ندوة حول ظاهرة الاختطافات وآثارها السلبية على الوطن

> صنعاء «الأيام» عبدالفتاح حيدرة :

>
مدير مكتب رئيس الجمهورية يترأس الندوة مع وزير التعليم العالي
مدير مكتب رئيس الجمهورية يترأس الندوة مع وزير التعليم العالي
«ظاهرة الاختطافات وآثارها السلبية على الوطن» ندوة نظمها مركز الدراسات والبحوث اليمني أمس برعاية فخامة رئيس الجمهورية وافتتح أعمالها الأخ علي الآنسي، مدير مكتب رئيس الجمهورية، الذي أكد في كلمته أن ظاهرة الاختطاف أصبحت سلوكا مشينا التصق باليمن مشيراً الى أن أعمال هذه الندوة لابد وأن تكون جلسات حوارية للتوصل الى نتائج عملية وعلمية ومنهجية لاجتثاث ظاهرة الخطف.

الآنسي: بعض شركات السياحة الألمانية تكتب في برنامجها «في اليمن سياسة الاختطاف»

د. المقالح: ظاهرة الاختطاف أصبحت بحاجة إلى دراسة علمية لاستخراج حل مناسب لاجتثاثها

وأشار الى أن ظاهرة الاختطاف ظهرت في منتصف التسعينات وبصورة مباهاة، الامر الذي تطور الى أن بعضا من شركات السياحة الالمانية تكتب في برنامجها السياحي لليمن وبالحرف «في اليمن سياحة الاختطاف» وهذه الظاهرة لابد من مواجهتها وقال :«قرأت ورقة للاستاذ الباحث عبدالباري طاهر، ولم أجد شيئا يثبت دور المؤسسات المدنية في محاربة الظاهرة ولذلك نحن نبحث عن التضامن والتعاون بين منظمات المجتمع المدني والحكومة ووسائل الأعلام التي لابد وأن تكون صحافة مسئولة عن هذه الظاهرة والاهتمام بالحديث لأننا دائما ما نوصف بالخارج بأننا بلد الاختطافات.. هذه الظاهرة أضحت خدشا في جدار حضارة هذا البلد.

نريد توفير المصداقية في كل ما نكتبه وننشره ونناقشه بقلوب مفتوحة لا نريد أن نتخندق داخل قوقعة بفكر معين لابد أن نأخذ ونعطي ونتكلم بكل شفافية وصراحة ونحدد المسئوليات بكل صراحة وهذه مسؤولية الجميع حـكومة ومنظمات مجتمع مدني وأحزابا».

وألقى د. عبدالعزيز المقالح، رئيس المركز كلمة أكد فيها أن ظاهرة الاختطافات هي ظاهرة من أخطر الظواهر إيذاءً للوطن والمواطنين لما تعكسه على المجتمع من آثار بالغة السوء سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وتعكس نظرة عن اليمن كبلد متخلف، كل هذا بسبب ما أسماهم بالأفراد المتحكمين بأنفسهم.

وأكد المقالح أن ظاهرة الاختطافات أصبحت بحاجة الى دراسة علمية لاستخراج حل مناسب لاجتثاثها. وأشار الى أن هناك بعض الصحف تسعى للبحث من مبررات للخاطفين.

واختتم كلمته بقوله:«إن المواطن الصالح هو ذلك الذي يحرص مهما يكون انتماؤه الحزبي والمذهبي أن يكون الوطن مكانا آمنا ولذلك لابد من اعادة النظر في القضاء واصلاحه لتنمية هذا الانتماء».

خالد الرويشان، وزير الثقافة أكد في كلمته أن ظاهرة الاختطافات هي ظاهرة عابرة واستثنائية في حياة اليمنيين وقال :«يبدو أن الكل مخطوف من نفسه في عالم وبلد أصبح ينظر من عين واحدة وهو الأمن والسلام .. وهؤلاء الخاطفون لا يقدرون مصلحة بلدهم وأثر هذا على السياحة والاقتصاد والسياسة.. العالم كله ينسى حضارة اليمن كلها ويتذكر حادثة الاختطاف وهذا ظلم فادح وينفذه بضعة أفراد، من يخطف أفرادا ليوم أو ليومين يخطف سمعة البلد لعام وعامين ، سمعة البلد أصبحت سيئة لدى العالم الغربي وكل أخبار اليمن في الخارج هي أخبار عن الاختطافات وكل هذا بسبب الصحافة في الداخل.. وأوشك أن أقول إن الأمة بكاملها أصبحت مخطوفة بسبب الأخـبار السيئة سواء بعمد أو بدون عمد».

الأخ عبدالباري طاهر علق في كلمته على كلمة علي الاآسي بمداخلة قصيرة قال فيها :«حقيقة ورقتي المقدمة تتناول نشأة المجتمع المدني في أوروبا و في اليمن ولدينا في اليمن مشكلة حقيقية وهي ثورتا سبتمبر واكتوبر الثورتان تنتميان الى منظمات مدنية ونقابية وعسكرية وكان الملمح السياسي هو الأبرز والقبيلة لا ترمز الى هؤلاء وبعد ذلك جاءت القبيلة وأصبحت مركز الحكم واستولت على السلطة هذا في شمال الوطن سابقا وفي جنوبه حصلت تصرفات خاطئة للقبيلة، ولذلك وجدنا أنفسنا أن القبيلة هي السلطة وهي المحاربة للصحافة والمجتمع المدني بكل معنى الكلمة.

والدولة للاسف مجدت حمل السلاح والاختطافات ولكنها تتعامل بقسوة شديدة مع الاحزاب والمنظمات المدنية والصحافة وكانت توظف الخاطفين في أحيان كثيرة.. حقيقة نحن المستهدف بهذه الظاهرة فوجدنا أنفسنا أمام داء اذا لم نعالجه اليوم لن نستطيع معالجته غدا ولدينا مشكلة حقيقية تدمر الاقتصاد وتضعف هيبة الدولة وهي مشكلة الاختطافات».

د. سمير العبدلي قدم ورقة عمل حول قيم الثقافة السياسية القبلية السلبية في دعم ظاهرة الاختطافات.

الأخ قاسم سلام قال :«المجتمع اليمني يعاني من (85%) قبائل وهو مجتمع مكون من نسيج اجتماعي ثقافي وللخروج من هذا المأزق على الباحث أن يركز حول مقومات الدولة ومنظمات المجتمع المدني وأتمنى من جميع الباحثين طرح المعالجة والحلول وأشير هنا الى أننا كمواطنين لابد أن نتحمل المسئولية ضد جريمة الاختطاف والحوار هو أهم ما ينبغي».

الأخ أحمد الكبسي تحدث حول قضية السلاح وفي تصريح خاص بـ «الأيام» قال :«موضوع السلاح موضوع مهم جدا وهو هدف آخر فالسلاح من أهم العوامل المشجعة على العنف وتشجيع للخروج عن النظام والقانون وبالتالي تتم عملية الاستقواء بالسلاح والعصبية.

جانب من المشاركين
جانب من المشاركين
قانون السلاح موجود حاليا في مجلس النواب من بعد الوحدة المباركة ولكن وبسبب الصراعات السياسية جمد هذا القانون في مجلس النواب ونأمل أن يرى النور وأن تلتحم كل القوى الخيرة من أجل انجاز المشروع وتطبيقه».

وقد علق الأخ علي الآنسي على كل ما طرح بالقول :«حقيقة العصبية تعيش معنا والعصبية هي ناتج هذه الثقافة فإذا تكلمنا ونحن خارج السلطة نصبح ملائكة ويكون كلامنا مفيدا واذا ما وضعنا في السلطة يتحول الواحد منا الى 180 درجة ولا أدري اذا تغيرت المواقع فهل تتغير الافكار؟».

وعن سؤال لـ «الأيام» حول هذه الظاهرة وما هو المطلوب من وسائل الإعلام وما هي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة للحد من هذه الظاهرة أجاب الأخ علي الآنسي بالقول :«نحن بحاجة الى ندوات وحوارات مطورة بحيث يتم تشخيص الحالة من كل الجوانب ووضع الحلول المناسبة لها واتخاذ الإجراءات التي أصبحت اجراءات ملموسة في قضايا الاختطاف باليمن.

ظاهرة الاختطاف ظاهرة ليست محصورة على الدولة ولكنها قضية تحتاج الى تضافر كل الجهود الحكومية والمدنية والصحافة المسؤولة باعتبارها قضية مجتمعية ويجب مواجهتها واجتثاثها والمصارحة حولها، على الصحافة التحري والبحث عن الحقيقة بحيث تكون الكلمة مسؤولة وصادقة لأن الصحافة هي شريك أساسي لمعالجة هذه الظاهرة وتلعب دوراً ايجابياً وبناءً في تعاطي هذه القضايا بمهنية».

حضر الندوة العديد من الكتاب والأدباء والإعلاميين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى