منطقة السحول الساحرة بإب .. ماذا فعل بها مقلب القمامة؟

> «الأيام» نبيل مصلح:

>
المواطنون: بالرغم من التوجيهات المتكررة لإزالة المقلب ما يزال الوضع سيئاً
المواطنون: بالرغم من التوجيهات المتكررة لإزالة المقلب ما يزال الوضع سيئاً
مقلب القمامة في محافظة إب والموجود في منطقة السحول منذ 20 عاماً أصبح مصدر خوف وقلق المواطنين الذين يسكنون القرى التي يقع المقلب فيها قريباً من المدينة.. وقد عادت مشكلة هذا المقلب من جديد خلال الاسبوع الماضي حينما تم اشعال النيران فيه لتصدر عنه ادخنة كثيفة غطت سماء مناطق كثيرة في المحافظة.

منطقة السحول، المنطقة الخضراء زارها مراسل «الأيام» يوم الاثنين الماضي ليجد الوضع هناك لا يحتمل .. الجو مملوء بالادخنة والروائح الكريهة .. وقرية مأهولة بالسكان يقع على مقربة منها مقلب القمامة.. أطفال ونساء مرضى مصابون بتحسس جلدي حاد يبدو على اجسامهم ما يشبه الحروق.

هنا المواطنون يقولون ان عدداً كبيراً من التوجيهات صدرت في عهد المحافظ احمد المجيدي وكذا المحافظ عبدالقادر هلال وكلها تؤكد على اهمية ازالة المقلب وتوفير البديل.

الى ذلك هناك تقرير من مكتب الصحة العامة صدر في عام 1993م وكذا في 21/6/1997م وتقرير آخر صدر عن الاشغال العامة عام 1993م وتوجيهات ادارة امن المحافظة في العام نفسه جميعها تؤكد ضرورة نقل المقلب الى مكان آخر، لأنه مصدر لنقل الامراض اليهم ولتأثيره الخطير على مياه الشرب والمزروعات والمواشي في المنطقة.

هناك تقارير طبية تشير الى وفاة اطفال وإصابة عدد من النساء من جراء التلوث البيئي الناتج عن هذا المقلب، وتحذر من مخاطره الصحية في حالة استمرار هذا الوضع.

ويشير الاهالي الى انه كان عدد السكان في المدينة قليل وفي اليوم الواحد لا يتم افراغ سوى قلاب واحد من القمامة، أما الآن فيتم صب أكثر من ثلاثين قلاباً بين صغير ومتوسط وكبير وعلى المحافظة وقيادتها توفير البديل للمقلب في أي منطقة خالية من السكان.

الآن الثلاث القرى المجاورة فيها أكثر من ألف نسمة أصبحوا في وضع يرثى له، وفعلاً عند اشعال المقلب يصل الدخان الى منطقة الدليل (20 كيلومترا من مدينة إب).

< المواطن علي حسن محمد قال: لنا فترة ونحن نتابع عبر المشايخ ولدينا عدد من التوجيهات ولكن دون فائدة، نحن دائماً نحاول ايقاف القلابات ولكن الامين العام يوجه الاطقم العسكرية باحتجاز أي مواطن يمنع مرور قلابات القمامة.. وقد خسرت في علاج زوجتي وابنتي في شهر أكثر من خمسين ألف ريال، وأنا فلاح إضافة لذلك محصول الزراعة يتأثر من المقلب عند أحراقه، لماذا لم يكلف المحافظ والامين العام انفسهما لزيارتنا خلال هذه الأيام، أيام الرياح، والمقلب يحترق وهذا تجاهل واضح والله لا سامح من قام بوضع المقلب بجانب منازلنا.

< محمد سعيد مقبل قال: صبرنا الكثير ولكن السلطة المحلية لا حياة لمن تنادي والتوجيهات كثيرة خاصة في السنوات الماضية، اما الآن فلم يعودوا يعيرونا أي اهتمام في نقل المقلب وعمل حلول له، كان أيام زمان هناك مسئول عن المقلب وهو ألماني يقوم بدوره ويعمل حلاً للمقلب اما الآن لا حل .. الامراض .. تخريب مشروع ماء .. تلف الزراعة، ولكن لا حياة لمن تنادي، ولا حلول ممكنة لإنقاذنا وكأننا غير يمنيين .. تصور أن هناك أكثر من عشرة أطفال يموتون في السنة متأثرين من هذا المقلب وخاصة الأطفال حديثي الولادة، فمن المسئول يا ترى؟ طبعاً السلطة المحلية في المديرية، والمحافظة، وهناك اراض متوفرة وبعيدة عن السكان لماذا لم ينقلوا المقلب اليها.

< المواطنة سميرة علي ظهر فعلاً على جسمها احمرار وبقع سوداء وحكة بشكل كبير، حيث قالت: تصور يا أخي بأنه أصبحنا في وضع يرثى له وأنا لا أستطيع النوم أنا وأولادي من الروائح الكريهة، والحساسية على أجسامنا تشاهدها بعيونك، فلو كان لنا سكن آخر، وأي شخص يريد أن نبيع له منزلنا لبعنا له بسعر رخيص ولكن لا مشتري فمن يرحمنا ويقوم بنقل مقلب القمامة الواقع بجانب منازلنا .. أصبح العلاج اليومي الذي نستخدمه يرهقنا وحتى الزراعة تأثرت.

< المواطن احمد علي قال: لا رحمة بنا ولا شفقة وبالرغم من وقوع المقلب بجانب الخط الرئيسي إلا أن المسئولين لا ينظرون اليه لأنهم لا يتعرضون لأضراره، اما نحن فقد اصبحنا نبحث عمن يشتري منازلنا أو على ان تقوم السلطة المحلية بتعويضنا عن منازلنا وأراضينا.

بعد ذلك اتجهنا الى قيادة المحافظة للاستفسار ولم نجد المحافظ وذهبنا إلى الأمين العام وكان مشغولاً فقيل إنه في الاجتماع اليومي الذي يظل مستمراً كل الأسبوع، واصبح على المواطن عند اللقاء بمسؤوله المباشر ان ينتظر حتى الانتهاء من الاجتماع وعندما تنشر الصحف الخبر يقول المسئول لماذا لم يتأكد الصحفي من صحة الخبر؟ بينما عندما تذهب اليهم تجد من يقول لك: المسئول في اجتماع والمقابلة ممنوعة، هذا يحدث دائماً في إب.

< بعدها ذهبنا الى صندوق النظافة والتقينا بالاخ يحيى الفلاحي، مدير عام الصندوق فقال: هناك حلول ممكنة وهي عملية إطفاء الحريق عبر صب التراب، اما نقل المقلب فهذا أمر غير ممكن حالياً ولا يوجد البديل لذلك.

واضاف قائلاً: هناك من قام بعملية إحراق القمامة في المقلب والرياح ساعدت على انتشارها، فالصعوبة كبيرة أمام عملية الاطفاء التي استغرقت عدة أيام ولكن نحن ابداً لم نقم في أي وقت بإحراق المقلب وكنا نقوم بكبس القمامة بالتراب وصب القمامة ثم التراب وهكذا.. والمقلب مفتوح ويسهل ان يقوم أي شخص بعملية الاحراق ونحن لم نحرق أبداًَ.. وفي المستقبل ستكون هناك شركة المانية تتولى المقلب.

< أما نائبه الاخ عبدالكريم منير فقال: الحريق كان سببه من وجهة نظري وجود مواد داخل القمامة قابلة للاشتعال، والرياح ساعدت على ذلك وأنا أستغرب من هذه الحملة، وكما تعرف بأن مقالب القمامة سواء كانت في عدن أو في تعز او الحديدة واقعة على الخط العام ودائماً مشتعلة ولا يوجد شكوى ونحن هنا توجد شكاوى كثيرة في حين لا يوجد مكان آخر لنقل المقلب فمن سوف يعطينا ارضاً نقيم عليها المقلب؟

لكن الحل الممكن هو تسوير المقلب ومنع الاحراق لأن ذلك يسبب الكثير من الروائح بالاضافة الى وضع حارس وان تكون العملية منظمة، هذه ظروفنا ولا داعي للمبالغة.

< أما الأخ مطيع الصنعاني، أحد أعيان المنطقة فقال: هذا ظلم أن يستمر الحريق عشرة أيام والسلطة المحلية عاجزة عن الإطفاء والمواطنون هم من يتعرضون للآثار الصحية الخطيرة التي ستنتج عن ذلك. لقد ناشدنا مرارا ولكن دون فائدة واخيراً تم اللقاء بالاخ احمد حمود الرصاص عضو المجلس المحلي للمحافظة، والذي يتجمع عنده الكثير من المشايخ والاعيان وقد وعد إذا لم يتم الإطفاء خـلال هـذا الاسبوع سيكون هناك حل، ونتمنى أن يكون هناك حل فعلاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى