ظاهرة انتشار الدراجات النارية في لحج سببها البطالة وحملات مكثفة على الدراجات غير المرقمة

> «الأيام» انتصار سعيد زربة:

>
تمركزها بجانب بيع الخضروات والفواكه
تمركزها بجانب بيع الخضروات والفواكه
إن انتشار الدراجات النارية ظاهرة حديثة في محافظة لحج لها أسبابها ونتائجها، من أسبابها: ارتفاع نسبة البطالة والبحث عن لقمة العيش، ونتائجها: ازدحام الشوارع، عرقلة الطريق وكثرة الحوادث.. لذا وجدنا أن من واجبنا تسليط الضوء على هذه الظاهرة التي أصبحت تعصف بأبناء محافظة لحج.

نزلنا إلى مدينة الحوطة عاصمة لحج ورأينا كل شيء على الطبيعة.. مدينة مزدحمة بالدراجات النارية لدرجة أن الزائر لها سيعتقد أنه اليوم العالمي لعرض الدراجات النارية، أو كأن سيارات الأجرة انعدمت من المحافظة.

تحدثت مع مجموعة من أصحاب الدراجات النارية عن سبب انتشار هذا الكم الهائل من الدراجات فكانت إجابتهم معبرة عن مأساة قائلين: «إن الدراجات النارية هي الوسيلة التي أصبحت تعيل أسرنا نتيجة البطالة التي تعصف بالبلاد» ووجهوا مجموعة من الأسئلة: إلى أين نتجه؟ هل وجدنا عملاً ؟ لم يتم توفير فرص العمل لنا، وبالتالي لجانأ إلى هذه الوسيلة.

< وعن ايجابيات الدراجات النارية، قال رياض السالمي 23 سنة سائق دراجة نارية:

إننا نكتسب منها لقمة العيش ونستنفع بها في المواصلات أثناء الأوقات الحرجة وحين لا تتوفر وسيلة مواصلات، ولكن للدراجات النارية سلبياتها ومنها كثرة الحوادث عند الناس الذين لا يفهمون معنى السياقة، فليس كل من ملك دراجة هو سائق.

< وفي سياق حديثه شاطره الكلام خالد علي بن علي 30 سنة، سائق دراجة نارية: نعم نريد أن نمشي على لوائح وقواعد مرورية ولكن لا توجد إشارات مرورية ونطالب بملاحقة الدراجات غير المجمركة، وبأن لا يسمح للأطفال بقيادة الدراجات النارية.

< ويقول سامي أحمد صالح، 25 سنة: إن من إيجابيات الدراجة النارية أنها تعتبر مصدر دخل لكثير من الشباب نتيجة للبطالة المنتشرة بينهم، وبالتالي فهي تعتبر فرصة عمل ومصدر رزق ودخل لإعالة الأسرة.

كما أنها تقوم بتسهيل عملية النقل والمواصلات في حالة عدم وجود السيارات للقرى البعيدة.

أما عن السلبيات فهي أكثر من الإيجابيات: تلويث البيئة والازدحام في الشوارع وعرقلة حركة المرور والسيارات والمواطنين ويصاحب ذلك عدم الخبرة في السياقة مما سبب كثيراً من الحوادث والوفيات بين السائقين والركاب.

وللعلم بأن للحوطة شارعا رئيسيا واحدا فقط وهو مزدحم بالسيارات والباعة المتجولين والمواطنين والعربات المتنقلة وما زاد الطين بلة وجود الدراجات النارية بكثرة، حيث يمكن أن نقدر نسبة الدراجات داخل الشارع بأكثر من 80% وهذا سبب الإعاقة والازعاج في الطريق.

< أما المواطن حافظ عبدالله عبده (أبو هريرة) قال: نستفيد من الدراجات النارية باعتبارها وسيلة من وسائل النقل والمواصلات، إلا أن لها سلبيات منها: ازدحام الشوارع وكثرة الحوادث التي يذهب ضحيتها أصحاب الدراجات أنفسهم،

وقد شكلت انتشاراً واسعاً حيث نجدها اليوم في كل حارة وطول الشارع بل أنها اكثر من السيارات في شارع مدينة الحوطة.

< وقال المواطن عادل صالح علي: ما يعجبني في الدراجة النارية أنها توصلنا في أسرع وقت أفضل من السيارة. لكن ما يزعجني هو السرعة الزائدة.

سألناه عن سبب تناقضه في الحديث، فرد قائلاً: اقصد بالسرعة في الأولى التي في حدود المعقول، أما السرعة في الثانية فهي الزائدة عن الحد المعقول.

< أحمد خميس بامسلي، مندوب فرزة العند سابقاً قال: أصبحت الدراجات النارية ظاهرة مزعجة، كانت من قبل منظمة وليس بالكم الهائل الذي نراه اليوم، حيث استدعت الضرورة في تلك الفترة وجود الدراجات النارية لنقل أغراض مثل الفل في أسرع وقت، وكانت لهم جمعيات ذات شخصية اعتبارية مثلها مثل أي جمعية أخرى ثم تم بيع تلك المقرات الخاصة بتلك الجمعيات.

وأضاف: أصبحت الدراجات النارية خطرة على مدينة الحوطة، فهي مثل طائر الليل (الوطواط) حيث إن المواطن الذي يمشي في الطريق لا يدري من أين ستأتي إليه ومتى، فهو يحسب ألف حساب للموقف الذي سيتعرض له من الدراجة النارية، حتى أن رب الأسرة عندما يخرج ابنه لا يقول له انتبه من السيارات بل انتبه من الدراجات النارية، وعلى الرغم من السعر المرتفع الذي تباع به الدراجات النارية والذي قد يصل ما بين 150-200 ألف ريال، إلاّ أننا نلاحظ أن الغالبية لديهم دراجات نارية، حتى أن البعض يضطر إلى بيع كل ما يملك لكي يشتري دراجة نارية لابنه من أجل لقمة العيش.

أغلبية الركاب يلجأون إلى ركوب الدراجات النارية لقضاء مشوارهم عندما تقتضي الحاجة التنقل من مرفق إلى آخر داخل الحوطة، وبالتالي يصعب ركوب السيارات لأنها ستكلفهم كثيرا، وبالذات بعد ما ارتفعت أسعار البنزين، ونأمل من الجهات المختصة تنظيم الدراجات النارية لما فيه مصلحة الجميع.

< ناصر محمد فضل المقربي، سائق سيارة: إن ظاهرة انتشار الدراجات النارية في أسواق وحارات وشوارع محافظة لحج وبالذات في الشارع الرئيسي لمدينة الحوطة أدى إلى ازدحام الشارع وسبب الاذى للمواطنين، كما أننا نشاهد الكثير من الدراجات النارية بدون جمارك.

وعندما سألناه هل أصبحت الدراجات النارية تنافس سيارة الأجرة؟ رد قائلاً: نعم الدراجات النارية أصبحت اليوم منافسة لنا وتؤذينا كسائقي سيارات أجرة.

< وقال علاء علي سالم 25 سنة: تعتبر الدراجات النارية وسيلة نقل سريعة بحيث يستطيع الفرد أن يلبي غرضه بأسرع وقت ممكن، إلا أنها أدت إلى ازدحام الشارع العام وسببت الضجة نتيجة الأصوات المرتفعة التي تصدرها، وازداد عدد الدراجات في المدينة مما أدى إلى كثرة الحوادث والسبب هو عدم الالتزام بقوانين المرور.

فسألناه كم راكباً تنقل الدراجة النارية ؟ وكم أجرة ركوبها؟

أجاب: تنقل الدراجة راكبا واحدا، وأجرة الراكب بحسب المسافة مثلاً من لحج إلى القريشي 50 ريالاً، ومن لحج إلى الخداد 100 ريال وهو ليس سعرا ثابتاً وإنما يتحدد على حسب المسافة أو المكان الذي يريده الراكب.

وأضاف: إن سعر شراء الدراجة النارية ( 200 ألف) مبلغ ليس كبير إذا كان بالتقسيط، بحيث يستطيع صاحب الدراجة أن يجمع المبلغ خلال الفترة المحددة أما بالنسبة لشراء الدراجة بمبلغ كهذا نقداً فهو يعتبر مبلغ كبير جداً.

< وعن عملية البيع والشراء للدراجات النارية، تحدث سعد صالح سعد بائع في محلات بن مانع التجارية، أحد المحلات المشهورة في محافظة لحج قائلاً: «تختلف عملية البيع والشراء للدراجات النارية على حسب نوعيتها، فهناك أنواع كثيرة منها: سيسي الصينية التي تمتاز بالمتانة وهي على أحجام مختلفة فمنها: 125/17 وتباع بـ 250 ألف ريال و125/15 وتباع بـ 185 ألف ريال. وكنا نبيع في السابق نقدا وبالتقسيط ، لكن منذ ما يقارب 7 أشهر أوقفنا البيع بالتقسيط عندما منعت الحكومة استيراد ودخول مثل هذه الدراجات إلى اليمن.

ما رأي رجال مرور لحج؟
وفي أثناء تواجدنا في الشارع الرئيسي تحدث معنا الأخ صلاح فضل محضار، أحد رجال المرور في مدينة الحوطة حول تنظيم سير الدراجات النارية، فقال: في الفترة الأخيرة ازداد عدد الدراجات التي بدون جمارك بشكل كبير، مما سبب مشاكل وازدحاما يعيق الحركة، ونجد أطفالا يقودون دراجات نارية بدون رخص، لذا نطلب من الجهات المختصة تنظيم هذه الدراجات وفق أنظمة ولوائح جمركية.

حوادث الدراجات النارية في حوطة لحج لعام 2005-2006م حسب ما تشير إليه إحصائيات قسم الحوادث بمرور محافظة لحج على النحو التالي:

عام 2005 (19 حادثا) منها 14 حادث تصادم مع آليات، 3 حوادث تصادم مع دراجتين، حادثا دهس مشاة من قبل دراجة ونجم عن تلك الحوادث عددا من الوفيات والناجون تعرضوا لاصابات بليغة أو بسيطة، وقدر حجم الاضرار المادية بـ 1.100.000 ريال.

وتعود لأسباب عديدة منها: إهمال السائقين، السير بعكس اتجاه السير، السرعة، التجاوز، وقطع الطريق.

من 1 يناير 2006م حتى 8/2/2006م سُجل حادثان فقط نتيجة تصادم مع آليات نجم عنهما وفاة شخصين وإصابة اثنين آخرين بإصابات بليغة، والأضرار المادية 150 ألف ريال وكانا بسبب السرعة والإهمال.

دراجات وسيارات وباعة متجولون في الشارع الوحيد
دراجات وسيارات وباعة متجولون في الشارع الوحيد
حملات مرورية على الدراجات غير المرقمة
< التقينا بالعقيد عبدالله سعد العمري، مدير مرور لحج، الذي تحدث قائلاً:

نواجه مشاكل عديدة إزاء انتشار الدراجات النارية التي يدعي أصحابها أنها تؤمن لهم لقمة العيش، فهي مزعجة للمواطنين، إضافة إلى أن بعض سائقي تلك الدراجات يقومون بإبعاد الكاتم، بالإضافة الى أنها بدون أرقام، وتأتي عن طريق التهريب لهذا فقد قمنا بحملة مرورية على الدراجات النارية التي لا تحمل أرقاماً.

هل الحملات التي تقوم بها إدارة المرور ستساعد على تنظيم الدراجات النارية المنتشرة في لحج؟

بالطبع، لأنه من واجبنا أن نتعقب أي دراجة لا تحمل رقما فإن ذلك يصب في مصلحة تنظيم تلك الدراجات وعندما قمنا بترقيمها كان ذلك للاستعمال الشخصي وليس للإيجار أي (خصوصي).

وعن أسباب عدم وجود إشارات مرورية في مدينة الحوطة رد قائلاً: لا يوجد مكان مناسب داخل مدينة الحوطة لنجعله موقفاً للدراجات النارية.

وكما هو معروف يوجد في مدينة الحوطة شارع واحد وهو ضيق، مؤكداً أنه لا بد على سائقي الدراجات النارية أن يكونوا حريصين على أنفسهم فلديهم أسر تنتظرهم والدراجات خطيرة فهي بحاجة إلى السائق الماهر، ولا بد من توفر الترخيص الخاص بالدراجات.

ولنا كلمة
إن ظاهرة الدراجات النارية في محافظة لحج تقع مسؤوليتها على الجميع ابتداءً من الجهات التي تسمح بدخولها إلى المحافظة وانتهاءً بوصولها إلى من يشتريها، ومهما اختلفت الآراء سواءً مع وجود دراجات أو عدمها فإن النتائج واحدة، إلا أننا نقول للجهات ذات العلاقة: لا بد من توفير فرص العمل لأصحاب الدراجات النارية حتى نساعد في الحد من هذه الظاهرة ونمنع نشوء ظواهر أخرى، ونحن بدورنا نقدر دور المرور، وفي نفس الوقت نقدر معاناة أصحاب الدراجات النارية، لكن أيضاً هناك أنظمة لا بد ألا يتخطاها سائق الدراجة وأهمها السرعة المعقولة لأنه وكما تقول الحكمة: «في التأني السلامة وفي العجلة الندامة». وفي الأخير لا يسعنا إلا إن نتوجه بالشكر إلى إدارة مرور لحج وعلى رأسهم العقيد عبدالله سعد العمري، مدير المرور على تعاونهم معنا وإلى أصحاب الدراجات النارية على تجاوبهم، ونتمنى تضافر جميع الجهات لما فيه مصلحة الجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى