إلى من زرع الابتسامة من مرارة الواقع..فقيد الصحافة والوطن الراحل عصام سعيد سالم

> أديب الجيلاني:

> ليس ثمة ما هو أصعب عند المرء من رثاء في من يحب.. فما هو الحال لو كان الرثاء في شخصية وطنية وتربوية قديرة وقامة اجتماعية وصحافية سامقة بحجم الراحل عصام سعيد سالم.

إنها مأساة.. لا بل انها فاجعة ألمت اثر رحيل فارس وطني من فرسان الكلمة الصادقة ويراع لا تموت كتاباته ولا تفنى.. اشعرتني بغصة تحبس انفاسي وألم يعتصر قلمي ووجداني كلما تذكرت أنه ليس بيننا اليوم.. ولكنها مشيئة الله ولا مرد لقضاء الله وقدره.

أستاذنا العصامي عصام..

مذ عرفتك قبل عقدٍ وينوف من الزمان، وأنا أدرك حقيقة أنك رجل علاقات عامة من الطراز الاول وخير نصير للإبداع والمبدعين.. وأنك بدماثة اخلاقك وتواضعك استطعت أن تسكن قلوب الكثيرين، حتى أولئك الذين اختلفوا معك فكرياً أو سياسياً.. وما تلك الجموع التي تقاطرت من كل حدب وصوب للصلاة عليك وتشييع جسدك الطاهر إلى مثواه الأخير سوى خير دليل على مكانتك.

كما لا أنسى منحك الفرصة لي في أن أكون مديراً لتحرير مجلة «صم بم» الكاريكاتورية الساخرة ايماناً منك بقدراتي وتشجيعاً لمواهبي، الأمر الذي ينم عن تقديرك للإبداع والمبدعين..وهي ثقة اشكرك عليها وسأظل كذلك إلى أبد الآبدين.

وبعد الرحيل..

ليس لنا سوى الرضاء بقضاء الله وقدره.. واستئذانك في قول كلمة رثاء بحق من تعلمت منه معنى صمود الحرف في محرابه وكيف تقاتل الكلمة عن آمال البسطاء وأحلام الوطن بكل عزة وإباء، وبحق إنسان اجتمعت فيه حروف الكلام ليصبح من الصعوبة بمكان رثاؤه ولو بنهر جار من الحروف والكلمات، إنسان لا وصف يفيه حقه أكثر من القول إنه كان صوتاً مجلجلاً لآمال الفقراء وبندقية في وجه أعداء الوحدة والديمقراطية والكلمة الصادقة.

أخيراً

عزائي للأحبة.. ولمن ثكلت قلوبهم بفقيد الصحافة والوطن الذي نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وعنهم أولاده:

أياد، حسام وأيمن، وإخوته: معاوية، محمد، إبراهيم وشيخان، مؤكدين للفقيد بأننا سنظل على العهد باقين ولمسيرته مواصلين..

ايماناً منا ويقيناً بأنه رحل جسداً وباق ٍ فينا روحاً، وروحه الصافية النقية تمنحنا الحب والمقدرة على مواصلة المسيرة، فنعم المثوى ونعم المقام.

üمدير تحرير مجلة «صم بم»

الكاركاتورية الساخرة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى