استقالة وزيرين مع تصاعد أزمة الرسوم المسيئة

> روما «الأيام» سيلفيا ألويسي:

>
تسببت الأزمة الناجمة عن رسوم الكاريكاتير الدنمركية المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في فقدان وزيرين في اوروبا والشرق الأوسط منصبيهما أمس السبت بعد أن أودت اشتباكات بين الشرطة ومحتجين بحياة 11 شخصا في ليبيا.

وبعد أن قاوم دعوات للاستقالة في بادئ الأمر قدم وزير الاصلاح الايطالي روبرتو كالديرولي استقالته من منصبه بعد أن ألقي عليه باللوم في الاشتباكات الدامية التي جرت في ليبيا بسبب الرسوم التي طبعها الوزير على قمصان وارتداها على شاشات التلفزيون الحكومي.

وفي طرابلس أقال مؤتمر الشعب العام في ليبيا أعلى سلطة تشريعية وتنفيذية في البلاد وزير الداخلية ناصر المبروك عبدالله وقادة جهاز الشرطة في بنغازي قائلا ان الشرطة استخدمت "قوة غير متناسبة" لتفرقة المحتجين الذين حاولوا اقتحام القنصلية الايطالية.

ووصف المؤتمر القتلى بأنهم "شهداء" وأعلن اليوم الأحد يوم حداد في ليبيا.

وقال دبلوماسيون ايطاليون في طرابلس ان السلطات الليبية أبلغتهم بأن 11 شخصا على الأقل قتلوا وأن نحو 40 آخرين أصيبوا في الاشتباكات.

وفي حين نظم آلاف المحتجين مسيرة بوسط لندن لمواصلة موجة الاحتجاجات ضد الرسوم في أنحاء العالم سالت دماء جديدة في باكستان عندما أصيب اربعة أشخاص في اطلاق للنار اثناء مظاهرة بوسط البلاد.

وتسببت الاحتجاجات في باكستان الأسبوع الماضي في سقوط خمسة قتلى على الأقل. وأمس الأول الجمعة أصبحت باكستان أحدث دولة تقرر الدنمرك إغلاق سفارتها بها بشكل مؤقت. كما حثت الدنمرك رعاياها في باكستان على مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن.

وفي محاولة لاحتواء العنف المتصاعد حظرت باكستان أمس السبت تنظيم احتجاجات في اسلام اباد. وبعد فرض الحظر أعلن مجلس العمل المتحد وهو التحالف الاسلامي الرئيسي بالبلاد انه سيمضي قدما في مظاهرة كانت مقررة اليوم الاحد.

وقال شهيد شمسي المتحدث باسم المجلس "سينظم الاحتجاج في اسلام اباد.. سيكون احتجاجا سلميا." ونشرت الرسوم التي تصور احداها الرسول الكريم يرتدي عمامة على شكل قنبلة للمرة الأولى في الدنمرك في سبتمبر لكن صحفا ومجلات في أوروبا ومناطق اخر ى أعادت الشهر الماضي نشر الرسوم في اطار ما تصفه بمبادئ حرية التعبير.

وأثار نشر الرسوم موجة من الغضب في أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وافريقيا لتتحول الى مواجهة بين التسامح الديني وحرية التعبير.

وتصوير النبي محمد محظور عند المسلمين لكن مسلمين معتدلين رغم أنهم يرون أن الرسوم مسيئة للغاية الا انهم يخشون من محاولة المتطرفين استغلال القضية لتعميق الهوة بين العالم الاسلامي والغرب.

ووقع اطلاق للنار في باكستان أمس السبت عندما رشق مئات المتظاهرين الشرطة بالحجارة وحاولوا سد طريق في بلدة شينيوت بوسط إقليم البنجاب. ولم يتضح ما اذا كانت الشرطة ام المتظاهرون هم الذين اطلقوا النار.

واعتقلت الشرطة نحو 40 نشطا من الجناح الطلابي لجماعة اسلامية في مدينة مولتان اثناء محاولة تنظيم مظاهرة في تحد لحظر حكومي على المظاهرات في البنجا ب.

وكانت المظاهرات في باكستان حاشدة وعنيفة واتخذ الكثير منها اتجاها معاديا للولايات المتحدة بشكل واضح. واضافة الى حرق الاعلام الدنمركية هاجم المتظاهرون مطاعم الوجبات السريعة الامريكية واحرقوا دمى للرئيس الامريكي جورج بوش المقرر ان يزور باكستان الشهر القادم.

وقالت لجنة العمل الاسلامي في بريطانيا التي نظمت مسيرة لندن انها تتوقع مشاركة 40 ألفا في المسيرة السلمية في ساحة الطرف الأغر. وقالت متحدثة باسم الشرطة ان عشرة آلاف شخص شاركوا في المسيرة. وكتب على احدى اللافتات "حرية التعبير = اهانات رخيصة".

وقال الشيخ فايز صديقي المسؤول الكبير في اللجنة لرويترز "نظمنا هذا التجمع حتى يتسنى للمسلمين التعبير عن غضبهم." واضاف "نود ان ندعو ايضا المجتمع الدولي الى حوار متحضر. نود أن نقول إننا لسنا في حاجة الى مزيد من الاهانات. لسنا في حاجة الى مزيد من التحريض." وتظاهر نحو الف شخص في كوبنهاجن أمس السبت ضد الرسوم.

وأمس الأول الجمعة عرض رجل دين باكستاني واتباعه في مدينة بيشاور الشمالية الغربية مكافآت تزيد على مليون دولار لاي شخص يقتل رسامي الكاريكاتير الدنماركيين الذين رسموا الرسوم المسيئة للنبي محمد.

وقال مولانا يوسف قريشي لرويترز "اذا كان بإمكان الغرب رصد مكافأة لمن يقتل زعيم تنظيم القاعدة (اسامة بن لادن) ونائبه(ايمن) الظواهري فبإمكاننا ايضا الاعلان عن مكافأة لقتل الرجل الذي تطاول على النبي الكريم." وقال احد الرسامين الذي طلب عدم نشر اسمه "هذه ليست المرة الأولى التي نتلقى فيها تهديدات.. كان الرسم الذي رسمته مجرد مزحة.. ومع ذلك وضعت في هذا الموقف العبثي. لم اكن اتوقع ان يرى الرسوم احد بخلاف قراء الصحيفة والآن شاهدها مليار شخص."رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى