ماذا في جعبة وزير الاعلام من جديد ؟

> عبدالرحمن خبارة:

>
عبدالرحمن خبارة
عبدالرحمن خبارة
عين الأخ حسن اللوزي من جديد في وزارة الإعلام وكان وزيراً للإعلام في ظل شمولية الإعلام وفي سياق تاريخي مختلف.. فإعلام اليوم في ظل العولمة وفي ظل المتغيرات العاصفة أصبح له مهام مختلفة عن إعلام الأمس في ظل الثورة الثالثة للاتصالات وفي ظل سيادة الليبرالية واقتصاد السوق.

< وملاحظ في عالمنا العربي اليوم أن بعض الدول العربية قد أنهت وزارة الإعلام وآخرها دولة الإمارات مؤخراً .. وقبلها قطر والعراق، إذ تتطلب النظم الليبرالية الخلاص من وزارات الإعلام ..كونها مرتبطة بالنظم الدكتاتورية الشمولية وبتضييق حرية الصحافة والإعلام.

< وسلطنة عمان تخلصت من الهيمنة الإعلامية حيث أصدر السلطان قابوس بن سعيد قانوناً في العام الماضي بحرية ملكية الفضائيات التلفزيونية ومحطات الإذاعة، وتعمل في صلالة اليوم محطتان للإذاعة بملكية خاصة وفي العراق توجد 11 محطة فضائية للتلفزيون وأكثر من عشرين إذاعة خاصة، ناهيك عن حرية الصحافة والنشر.. وفي العراق وقطر وعمان لا يوجد قانون أو قوانين لحرية النشر.

< والملاحظ أننا في اليمن يشدنا الماضي الشمولي فلا توجد نية لتعزيز حرية الصحافة ناهيك عن رفض السماح للقطاع الخاص بتملك فضائيات تلفزيونية ولا إذاعية وحتى الفضائية اليمنية لا تسمح بحرية النقد ولا يشارك المثقفون من مختلف مشاربهم الاجتماعية ويتم السماح فقط للذين يطبلون ويزمرون للسلطة الحالية من أهل الثقة.

< لهذا أصبح إعلامنا باهتاً ولا مسموعاً وقلة من الناس حتى في الداخل من يتابعون برامجنا التلفزيونية والإذاعية ولا يزال إعلامنا مرتبطاً في أخباره وتقاريره بالبرتكولية وحتى نشرة الأخبار الاقتصادية هي أخبار اقتصاد الغير، إذ لا يسمح للمستثمرين ورجال الأعمال وغيرهم من الشرائح الاجتماعية ولا يذاع ولا ينشر إلا عن إنجازات وهمية مملة أكل الدهر عليها وشرب !!

< ولسنا متأكدين من أن تعيين وزير الإعلام الجديد بسبب تشدده ورفضه حرية الصحافة وموقفه من مشروع قانون الصحافة في مجلس الشورى كونه رئيس لجنة الإعلام في المجلس رغم رفض نقابة الصحفيين واتحاد الأدباء والكتاب هذا المشروع البائس.

< وإذا كان مشروع قانون الصحافة الجديد يحرّم حبس الصحفيين، لكن استبدل الاعتقال والسجن بغرامات خرافية لا يستطيع من يحاكم من الصحفيين دفعها كون الأغلبية العظمى من الصحفيين يعيشون في خط الفقر أو تحته، وهذا يعتبر قيداً على الحرية الصحفية وحرية النشر.

< فماذا في جعبة الوزير الجديد للإعلام من جديد، فهل يمارس وظيفته الإعلامية كالسابق في الوقت الذي تتساقط فيه النظم الشمولية الدكتاتورية ..وأصبح العالم الليبرالي يراقب بشدة القيود على حرية الصحافة أكثر من أي وقت مضى؟

< سنعرف في الأشهر القادمة ماذا ينوي الوزير الجديد عمله!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى