واللحم فينا بل ذوّبت أيضاً أحلامنا وآمالنا، ولذلك فليس مستغرباً أن يخرج أبناء اليمن في يوم ما من عام جديد ما في مسيرة واحدة شعارها «من أجل أعوام بلا جرعات».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى