«الأيام» ترصد صوراً من معاناة طلاب الاقسام الداخلية بمدارس أبين

> «الأيام» سالم لعور:

>
طلاب القسم الداخلي لثانوية راجح بلودر امام مطبخ القسم يلوحون بالاواني الفارغة بعد حرمانهم من التغذية
طلاب القسم الداخلي لثانوية راجح بلودر امام مطبخ القسم يلوحون بالاواني الفارغة بعد حرمانهم من التغذية
كان يوم الأربعاء 8 فبراير 2006م يوماً مشؤوماً على طلاب الداخلية بمدارس محافظة أبين.. في هذا اليوم بدأ متعهدو الأقسام الداخلية بإيقاف عملهم الروتيني المتمثل في تقديم الوجبات الغذائية لطلاب الأقسام الداخلية الذين يبلغ عددهم 2300 طالب بالمحافظة.

ما يزال الصمت هو السائد في هذا الموقف الصعب الذي ألحق الأذى بابنائنا الطلاب دون أن يحرك أحد ساكناً من المسئولين وقيادات التربية والآباء والمعلمين وذوي الضمائر الحية، وكأن هذه القضية لا تمت لأحد بصلة لا من قريب أو بعيد، رغم أنها ملامسة تماماً لمحيط حياتنا اليومية وواقعنا المعاش.

أبناؤنا.. تلاميذنا.. فلذات أكبادنا الذين أتوا من مناطق نائية بعيدة للسكن بهذه الأقسام الداخلية في المدن الرئيسية وعواصم المديريات، لم يأتوا برغباتهم ولكن أجبرتهم ظروف الحياة المعيشية الصعبة والثأرات والجفاف الذي يجتاح بعض هذه المناطق على النزوح للمدن وعواصم المديريات للسكن بهذه الأقسام لمواصلة تعليمهم.

فلماذا يعاقب مثل هؤلاء الطلاب الذين تقطعت بهم السبل، بإيقاف مخصصاتهم من التغذية المدرسية ليس لسبب مقنع وإنما بسبب أخطاء يرتكبها شخص بذاته في أحد مواقع المسئولية (القرار) وبشكل انفرادي؟ وهذا ما حصل عندما تم إسقاط مخصصات التغذية لمحافظة أبين دون سواها من المحافظات الأخرى بسبب تعنت أحد المختصين في وزارة المالية لعرقلة مستحقات متعهد (مقاول) التغذية بالمحافظة للفترة من سبتمبر وحتى ديسمبر 2005م، كما ورد في مذكرة (المقاول) الموجهة للأخوين م. فريد مجور، محافظ أبين وعلي محمد فضل، مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة .

«الأيام» رصدت صرخات عدد من طلاب القسم الداخلي بثانوية الشهيد راجح سيف يحيى بمدينة لودر، الذين يعتبرون جزءاً لا يتجزأ من طلاب الأقسام الداخلية الأخرى في محافظة أبين .. والتقينا عدداً من هؤلاء الطلاب للتعبير عن صور معاناتهم التي لا يحسدهم عليها أحد.

< بداية تحدث إلينا الطالب وضاح عبد الله سالم، رئيس اللجنة الطلابية بالقسم الداخلي لثانوية لودر قائلاً:

«أنا من أبناء منطقة دمان النائية، تقطعت بي السبل كي أصبح ضيفاً ثقيلاً في هذا السكن الداخلي الذي له أكثر من ثلاثين سنة استطاع خلالها كثيرون من أبناء الفقراء والمحتاجين مواصلة دراستهم باعتمادهم على السكن بهذا القسم وتوفير التغذية فيه.. لكن بعد توقف التغذية بهذا القسم الداخلي أسوة بجميع الأقسام الداخلية بالمحافظة بدأت المشاكل تبرز أمامنا وستؤثر لا محالة على مستوى تحصيلنا العلمي لأننا سنتعثر في دراستنا وسيترك الدراسة كثيرون من أبناء الفقراء والمساكين واليتامى الذين كان يوفر لهم هذا القسم الغذاء مجاناً.

ومنذ الثامن من فبراير 2006م بدأت الدراسة تتعطل بالنسبة لزملائنا بالقسم، بعد أن كانت مستمرة حتى السابع من فبراير 2006م لتوفر الغذاء.. وأملنا في الله ثم في فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بالتدخل السريع لإنقاذنا بإعادة اعتمادات حصة محافظة أبين من التغذية أسوة ببقية المحافظات الأخرى».

< أما الطالب علي أحمد محمد علي فتحدث بأسى وقال:

«بدأنا الدراسة هذا العام الدارسي 2005- 2006م في ثانوية راجح لودر ونحن نشعر بالارتياح نتيجة استمرار التغذية خلال الفصل الدراسي الأول وحققنا مراكز متقدمة وكان النجاح حليفنا بسبب الاستقرار النفسي لتوفر السكن والتغذية، لكن وللأسف مع بدايات الفصل الدراسي الثاني انقطعت عنا التغذية ونشعر أن ذلك سوف يؤثر علينا وعلى مستقبلنا وقد يودي إلى الانقطاع الكلي عن الدراسة، فنحن من أبناء منطقة الخزجة النائية ولا نستطيع مواصلة الدراسة هنا دون تغذية ولكون منطقتنا محرومة من التعليم الثانوي.

لذا نناشد أصحاب الضمائر الحية في السلطة المحلية بالمحافظة والعاصمة صنعاء التدخل لإعادة الأمور إلى مجاريها واعتماد مخصصات التغذية للأقسام الداخلية مهما كانت الاسباب والمسببات».

< وأما الطالب عبدالله الخضر حسن من أبناء منطقة رحاب النخعين المحاذية لجيشان فقال: «نظراً لبعد منطقتنا رحاب النخعين وكونها من المناطق النائية المحرومة من المدارس أتيت الى مدينة لودر لمواصلة دراستي وأسكن في القسم الداخلي التابع لثانوية راجح لودر وأدرس بالسنة الثانية ثانوي ومشترك في التغذية الخاصة بالقسم الداخلي، إلا أن إيقاف مخصصاتنا من التغذية قد ولد في نفوسنا الإحباط بعد حرماننا أبسط الحقوق التي حرمت علينا وما تزال حلالاً على غيرنا في محافظات أخرى. وللعلم فإن ظروفنا صعبة ولا نستطيع مواصلة التعليم بدون تغذية، إضافة إلى أن مناطقنا البعيدة في أمس الحاجة كي نتعلم ليعود تعليمنا بالخير على تلك المناطق التي حرمت كثيراً من التعليم وغيره من الخدمات.

لقد اعتصمنا يوم السبت الماضي 11 فبراير في ساحة ثانوية راجح لودر للتعبير عن احتجاجنا ورفضنا لتوقيف التغذية عن قسمنا الداخلي وجميع الأقسام الداخلية في محافظتنا الباسلة التي أطلق عليها بوابة النصر والتي غالباً ما ينهزم أبناؤها بسقوط حقوقهم المشروعة كما هو حاصل اليوم بإسقاط محافظتنا من التغذية دون غيرها من المحافظات.. ونأمل أن تلتفت جهات الاختصاص لإعادة حقوقنا كطلاب والتي تتمثل في الغذاء.. الغذاء.. الغذاء».

< الطالب صبري محمد سالم من منطقة شرعان النائية تحدث:

«نأسف أن تصل الجرأة إلى قطع مخصصات محافظة بكاملها من التغذية للأقسام الداخلية، فلماذا بالذات محافظة أبين؟

توقف التغذية يعني توقفنا وحرماننا من التعليم نحن أبناء المناطق النائية المحرومة التي تعاني من قلة مخرجات التعليم، لذا نوجه صرختنا للرئيس القائد علي عبدالله صالح بالتدخل الشخصي كأب لنا ولجميع الفقراء والمحتاجين من أبناء المناطق النائية بالتوجيه بإعادة اعتماد الـتغذية بالمحافظة أبين لنتمكن من مواصلة حقنا المشروع في التعليم».

والخلاصة نحن بهذا الاستطلاع إنما أردنا إبراز الوضع المأساوي الذي يعاني منه حوالي 2300 طالب يسكنون الأقسام الداخلية بمحافظة أبين بعد أن وجدنا أن هناك لا مبالاة بالحال التي أثرت في نفوس طلابنا من قبل الجميع من مسئولين وتربويين وآباء.

ونأمل أن تلتفت جهات الاختصاص لهذه المأساة للتخفيف من نتائجها المحتملة في المستقبل القريب قبل أن نفاجأ بوصول نسبة الأمية الى أعلى المستويات ، وقبل أن نفاجأ بانقطاع طلاب الأقسام الداخلية عن الدراسة.

وأملنا أن تعود المياه إلى مجاريها بإعادة اعتمادات محافظة أبين من التغذية المدرسية .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى