رصد وسرار .. معاناة قائمة وحرمان جاثم

> «الأيام» قائد زيد ثابت:

>
حتى الأطفال نالهم نصيب من التعب والمعاناة في رحلة البحث عن الماء
حتى الأطفال نالهم نصيب من التعب والمعاناة في رحلة البحث عن الماء
ان شحة المياه من أكبر الإشكاليات التي يعاني منها أبناء رصد وسرار، حيث يتم نقل المياه بـ(الدباب) على ظهور النساء وظهور الحمير من أماكن بعيدة قد تصل إلى أربعة او خمسة كيلو.. وأصبح الناس يقضون وقتهم بحثاً عن الماء حيث يعتمد الأهالي على مياه الآبار المنتشرة في أحضان الجبال وبطون الأودية ويتجرع الأهالي وبالذات النساء والأطفال مرارة وعناء في نقل المياه في حر النهار وظلام الليل الدامس.

فليس هذا العام هو العام الوحيد الذي تعاني منه رصد وسرار من الجفاف، فالمعاناة منذ عشرة أعوام وتزداد عاماً عن عام في ظل سكوت وإهمال من قبل صانعي القرار في تلك المديريات، فالقرن الحادي والعشرون هو العشرون في رصد وسرار إن صح التعبير.

تكرار الخطأ ولا وجود للسدود والحواجز
إن هاتين المديريتين المغلوبتين على أمرهما أصبحت الحياة فيهما شبه مستحيلة لعدم وجود خطة مستقبلية لمشاريع المياه كبناء السدود والحواجز العملاقة التي تعمل على تغذية منابع المياه، كون المنطقة بطبيعتها جبلية وأمطارها موسمية وسيولها تذهب دون أي استفادة منها بسبب طبيعة المنطقة وانحدار جبالها.. فالمنطقة مهيأة لاقامة السدود والحواجز إلا أنه وللأسف الشديد لا توجد أي من هذه المشاريع، والمضحك المبكي في الوقت نفسه أن مشاريع الإنقاذ (أي حفر وتعميق الآبار) الإسعافية لمكافحة الجفاف لم يعد لها أي جدوى، فتعميق الآبار في ظل الجفاف الذي أصبح الصفة السائدة أمر خاطئ.

من آثار الجفاف الهجرة، فالبعض فضلوا الهجرة إلى المدن من جراء نقص المياه والمعاناة المستمرة وعدم توفر مياه الشرب.. إلى جانب انتشار الأوبئة كالبلهارسيا والملاريا نظراً للافتقار الى مياه الشرب النقية والاعتماد على الآبار العادية التي أوجدها الاهالي بجهودهم الذاتية رغم ضعف تدفقها ورغم ما تحويه من تلوث، كما أن ملوحة المياه أدت إلى انتشار أمراض مزمنة أنشأت وستنشئ جيلاً مريضاً غير قادر على العمل .. جيلاً لا يعرف إلا المرض فالكل حتى الاطفال يحمل حصى في الكلى بسبب ملوحة المياه والبعض أصبح يعيش على كلية واحدة.

مشاريع الوهم
للحديث عن مشاريع المياه في مديرية رصد إن وجدت فهي إما أن تكون فاشلة أو متعثرة، فالفاشلة مثل ما هو قائم في مركز المديرية .. شبكة متكاملة من المواسير تم توصيلها إلى كل منزل ولكن لا معنى لها ولا وجود للماء في قعر الآبار، ويتكون مشروع مياه رصد من ثلاثة خزانات سعة عشرة ألف جالون ومضختين بالغتي التكلفة، واستبشر المواطنون حينها بهذا المشروع الهام لكنه فشل بعد عام ونصف من بدء الضخ بسبب شحة المياه.

المشاريع المتعثرة
هناك أكثر من مشروع متعثر عن العمل مثل خزان (سخاعة) المتعثر بسبب تأخر صرف المستحقات الخاصة به منذ ثلاثة أعوام، ومن المشاريع المتعثرة مشروع إعادة الضخ الخاص بمنطقة الزغرور.

كما أن العمل متعثر في مشاريع حفر وتعميق الآبار الاسعافية لمكافحة الجفاف للعام 2004م مثل بئر النزول، أريمة، بئر اليزيدي، بئر شعره.

والعمل متعثر أيضاً في ترميم الكرفانات الجبلية القديمة التي تعمل على سد حاجة أبناء المناطق الجبلية وهي 43 كرفان موزعة في جبال رصد وسرار.

سرار و.. قطع الغيار
قد لا يختلف وضع سرار كثيراً عن جارتها رصد، فأبناء سرار يعيشون على الآمال والأماني والدعاء بعد كل صلاة بإصلاح المضخة التي تعطلت عن الضخ وتنتظر الإصلاح بقطع غيار جديدة، والمهم في ذلك أن المشروع توقف عن العمل إلى منازل المواطنين، وأصبح الماء يباع على اصحاب الصهاريج(البوز) ويتم نقله إلى مزارع القات من قبل متسلطين عملوا على تحويله إلى مشروع استثماري يخدم أيادي متنفذة.

إن هذا التصرف الخاطئ قد يؤدي إلى إجهاض المشروع وإخراجه عن مساره الصحيح.

كما أن الاستمرار في استهلاك المياه العشوائي لصالح أشجار القات بتوجيهات من السلطة في سرار يعني أن الازمة تزداد تعقيداً وقد تصل إلى نقطة لا حل لها وهي الرحيل من هذه المنطقة. إن الوضع المائي في هاتين المديريتين يعاني من أزمة حادة والامر يستوجب من جميع الجهات ذات العلاقة أن تتضافر في وضع حد لمنع استنزاف المياه.

إننا من هذا المنبر «الأيام» نهيب بالجهات ذات العلاقة أن تقف حيال ما يجري والنظر بعين العطف لما يعانيه سكان هاتين المديريتين جراء الجفاف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى